أنا مشكلتي إني بحب بنت من فترة كبيرة، وسيبنا بعض، ورجعنا لبعض كذا مرة، ودلوقتي مستمرّين مع بعض أحسن من الأول بكتير، تعتبر دي أحسن فترة في حياتنا أنا وهي؛ سواء في الحب أو المعاملة أو كل حاجة. المهم إن البنت دي في نفس سني -20 سنة- وبنحب بعض من زمان، وهي بتحبني بجنون، ومهما عملت معاها برضه بتحبني؛ حتى كنت سيبتها ورحت حبيت واحدة تانية وعِرْفت الموضوع وبرضه لما حبيت إني أرجع لها تاني كانت مبسوطة. ورجعنا تاني؛ بس أنا دلوقتي بحبها بجد، وأكتر من الأول بكتير؛ بس المشكلة إن بييجي عليّ وقت بازهق أو باملّ من العلاقة اللي بيننا مش عارف ليه.. ممكن يكون عشان ما فيش جديد أو ما فيش تغيير.. بنتكلم لحد تقريباً ما الكلام بيخلص، وما بيبقاش فيه حاجة تتقال.. ممكن نفضل ربع ساعة ساكتين؛ بس المهم إننا مع بعض. وساعات أحس إني بحبها بجنون ومش عاوز أسيبها، ولا أبعد عنها لحظة واحدة، ولو متخانقين أو زعلانين من بعض أزعل قوي وأبقى عاوز أشوفها وأكلّمها. وفيه حاجة كمان إني باعرف بنات تانية؛ بس معرفتي بالبنات التانية مجرد أصدقاء وساعات بياخدوا من وقتي كتير؛ يعني ممكن أقابلهم وأقعد معاهم، ومش باقول لها على حاجة عشان هي بتزعل من الحكاية دي، وأنا عارف، ومع إنها بتزعل إنما بتحبني وأنا بحبها؛ بس برده مش عارف أبطّل اللي أنا باعمله ده، ولو فيه بنت جديدة اتعرفت عليها ولا حاجة، ممكن أنشغل بيها فترة وأتغير مع حبيبتي شوية وأرجع تاني ليها أحسن من الأول عشان بحبها قوي. والمشكلة دي تقريباً هي أساس زعلنا.. والسبب الرئيسي اللي بنتخانق عليه؛ بس مش عارف أعمل إيه.. عاوز حد أفضفض معاه ومش لاقي. ممكن ألاقيه هنا؟ مش عارف.. أتمنى.. مستني ردكم. sht "أحد الأشياء المحيّرة في علاقات الحب هو أن الأمور تجري بنحو حسن، ونشعر بأننا محبوبون، وربما نجد أنفسنا فجأة نبتعد عاطفياً عمن نحب أو نستجيب لهم ببرود". الصديق العزيز: هل قرأت هذا المقطع السابق.. نقلته لك من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" لجون جراي، لأني وجدت فيه أنه أصدق توصيف لحالتك. لكن دعنا الآن نناقش رسالتك بالتفصيل، ولكي نكون عمليين أكثر؛ دعنا نضع كل الأمور في نصابها. فمشكلتك تبدأ من فتاتك الشابة التي تعطيك في كل مرة الفرصة لكي تغادر وتعود من جديد وهي تستقبلك وتعيد علاقتكما وكأن شيئاً لم يكن.. مع أن لكل شيء آخر، ولكل علاقة قواعدها التي إن خالفها طرف يصبح الطرف الثاني حراً في أي طريق يسلك بعدها.. فهي أعطتك الإشارة الخضراء أنه في كل مرة تسأم أنت علاقتكما تغادر، وعندما تحنّ إليها تعود لتجدها.. ولا مجال للحديث عن الماضي.. وهذه كانت البداية. ثانياً وللمصادفة العجيبة أنك شخص سريع الملل، تريد التغيير، وتتصور أن علاج الملل في تغيير من تحب وليس في إعادة الحياة إلى العلاقة نفسها دون التفكير في علاقة جديدة. وهنا أريد أن أسألك سؤالاً أريد أن تجد له إجابة في جلسة صراحة وصدق مع النفس.. ماذا تريد من الحب؟ أو بمعنى آخر ماذا تريد من علاقتك بفتاتك الشابة -التي قلت إنك تحبها- أو حتى بعلاقاتك الأخرى؟ وإذا سألتني رأيي سأقول لك إنك للأسف أناني، تريد أن تكون محبوباً وكفى.. تأخذ ولا تعطي.. لدجة أنك عندما تسأم طريقة محبوبتك في حبك تذهب للبحث عن علاقة أخرى؛ بل علاقات أخرى يأحذون من وقتك الكثير، ولا يتبقى لها في النهاية شيء، وعليها حينها أن تنتظرك حتى تعود من رحلاتك لتعطي لها ما تبقّى لها من وقتك ومن قدرتك على التواصل معها. وفي النهاية تقول إنك تحبها!! والسؤال الثاني: ما هو الدليل على أنك تحبها؟! وفي الإجابة أرجو أن تذكر أفعالاً حقيقية لا مجرد كلمات جوفاء تخرج ساعة الصفاء بينكما. صديقي: لقد استهترت بمن أحبّتك، وكانت تفاصيل رسالتك هي النتيجة.. وقعْتَ أنت في حالة من التخبّط وأصبحت ترتجل ولا تعرف ماذا تصنع بعلاقتكما وما هو مستقبلها في الأصل. أنت بحاجة إلى جلسة صدق وصراحة مع نفسك.. تقول خلالها ما هي مشاعرك الحقيقية تجاه فتاتك.. ولماذا تلجأ إلى تلك العلاقات الجانبية التي لن تفيد بأي حال من الأحوال.. والمقياس حينها أنه لابد لكل علاقة من التطور، وفي علاقات الحب يجب أن تتطور إلى خطوبة ثم زواج.. ادرس بجدّية هذه الخطوة. أخيراً: اترك الفرصة لنفسك لكي تحبها مثلما تحبك؛ فهذا التفاوت بينكما (أن تحبك هي بجنون وأنت تحبها فقط)؛ يجعل من علاقتكما علاقة غير متكافئة، ويصبح هناك طرف مظلوم، وبالتأكيد ستكون هي.. فلمَ تظلمها وأنت تحبها؟ إذا كنت صحيحاً تحبها فاحرص على مصلحتها مثلما تبحث بكل الوسائل لإرضاء نفسك الحائرة سواء معها أو مع غيرها. أعرف أنك في فترة اضطراب ولم ترسُ مع نفسك على بَرّ؛ لكنك قادر على أن تحسم كل الأمور المعلقة في حياتك لتهدأ نفسك وتحدد معالم مستقبلك.. فأنت بالتأكيد تدرس وتحتاج لأن تنهي دراستك سريعاً لتشقّ طريق العمل، وتعتمد على نفسك وإلى أن يحدث هذا ابدأ واحسم أمر علاقاتك أياً كان تسميتها عندك.. وحينها تستطيع أن تبدأ من جديد. وتذكّر أنه في حياتنا يكفينا شخص واحد يحبّنا بصدق ونحبه، وليس شبكة متصلة من العلاقات كلها مبتورة ولا علاقة مكتملة. وتذكّر أيضاً أنه في كل الحالات لا تظلمها معك ولا تظلم نفسك.. إذا كنت تحبها فافعل كل ما يجب أن تفعله تجاه علاقتكما وأولها الإخلاص.. وإذا لم تكن تحبها كما تحبك وتتخذ منها مجرد ميناء مؤقت اتركها وصارحها، ودعها تجد من يحبّها بصدق ومن يستحقها.. وحينها افعل في حياتك مثلما تشاء؛ فأنت الذي ستتحمل العواقب في كل الحالات.