ترتبط الأعياد والمواسم لدي المصريين بعادات وتقاليد وأطعمة وحلوي خاصه لكل مناسبة. فمولد الرسول صلي الله عليه وسلم له حلاوة المولد، وشم النسيم له السمك المملح والعيد الصغير له الكحك والبسكويت الذي يرجع تاريخه إلي العصر الفرعوني عندما كانوا يضعونه مع الموتي وينقشون عليه قرص الشمس، الذي مازال إلي الآن هو الشكل المعتاد نقشه علي كعك العيد. ولقرب قدوم عيد الفطر أقبل المستهلكون علي شراء كعك العيد والبسكويت والغريبة والبيتي فور. ولكن شهدت أسعار الدقيق ومكونات الكحك ارتفاعا ملحوظا هذا العام عن العام السابق. فقد أكد محمد نور عضو شعبة صناع الحلوي بغرفة القاهرة التجارية أن أسعار كعك العيد ارتفعت بنسبه تتراوح بين 15 و 20% حسب كميات السكر المستخدمة في المنتج وحسب استخدام صاحب الفرن للغاز والسولار ولكن بسبب نقص القمح وارتفاع أسعاره خاصة القمح الروسي أدي إلي تراجع المصريين عن عمل الكعك البيتي وأن الحزن غم الكثير من الأطفال الذين يحبون عمل كعك العيد في البيت. كما أوضح نور أن أسعار الدقيق الفاخر استخراج 72% ارتفع من 1900 جنيه قبل أزمة القمح إلي 3 آلاف جنيه للطن. وارتفع السكر 50 قرشا للكيلو عن العام الماضي وارتفاع أسعار الزيوت والمسلي بنسبه 10% بالاضافة إلي ارتفاع أسعار السولار الذي يستخدمه الخبازون في التصنيع. وكل هذا أثر علي المنتج النهائي فارتفع سعر الكعك التجاري بنسبة تتراوح من 15 و20% عن العام السابق وارتفع حوالي 25% للكعك المنزلي. وقال المهندس ممدوح أبو الخير مدير شركة مخابز القاهرة الكبري إن أسعار الدقيق أرتفعت بنحو 20% مع تسجيل القمح ارتفاعا حادا خلال الأيام الأخيرة مع تقلص المعروض نتيجه فرض روسيا حظرا علي عمليات التصدير مما سبب ارتفاعا سريعا في أسعار المنتجات الغذائية. ويقول السيد أبو القمصان مستشار وزير التجارة والصناعه لشئون التجارة الخارجيه أن القمح متوافر بالأسواق لعمل الكعك ولن تظهر أي أزمة للمستهلكين في عمل المخبوزات خلال عيد الفطر المبارك وأن مصر تستورد من عدة أسواق بديلة لروسيا، يأتي في مقدمتها القمح الأمريكي والكندي وغيرها من الأسواق وأن استيراد مصر للقمح بأسعار متفاوتة لا يخص بلدا بعينها إنما هي تتبع السوق العالمي. نظرا لأن سلعة القمح يتم تداولها عبر البورصة بالأسواق العالمية. وفي جولة ل"الأسبوعي" داخل محال الحلوي وجدنا أنها تتسابق في وضع الكعك والبسكويت والبيتي فور بطريقة جديدة "و تقليعات" في ديكوراته وأشكاله وتعبئته. فالكعك في احدي محال الحلوي "لو كرنافال" اشتهر بتقليعاته وحلاوة الصنعة ويتراوح سعر الكعك فيه من 90 جنيها للكعك السادة والكعك المحشو عجمية فهو ب110 جنيهات والمحشي بالبندق ب140 جنيها أما المحشو فستق فهو من أغلي الأنواع ب160 200 جنيه، أما البسكويت فهو يبدأ ب 85 جنيها إلي 120 جنيها حسب تزينه وشكله وعن الغريبة فهي ب150 جنيها والبيتي فور "الكوكيز" من 130 جنيها إلي 170 جنيها وهناك المعمول الذي تشتهر به كثير من الدول العربية وله مستهلكوه وطالبوه في مصر فهو يتراوح من 140 إلي 200 جنيه. ومع سباق المحال نجد أن لكل محل زبائنه الذين يقبلون عليه رافضين تجربة محل آخر حتي ولو كان السعر أكثر إغراء فهم يعتبرونها مرة في العام. وتقول نجلاء إبراهيم منذ الصغر لا تشعر بفرحة العيد إلا في وجود الكعك والبسكويت وقد أوصلت هذا لأولادها مما جعلهم يفرحون أيضا بقدوم العيد بالكعك والبيتي فور. وأنها زبونة دائمة لهذا المحل ولا تحب تجربة غيره فهذا الطعم علي حد قولها يذكرها بالكعك المنزلي. وهناك محل أخر "ساليه سكريه" يبدأ سعر الكحك فيه من 45 جنيها إلي 75 جنيها. ويقول حسن عبد ربه عامل بالمحل أنه رغم ارتفاع أسعار كل الحلوي وخاصة حلوي عيد الفطر إلا أن الأقبال لم يقل والزبائن يشترونها لأنها عادة وفرحة العيد. وتقول صفاء صلاح الدين إنه في الماضي لم يكن يخلو بيت من عمل الكعك والبسكويت وكان هذا هو فرحة العيد التي تحملها الذكريات إلي الآن ولكن لم يعد هناك وقت ولا جهد ولا الصبر لعمل الكعك "فشراء العبد ولا تربيته" علي حد