عاوز تخس؟ مفيش أدنى مشكلة، القضية سهلة جدّا، أمامك خياران، للتخلص من وزنك الثقيل وهيئتك البدينة، إمّا جراحة، وإمّا أن تلجأ إلى الصيام عن الأكل وتنظيم غذائك، أيهما أفضل لك، متخصصون نصحوا بالطريقة الأخيرة وحذروا من الطريقة الخاصة ب«تكميم المعدة». و«تكميم المعدة عملية لاستئصال ورم ما عن طريق قص طولى للمعدة يتراوح من 75 ل 85% من حجم المعدة يحوى نحو 75% من هورمون الجريلين المسئول عن الإحساس بالجوع، فتتحول المعدة إلى أمبوبة رفيعة صغيرة تستوعب كمية صغيرة جدّا من الطعام، تُشعر المريض كأنه بوضع ريجيم إجبارى لا ينتج عنه إحساس بالجوع، فيبدأ المريض باستهلاك الدهون المخزنة بالجسم فيبدأ وزنه بالنزول تدريجيّا، ومثلها أى عملية يتم إجراؤها لعلاج حالة مرضية لكنها ليست عملية تجميلية، والدليل على ذلك أنها أصبحت مشمولة بالتأمين الصحى للمواطنين فى بعض دول أوروربا وأمريكا ودول عربية مثل السعودية والإمارات؛ حيث إن السمنة المفرطة مرض يتسبب بأمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكر وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية، وغير ذلك من الأمراض التى تشكل خطورة على حياة الإنسان». ورأى الدكتور محمود زكريا الجنزورى، أستاذ جراحة السمنة والسكر بجامعة عين شمس، أن مثل هذه الجراحات تم الاتفاق عليها منذ أكثر من 40 عامًا، ففى فرنسا يتم إجراء مثل هذه العمليات بمعدل 49 ألف عملية سنويّا، وفى أمريكا بمعدل 200 ألف عملية سنويّا. وأضاف: إن هذه العمليات غير مسموح بإجرائها إلا لأصحاب السمنة المفرطة، بعد أن يتخطى مؤشر كتلة الجسم 40، ولكن بعد تجربة أنظمة تخسيس مختلفة وممارسة الرياضة، فاللجوء للتدخل الجراحى يجب ألا يكون الخيار الأول إلا بعد فشل اتباع أنظمة الدايت المناسبة لحالة كل مريض سمنة والأساليب التحفظية والأدوية. أوضح «الجنزورى» أن عمليات السمنة قد تتسبب فى بعض المضاعفات للمرض كحال أى عملية يتم إجراؤها، وعلى الطبيب الماهر تقليل هذه المضاعفات قدر المستطاع حتى لا تتسبب فى تعريض حياة المريض للخطر، لذا أصبحت هذه الجراحات يتم إجراؤها بالمناظير وليس عملية جراحية تتم بفتح جراحى كبير داخل الجسم، وعلى المريض أيضًا دور فى اختيار الطبيب المتمرس المتخصص فى مثل هذا النوع من العمليات الذى يستخدم الدباسات الحديثة، والمتطلع على أحدث الدراسات العلمية بمجال الجراحات بالمناظير، واتباع تعليماته بعد إجراء العملية فى الحركة ونوعية الأطعمة التى يجب الابتعاد عنها، وشكل الحياة اليومية التى ستتم ممارستها حتى لا يعرّض حياته للخطر. وعدّد «الجنزورى» مضاعفات عملية التكميم، كحدوث التسريب والنزيف والتواءات المعدة وحدوث جلطات بالأوردة الدموية، بالإضافة إلى مشكلات بالرئة والشعور بآلام شديد بالجسم تنتج عن احتمالية حدوث فتق جراحى نتيجة الفتح الكبير. ورأى الدكتور أيمن علوان، أستاذ الجراحة والمناظير بجامعة الأزهر، أنه كلما كان التدخل البشرى الجراحى بالجسم عنيفًا كان رد فعل الجسم أكثر عنفًا من المتوقع، وحدوث التسريب الذى يصل فى بعض الحالات إلى 5% هو الخطر الأكثر ظهورًا بعمليات تحويل المسار وتكميم المعدة، والذى يظهر بعد نحو 3 أيام أو أسبوع من إجراء العملية إذا كان هذا التسريب حادّا، أو شهر إذا كان التسريب مزمنًا، ويعرف التسريب بأنه خروج محتويات المعدة لخارجها، حيث إنه بعد فصل نحو 70% من المعدة يتم تدبيس الجزء المتبقى، وهنا يبدأ الطبيب باتباع العلاج التحفظى من خلال تركيب أمبوبة فى المعدة عن طريق الأنف، وإذا كان هناك تجمع داخل المعدة يقوم طبيب الأشعة بتفريغ هذا الجزء، وفى حال فشل هذا الإجراء، يتم تركيب دعامة طويلة لعزل المعدة عن الجزء الخارجى لفترة ما، أو تركيب دبوس حول الفتح الجراحى لغلقه، أيضًا النزيف الذى قد يحدث أثناء إجراء العملية أو بعدها ب 24 ساعة. وأضاف: إن مثل هذه المضاعفات أحيانًا كثيرة تظهر أثناء إجراء العملية أو بعدها مباشرة، وتتم ملاحظة ذلك من الشكل الخارجى للمريض وزيادة النبض بصورة كبيرة، وهى العلامة الأولى للتسريب. ونوّه «علوان» إلى أن مضاعفات عملية تحويل المسار أكثر من عملية التكميم؛ حيث إن المريض يفقد كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن بعد إجراء الأولى؛ حيث إن تحويل المسار يتم فيه اختصار حجم المعدة ليصبح نحو 8 سم بدباسة، يتم فصل هذا الحجم عن المعدة بأكملها ثم يتم توصيله على بُعد 150 سم من الأمعاء إلى المعدة من الأعلى، فتصبح الكميات المتناولة من الطعام أقل ولا يتم امتصاصها بكميات كبيرة من خلال الأنزيمات التى يفرزها الجسم المسئولة عن هذه العملية. وعن اختيار العملية الأنسب للمريض، أوضح أستاذ المناظير، أن هناك أسسًا لا بُد من النظر إليها عند اتخاذ هذا القرار؛ حيث إنه يجب البحث فى المجلات العلمية الحديثة حول هذا المجال للاطلاع على الأنظمة الأحدث والأنسب، وخبرة الطبيب المعالج الجراح وترجيحه، أيضًا اختيار المريض وتفضيله لنوعية العملية التى سيجريها ولكن بعد الاستماع إلى نصائح الطبيب، فكلما اتبع جسم الإنسان التشريح الطبيعى بالنظم الغذائية والرياضة مدة لا تقل عن 6 أشهُر، كان أفضل من التدخل الجراحى.