حولت نجلاء بيتها الذى تقيم فيه بمنطقة الحسين إلى مقر لمشروعها، لتستطيع الوفاء بمتطلبات أسرتها، المكونة من 4 أفراد، والتى تتزايد يومًا بعد يوم، خصوصًا مع غلاء الأسعار. نجلاء إسماعيل البالغة 47 سنة، تتقن تحضير كل المخبوزات والحلويات وكحك العيد والبسكويت والبيتى فور، ولمهارتها وسعرها المميز مقارنة بأسعار المحلات الأخرى أصبحت تحضر هذه المنتجات لأسرتها فى المواسم والأعياد، وكذلك تتلقى الطلبات من عملائها الذين تتعاون معهم منذ سنوات. لكحك نجلاء رائحة وطعم مميزان، يذكران الناس برائحة العشر الأواخر من رمضان التى كانت تملأ بيوتنا وشوارعنا منذ سنوات، منذ الصباح الباكر حتى طلوع الفجر، وكله حسب الطلب، سادة ومحشى ملبن وعجمية، لكن كله نقش إيدين «أم سيد». بدأت «أم سيد»، كما تحب أن يناديها الجميع مشروعها منذ عشر سنوات تقريبًا، فبعد أن هادت الكثير من جيرانها بصنعة يديها، بدأ الجميع يطلب منها تجهيز منتجاتها اللذيذة مقابل مبلغ مادى يتناسب مع تكلفة الخامات التى تستخدمها والمجهود الذى تبذله، ومن هنا كانت البداية حتى تجاوز الأمر جيرانها فى منطقة الحسين إلى الكثير من الزبائن فى مختلف المناطق بالقاهرة وكذلك المحافظات. «استخدام خامات نظيفة ذات جودة عالية، والالتزام بتسليم «الأوردر» فى الموعد المتفق عليه، إلى جانب الخبرة والمهارة فى تحضير وخبز المنتجات هى أسباب شهرة نجلاء دون غيرها من الكثيرات اللاتى يعملن فى نفس المشروع». كما تقول نجلاء: سمنة وبيض وفانيليا ولبن ودقيق، مكونات أساسية فى أغلب منتجات نجلاء تحرص على شرائها بشكل شهرى من تجار الجملة الذين تتعامل معهم لتتجنب ارتفاع أسعارها فى الأسواق العادية، ولتحافظ على سعر منتجاتها، لتكون أوفر للزبائن، ولتستطيع توفير هامش ربح مناسب لها بعد البيع. تخلط هذه المقادير بكميات محددة حفظتها عن ظهر قلب بالممارسة والخبرة، حتى تحصل على العجينة التى سيتم تشكيلها. وبعد تشكيل العجينة ووضعها فى الصاج المخصص للتسوية، تذهب نجلاء للفرن الخاص بزوجها وأبنائها وتحرص على مراقبة الفرن بنفسها حتى يحصل الكحك والبسكويت على اللون الذهبى المميز، ولكى تستمتع بالراحة التى تنتشر فى الفرن وخارجه. رُغم ضيق الوقت فى شهر رمضان تحديدًا، لرغبة الجميع فى شراء كحك العيد منها، فإنها لم تتأخر على موعد اتفقت عليه ولم تشكو من ضعظ العمل أو لجأت لمساعدة أخرى تخفف عنها ضغط العمل وتقاسمها رزقها، بل تستمر طوال الشهر الكريم فى تحدٍّ مع نفسها لكى تؤمّن مبلغًا ماديّا محترمًا يساعدها فى تطوير الفرن الذى يعتبر مصدر رزق آخر لها طوال العام. بجانب الكحك والبسكويت والبيتى فور وغيرها من لوازم الاحتفال بعيد الفطر، تحضر نجلاء لزبائنها فطير مشلتت وفطائر بالشمر والينسون وأخرى بالعجوة وكسكسى وغيرها من الحلوى اللذيذة التى تستطيع تحضيرها بمهارة شديدة وبطعم لا يختلف عن الذى تقدمه أكبر وأفخم المحلات. أسعار المنتجات أقل كثيرًا عن التى تباع فى المحلات، فأسعار حلوى العيد هذا العام تبدأ من 70 جنيها للكحك والبسكويت والبيتى فور السادة، وتزداد حتى 150 بحسب الإضافات الأخرى مثل المكسرات أو العجمية أو الشكولاتة وغيرها، أمّا الفطير المشلتت فيصل سعر الفطيرة الواحدة إلى 25 جنيهًا. •