ملخص ما نشر مازال عماد يعيش فى الماضى، بعد أن عرف الجميع انكسار يونيو 1967، وموت جمال عبدالناصر فى عام 1970، مازال عماد يحاول أن يبحث عن مجال لنشر رواية أبيه المنسية التى عثر عليها فى محتويات شقته القديمة.. تعرف على أمانى، ومر بتجربة بسالى.. وهاهو يحاول مرة أخرى من أجل عرض رواية والده، إلا أن رئيس التحرير يقنعه مرة أخرى بكتابة هذه التجربة كحالة خاصة. الإسكندرية، المدينة العظمى، عاصمة الحب والفن والذكريات لؤلؤة الإسكندر، معشوقة كليوباترا، كم مر عليك من ملوك وغوان، وكم من مواكب شهدتها شوارعك وميادينك، من عهد قيصر إلى عمرو، ومن محمد على إلى جمال عبدالناصر، وفى ميدان المنشية، شاهد صورته الكبيرة وقد بدأت تتآكل ويتساقط طلاؤها وتشحب ألوانها بفعل الرياح والأمطار والإهمال المتعمد، ولم يبق منها إلا العينان، كأنها تسألنا عما حدث وعما جرى. ولكن، ماذا عن الأصدقاء الكبار، محسن فواز - بدر شامل - ورفيق صبرى؟ هل تغيرت أفكارهم، وما الرؤى الجديدة التى يمكن أن يراهم بها بعد هذه الفترة؟ ويأتى الخريف، النصف الأخير من سبتمبر ويذهب عماد لتلبية دعوتهم جلسوا جميعا فى شرفة الفيللا التى استأجروها على شاطئ المعمروة فوقهم سماء صافية خالية من الغيوم، وقمر يعكس أضواءه بين أمواج ساكنة، والأستاذ محسن اتخذ جلسته وسطهم كنجم من نجوم الليل المتألقة، وكلما توغل فى السهر ازداد بريقا وتوهجا، نظر إليهم بعينيه الثاقبتين، ثم فتح فاه قائلا: - أى محطة سكة حديدة يجلس عليها عامل أمامه مجموعة من الروافع الحديدية، وكل رافع له ذراع صغيرة، إذا ما حركها عامل «البلوك» حول القطار كله إلى قضبان جديدة ومسار جديد، دون أن يشعر الراكبون. وفى لحظة، تغيرت الانفعالات بان الضيق والتوجس على وجه رفيق، أما بدر فقد أخذ يهز رأسه يمينا وشمالا، ويرسم بأصابعه فى الهواء خطوطا ودوائر وعلامات استفهام ثم قام ووقف فى الشرفة، كأنما شعر بالاختناق، فجأة الوحيد الذى تسمر فى مكانه عماد، الذى شعر أنه عراف يتنبأ. أما محسن، فقد واصل حديثه: - أقصد أن هناك من يستطيع بحركة صغيرة أن يحول مسار الشعب كله إلى طريق آخر، مختلف تماما، مستغلا حماس الشعب واندفاعه. ثم أخرج البخاخة من جيبه، واستنشق بخارها مرتين أو ثلاثا، أخذ نفسا عميقا، وابتسم فى مرارة: -الشىء الغريب أننى فى المعتقل كانت أزمات الربو تنتابنى، ولكن على فترات متباعدة، لأنى رتبت نفسى على أنهم وإن كانوا سجنوا جسدى، فأفكارى مازالت حرة، أما الآن.. أخذ نفساً عمقا من أنفه: - من أجل كلمة، مُنعت من الكتابة. أطلقنا عليها انتفاضة شعبية، وهو أطلق عليها انتفاضة حرامية. وصمت لحظات طويلة يتطلع إليهم، ثم بابتسامة ساخرة: لمصلحة مَنْ ضرب قوى اليسار الوطنى وإبعاده عن المناصب القيادية؟ هذا من شأنه أن يقوى التيارات الدينية الرجعية، التى لا تقبل النقاش، فهى وحدها على حق، وما عداها باطل أشعل بدر سيجارة، قائلاً: - الأنظمة العربية لم تنجح إلا فى نسف كل الروابط، ضربت الجار بالجار، واليسار باليسار، والفدائى بالفدائى. مرت لحظات من الصمت المتوتر، قطعها محسن: - كل ما ناضلنا من أجله سيصبح رمادا أو مجرد ذكرى. بدأت مظاهر الارتداد، ولن تنتهى، لسوف تنقلب كل الأوضاع، وسيصبح أنا وابن عمى على أخى، وأنا والغريب على أخى وجارى. وعلق عماد: - سيحاولون أن يرجعوا بمصر، ياريت قبل ثورة 52، ولكن إلى ما قبل ثورة 19. وقف محسن فاردا صدره العريض، متجها ببصره ناحية الأفق البعيد: - لقد ولى الزمن الجميل، زمن الكفاح والإصرار، ورغم أننى اعتبر نفسى متفائلا، قررت بمحض إرادتى السفر إلى لندن للعمل هناك. نظر إليه عماد فى توسل واستنكار، ولأول مرة يعلو صوته: - لا.. مستحيل.. نحن فى أشد الحاجة إلى تفاؤلك وإصرارك. وبابتسامة أبوية حانية رد عليه: - الكتابة بالنسبة لى كالشهيق والزفير، وأنا محتاج لفترة هدوء نفسى والحكم على الأشياء من بعيد. وأخيرا، خرج رفيق من صمته، وقد ضاق صدره بما يقولون: - ما رأيكم لو أخذنا عربة حنطور وذهبنا إلى الميناء الشرقية راقت لهم الفكرة وكانت هناك على الكورنيش عربة، تقدم محسن أولا، تبعه بدر، ثم رفيق، ثم عماد الذى آثر أن يجلس بجوار العربجى. ما أحلاها من متعة أن تشاهد الإسكندرية على إيقاعات حوافر الحصان المنغمة وطرقعة الكرباج، والمشية الهادئة فى ليل إسكندرية الساحر، وكان الفجر يشق طريقه عندما وصلوا بالقرب من الأنفوشى والشمس بدأت تبزغ مثل العريس الخارج من خدره. وفجأة نزل بدر من العربة وهى تتحرك، وبسرعة غير متوقعة تسلق السور الحجرى للكورنيش ووسط دهشة الجميع أخذ يتشقلب كأى أكروبات محترف، مرة واثنتين وثلاثاً، ثم استوى وافقاً كأنه لم يفعل شيئا ذا بال، تسلق العربة وجلس بينهم، ضحك محسن: - هذه طريقة بدر للتغلب على همومه.. وكأنه ينفس عن غضبه المكتوم بهذه الشقلباظات وعندما وصلوا إلى قلعة قايتباى، نزلوا جميعا من العربة وهنا تألق وجه محسن، فاردا صدره العريض وذراعيه نحو قلب الفجر ووردة الصباح المتفتحة، هاتفا فى مرح طفولي: - تعالوا نبوس الشمس! وقفوا جميعا شاخصة أبصارهم لبداية القرص الدائرى الشفاف. كان المنظر بديعا للغاية فى نور هذا الصباح الباكر، والصيادون بدأوا ينشرون شباكهم، بينما القوارب بألوانها المبهجة راقدة فى انتظارهم وفيما هم مارون على مسجد أبى العباس، نظر محسن إلى سرب الحمام الأبيض وهو يطير بين المآذن والقباب، قائلا: - اللهم احمنا من الذين يغضبون الله، يفتشون فى القلوب ويحكمون على أصحابها بالكفر أو الإيمان. ثم تنهد: - ما أسعدهم حينما يتركونا سعداء بالتوبة فى الجوامع، لكى نهجر العمل فى المصانع، نغرق نحن فى الآخرة لكى نترك لهم الدنيا وما فيها. وتمضى العربة بإيقاعاتها المتناغمة، والمدينة تستيقظ وتتثاءب على أصوات هادئة وديعة وأليفة: زقزقة العصافير بين أشجار النخيل هديل الحمام وصوصوة الفراخ والكتاكيت فوق أسطح المنازل احتكاك عجلات الترام بالقبضان الحديدية وصلصلة أجراسه البهيجة، بينما المقاهى تفتح أبوابها، والجرسونات يرصون الكراسى ويرشون الأرض بالماء، والأفران مفتوحة، ورجال سمر يرتدون أسمالا بالية يتعرضون لوهج النار، ويسحبون صوانى الخبز الفواح، والنوافذ بدأت تفتح على نداءات الباعة الجائلين، وعمال المصانع وقد تجمعوا أمام بائع الفول، الذى حول عربته إلى بوفيه مفتوح، رصت فوقها أطباق الفول والفلافل، والمخللات، والبصل الأخضر، وأرغفة الخبز الخارجة لتوها من الفرن، وبجانبه آخر يعد لهم أكواب الشاى. وها هى محطة الرمل خالية إلا من بعض المارين بينما تركت فى الساحة أكوام الصحف والمجلات التى وصلت لتوها بالعربات، أوقف العربة عندما لمح عم عبده، نشيطا مبكرا كعادته، وهو يستعد لحمل حصته من الجرائد على كتفه، يغمره شعور بالبهجة لأنه يبدأ يوما جديدا ينادى عليه: - صباحك فل يا عم عبده. يرد عليه بابتسامة ندية ووجه مشرق: - يا صباح الهنا والرضا، أنت والسامعين أجمعين. ينظر إليه الأستاذ محسن بمزيج من الإعجاب والإشفاق، ويطلب منه الجرائد فتنفرج أساريره، هاتفا مستبشرا: - اصطباحنا لبن بإذن واحد أحد. يقول عماد بعد أن تحركت بهم العربة: - عم عبده من الناس القلائل الذين لا يعرفون إجازة عارضة أو مرضى حتى فى الأعياد، لا يخلف مواعيده فى برد الشتاء تلاقيه، فى عز الحر واقف على رجليه. أخذ محسن نفسا عميقا، كأنه يلتقطه من طبقات الجو العليا: - هؤلاء الجنود المجهولون وجرائدهم الصابحة! ثم ابتسم ابتسامته الطفولية الرائعة: - ما رأيك لو كتبت موضوعا عنهم، لولاهم لما وصلت كلمتنا إلى الناس. •• وانطلقت العربة إلى شارع صفية زغلول، ومنه إلى كوم الدكة، قال محسن وهو يتطلع بعيون نهمة إلى الأزقة الضيقة والبيوت العتيقة والكراسى المرصوصة أمام مقهى صغير: - هنا عبق التاريخ وجه الإسكندرية الحقيقية سيد درويش والصنايعية، الشيالين والعربجية الباعة السريحة والأفندية. ثم ملتفتا إلى عماد: - عَوِّد عينيك أن ترى كل شىء كأنك تراه للمرة الأولى، سوف تكتشف فى كل مرة شيئا جديدا لم تلحظه من قبل.. واجهات البنايات، طرز الأبواب، شكل النوافذ والمشربيات. وبينما كانت العربة تتأرجح بهم، شم فى هواء الفجر رائحة عطرها المميز، وأحس مرة أخرى بالذكرى تخايله، أشار إلى السائق لكى يبطئ من سيره، فشدّ لجام الفرس العجوز إلى الخلف، استند عماد بظهره إلى الوراء وقد فاض قلبه بأحاسيس مرهفة، ناظرا إلى دوائر الشمس الذهبية، وأخذ يدندن فى رقة وشجن: آهه ده إللى صار وآدى إللى كان وكانوا يردون عليه، بينما الأستاذ محسن يضبط الإيقاع بأصابعه. دخل نزيه التريانون، على غير عادته، متهللا فرحا، يوزع ابتساماته على الجميع، محييا الجرسونات بصفة خاصة، نافحا إياهم البقشيش السخى، حتى قبل أن يجلس، شعره مصفف بعناية مرتديا بذلة أنيقة فاخرة ولأول مرة يضع رباط عنق حول ياقة قميصه، يحمل فى يده حقيبة جلدية وضعها بجواره، ثم نادى على الخواجة كوستا، صائحا بأعلى صوته: - الشلة كلها على حسابى النهاردة. حول المائدة، جلس عماد وماجد وحسين، الذى بادره بسؤال: - مسموح بأى طلبات؟ هز رأسه بفخر مبتسما، أما سمير، فنظر إليه متعجبا: - وما هى المناسبة السعيدة؟ شكلك عريس هل وجدت أخيرا بنت الحلال؟ رشف من فنجان قهوته متلذذا، ثم وضع علبة سجائر أجنبية على المائدة، رغم أنه لا يدخن، بسرعة التقطها حسين وأخذ سيجارة، وأخذ يوزع على الحاضرين، بينما انشغل نزيه بفتح حقيبته، وأخرج منها عدة كتب: - اليوم استلمت أول نسخ من مجموعتى القصصية الأولى وبدأ يوزعها عليهم ممهورة بإهدائه وتوقيعه، أمسك سمير بنسخته وأخذ يقلب صفحاتها: - ألف مبروك، طباعة فاخرة وورق مصقول وغلاف مبهر، يا ترى كم كلفتك؟ ابتسم نزيه ابتسامة غامضة، ولم يرد وما أن قلب سمير بضع صفحات حتى صاح غاضبا: - تنشر فى إسرائيل يا نزيه؟ خلاص بقينا حبايب؟ رد عليه منفعلا، وقد شردت خصلة من شعره المصفف: - أولا، هى منشورة فى دار نشر يملكها عربى مسلم فى إسرائيل وبينما صمت ماجد وعماد وحسين، إلا أن سمير واصل هجومه: - لا تحاول تبرير موقفك لولا تعاطفك معهم وعلاقاتك مع أدباء إسرائيليين لما نشروا لك. وضع نزيه يده على كتف سمير محاولا تهدئته: - أربع حروب ولم نصل إلى نتيجة هل ندور فى حلقة مفرغة ونستنزف أنفسنا فى عداء لا طائل منه. فجأة وقف نزيه عندما رأى على الرصيف المقابل رجلا أجنبيا بجانبه فاتنة بارعة الجمال، وقبل أن يذهب لاستقبالهما، همس فى آذانهم: - أرجوكم، لا تفسدوا علينا الجلسة، قولوا ما شئتم، ولكن دون عصبية. ثم هرع إلى المدخل مصطحبا إياهما فى احترام زائد.. رجل فى الخمسينيات متوسط القامة بسيط فى مظهره، يتحدث العربية محاولا مزجها بالعامية المصرية أما الغادة الشقراء فكأنها تجسيد مثير للأنثى المشتهاة، كل ما فيها يغريك على إطالة النظر: بلوزة تبرز صدرها الناهد، جسد رشيق ممشوق، ميكروجيب يؤطر ساقيها المدملجتين كأنهما عمودان من المرمر المصقول، وقفوا جميعا لاستقبالهما مقدما إياهما للحاضرين، سمير سلم بفتور ماجد وعماد بترحيب عادى، أما حسين فافتر ثغرة عن ابتسامة عريضة خصها للغادة الحسناء ثم جلس بجوارها، مطيلا النظر إلى الأجزاء المكشوفة من جسدها الرائع. - أقدم لكم البروفسور «يوسف يعقوب» الناقد الأدبى الشهير من جامعة تل أبيب. انعكست الجملة على ملامح سمير بامتعاض ثم أكمل نزيه: - وله عدة كتب ودراسات مهمة عن أدب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس، وغيرهم.. ثم ملتفتا إلى الغادة الحسناء: - إيفاستون، صحفية من أمريكا. هز سمير رأسه قائلا: - أدباؤنا الذين ذكرتهم لم يذهبوا إلى إسرائيل، إنتاجهم فرض نفسه على العالم كله. رد يعقوب بهدوء: - هذا صحيح، وأنا كتبت دراسات عن أدباء مصريين بغض النظر عن موقفهم من دولة إسرائيل. توقف الحديث عندما أتى الخواجة كوستا ليأخذ الطلبات، مرحبا بصفة خاصة بالضيوف الأجانب، أما حسين فقد انتهز فرصة الصمت، وأخرج علبة السجائر الأجنبية وعزم على الحاضرين، بادئا بإيفا، التى قدم لها العلبة بانحناءة مهذبة قريبة من وجهها، ثم قرب شعلة الولاعة من شفتيها الدسمتين، وما إن ابتعد كوستا حتى استأنف يعقوب الحديث، مركزا نظراته على سمير: - وبالمناسبة، أنا ضد الممارسات الغبية للمؤسسة العسكرية. ولم تفلح كلماته فى تهدئة سمير، فرد على الفور: - هذا كلام تقولونه للاستهلاك المحلى، لكن ما فى القلب فى القلب. انتهزت إيفا الفرصة فافتر ثغرها عن ابتسامة: - نحن جئنا هنا نمد أيدينا بالسلام. وبسرعة وقف حسين وانحنى، ممسكا يدها فى رقة متناهية، مقبلا إياها، وسط ضحكات المجموعة، بينما جاء كوستا حاملا صينية الطلبات بنفس الابتسامة الودودة، التفت يعقوب إلى عماد، الذى جلس صامتا، لا يريد أن يورط نفسه فى كلام قد يؤخذ عليه، وهنا مد نزيه يده مشيرا إلى عماد: - عماد راشد، من مجلة الأفكار الجديدة بسرعة التفت إليه يعقوب بحفاوة: - أقرؤها بانتظام، وقرأت لك بعض قصص مختارة ثم موجها حديثه للجميع: - على فكرة، أنا قضيت جزءا من طفولتى فى إسكندرية، ولى فيها ذكريات جميلة لا تنسى. نظرت إيفا إلى عماد: - وهل لك ذكريات معينة مع اليهود؟ رد بتحفظ: - والدى كان يعمل فى صيدلية يملكها ويعمل بها يهود، ولم يفكر يوما أنهم مختلفون عنا، ومازلت أذكر «راشيل» التى كانت تساعد والدى فى تركيب الأدوية، كانت تخرج معنا فى نزهاتنا وأعيادنا. تساءلت إيفا باهتمام: - وهل الصيدلية قريبة من هنا؟ مشيرا إلى الناحية الأخرى من محطة الرمل: - على بُعد خطوات، ولكنها أممت فى الستينيات وأصبحت (قطاع عام) وبحاستها الصحفية أشارت إلى يعقوب: - بعد الجلسة نذهب ونأخذ بعض الصور وماذا أيضا من ذكرياتك؟ ابتسم عماد: - أم كلثوم، كانت تقضى الصيف فى فندق سيسيل، وكانت تأتى إلى الأجزخانة لتشترى أدوات مكياجها. ثم ضحك وهو يتذكر: - ذات مرة اشترت زجاجة برفان بعشرة جنيهات فكانت حديث الأجزخانة كلها ولأول مرة يتدخل ماجد فى الحديث: - عشرة جنيهات فى أوائل الخمسينيات كانت مبلغا مهولا. بدا الارتياح على وجه نزيه وانفرجت أساريره، والحديث مسترسل فى هدوء، بينما رشفت إيفا عدة رشفات من فنجان قهوتها، ثم التفتت إلى ماجد: - وأنت يا أستاذ ماجد، ما هى ذكرياتك؟•