صدقت الست عندما قالت «وأحب تانى ليه.. وأعمل فى حبك إيه؟» يقال إنها تقصد حبها الأول.. وأنها لن تحب بعده من باب الإخلاص.. والحقيقة كما أرى.. أنها قصدت: تانى! ليه؟! من باب الاستنكار! لماذا وبأى منطق؟! بعد ما نحب.. ونتذوق لوعة الحب.. ومرارته.. وألمه.. وغدره.. ونتجرع عذابه.. نعود ونعيد الكرة مرة أخرى؟! استمتاع بالعذاب؟ أليس هذا ما يطلق عليه المازوخية؟!
الحب على قد جماله.. وإحساسه الرقيق.. وهنا أتحدث عن البدايات.. ودقات القلب السريعة أو حتى رؤية اسمه على شاشة التليفون.. الفرحة والابتسامة التى تعتلى وجهك بسبب أو بدون سبب.. التى أحيانًا ما تضبط نفسك وأنت تمشى فى الشارع تتذكر موقفا.. كلمة بينكما.. فتضحك.. لا تهتم ماذا يقول الناس عندما تضحك فجأة بدون سبب. كل سلوك فى تلك الفترة.. يكون سهلًا وبسيطًا.. حتى أصعب المشكلات. تصبح الصعوبات والعقبات مجرد تحديات لطيفة.. حيث تغزوك قوة هائلة لتنتصر وتجرى لتحكى وكل ما تنتظره.. نظرة رضا.. أو إعجاب. لم يكن هدفك أصلا أن تنتصر.. كل انتصاراتك كانت رغبة فى نظرة فى عين حبيبك. ولكن.. بعد مرور شهر، شهرين، سنة.. أنت وبداياتك.. تبدأ الحياة الواقعية.. وعندما ننزل على أرض الواقع تشعر تلقائيا بالخجل. تسأل نفسك: «أنا كنت بعمل كده ليه»؟ وعندما تنظر فى عين الحبيب.. تجده.. وتعرف أنك أنت أيضا... أو ....! تحاول مرارا وتكرارا أن تعود للسماء السابعة مرة أخرى.. وكلما حاولت أن تشد حبيبك من يده لتطير تسقط سقوطًا مروعًا! وقتها يبدو كل شىء قاتما. وبدلا من سماع أغانى الحب والابتسامة بلا سبب.. تنزل دموعك أيضا بلا سبب! يحتل الندم أوصالك ويحل محل الحب.. ثم تأخذ القرار.. وتنهى العلاقة.. وتسمع أغنية الشاب دائما وأبدا عمرو دياب.. بقيت سنجل.. وتتنفس الصعداء وهواء الحرية يروى رئتيك وتجد أن مرتبك أصبح يكفيك مرة أخرى، ولا توجد خناقة بعد عودتك من سهرة مع أصدقائك. تستيقظ على كابوس أنك نسيت عيد ميلاد حبيبك ثم تستوعب إنك خلاص.. لم تعد ملزما بشىء أنت حر.. حر ومعاك فلوس. فقل لى بالله عليك وأصدقنى القول.. تحب تانى ليه؟ هل أنت مازوخى؟.. هل تربيت على تلك الثقافة مثلا؟.. كانت والدتى دائما تسألنى سؤالا استنكاريًا الآن أسألك نفس السؤال: «هل عذاب المؤمن سنة؟!» اهربوا.. فإن الحب هو ما يقال عنه: السم فى العسل. أوله حلاوة.. وطراوة.. ومنتصفه شقاوة وآخره مرارة. قيل إننا نحب تانى لأننا ما زلنا على قيد الحياة.. والقلب ينبض وطالما عايشين.. نحب مرة واتنين وثلاثة! ده حضرتك مُصِر! صدقنى.. هناك من لا يصلح للحب.. خدت فرصتك.. فشلت.. ربنا نجاك.. إذن.. نشكر ربنا. عايز تحب.. حب كلب.. مخلص ووفى لا جدال.. حب قطة جميلة وشقية ومشاكسة لن تجرحك.. ولن تخون ولن تتركك فى عز أزمتك.. ولن تمل من أزماتك. عايز تحب.. حب نفسك.. يمكن تستاهل أنك تتحب.. يمكن.. وبقول يمكن.. لو حبيت نفسك.. تعرف تحب صح وتختار صح. ولما تحب تانى.. حلاوة البدايات.. تصبح حلاوة الحب الحقيقى.. اللى كان على أيام الأستاذ الفنان محمد فؤاد! كل عيد حب وأنتم طيبين.. سامحونى.