أعتقد أن حوارات العزيز مفيد فوزى يمكن أن يجمعها فى كتب كثيرة وليس فى كتاب واحد «اسمح لى أسألك» جمع فيه 18 شخصية رجال.. وست شخصيات نساء.. مع أنه حاور الكثيرين والكثيرات ولأنه من الصعب تلخيص كتاب مثل هذا المتميز, فاخترت كلمات من حواره مع بعض الشخصيات. ولاحظت أن مفيد فى حواراته لا يستخدم كلمة «سؤال» وأستأذنه أن أستخدم هذه الكلمة.. وعلى أى حال فهى عنوان الكتاب. مقدمات المحاور مع كل شخصية متميزة.. مقدمة مؤثرة أكثر من إجابات الضيف أو الضيفة.. ففى مقدمة حواره مع «أنسى ساويرس» كتب: «بعض البشر حين تلقاهم يصدرون لك طاقة سلبية وهم لا يقصدون أنهم موهوبون فى إشاعة الأسى والإحباط إليك.. هناك آخرون يصدرون لك طاقة إيجابية تغذى حماسك للعمل وحبك للحياة وتزيح عنك الهم وتشعر أنك تسبح فى بحيرة صفاء. وأنسى ساويرس من النوع الثانى، إن عطر التفاؤل يشع منه، السماحة تطل من عينيه والحكمة تسكن فوق شفتيه..» ونجد هذا فى حواره معه. سأله مفيد: هل أنت رجل عصامى؟ قال: من الألف للياء، سأله: ما وصف النجاح فى الحياة؟ قال أنسى: أن تحب ما تفعل.. سأله: ما هو الستر عندك؟ قال: الصحة.. الصحة.. سأله: هل تتخيل؟ قال: أنا رجل واقعى، سأله: هل يدق التشاؤم بابك؟ قال: مفتحش الباب، سأله: ما هو الفقر عندك؟ قال: فقر الفكر.. سأله: ما علاقتك بالتفاؤل؟ قال: صديقى.. سأله: والتشاؤم؟ قال: لا أعرفه. فى مقدمة حوار مفيد مع د. على السمان كتب: أستأذن فى إيضاح أن الحوار عندى ليس مجرد طرح بضعة أسئلة على ضيفى الكريم وتنتهى مهمتى عند هذا الحد.. الحوار عندى اشتباك بالمعنى الفكرى والجدل المتحضر وليس القتالى.. وأميل إلى استخراج المعرفة فى محاولة لحصار عقل من أحاوره حتى لو تعمد إخفاء جانب من الحقيقة ومن هنا يأتى الاشتباك المؤدى إلى معلومة».. ومن هذا الحوار: سأله مفيد: هل جلسة الرئيس مع علماء مصر فى قضايا معنوية مجدية الحوار؟ قال السمان: نعم مجدية لحصر الأضرار والظواهر الطارئة على المجتمع.. سأله: ما أكثر ظاهرة جديرة بالحل فى رأسك؟ قال: اللغة الحنجورية للسيطرة على الإعلام.. سأله: ما بواعث هذه اللغة؟ قال: إثبات الذات بصوت عال.. قال مفيد: لكنها غوغائية وحنينى للصوت الهادئ أكبر.. ثم سأله: ما خطورة الحنجورية؟ قال: لن يسمع أحدنا للآخر وسيموت الحوار وتبقى هيصة. شجرة المعرفة كتب مفيد مقدمة حواره مع الدكتور مصطفى سويف: «هربت من سعار السياسة المحموم وطنينها المخترق للآذان، وغبارها المؤذى للعيون إلى شجرة معرفة من صقيع الليالى الباردة إلى دفء عقل كبير، هو عقل د. مصطفى سويف رائد علم نفس الإبداع، ومن هذا الحوار: سأله مفيد: هل للضغوط البيئية آثار سلبية؟ قال: يتوقف ذلك على قدرتك على التكيف. سأله: هل بإمكاننا الهروب من الضغوط.. قال: لا نستطيع الهروب فالمطلوب بصيرة ترى.. الإطار والتوجه وهذا يساعدك فى فهم على أى أرض تقف. قال د. سويف عن الإبداع إنه تعبير عن نفسية الإنسان.. خوالج خرجت فى قصة، أو رواية أو لوحة فنية اجتاحت نفس مبدع. مطرب الأجيال فى مقدمة حوار مفيد مع محمد عبدالوهاب كتب: أنا أمام عبدالوهاب أشعر أننى أمام هرم وتاريخ ولا أملك إلا الذوبان خصوصا إذا كان الموسيقار قد دخل بفنه نسيج وجدان أمة وأسعد شعبا بموسيقاه على طول السنين». ومن أسئلة المحاور له: سأل: هل اندحر الحب تحت سياط التكنولوجيا والحياة المعقدة والميكنة؟ قال: نعم العصر الآلى أدخل الدخان فى الحب.. والعصر الزراعى احتفظ بنقائه.. سأله: كيف نحتفظ داخل نفوسنا بأعلى مشاعر الحب؟ قال: جمال الحياة كفيل بأن يحقق هذا الحلم. الإشراق والنظافة.. سأله: ماذا تقصد بالنظافة؟ قال: النظافة فى المعاملة بين البشر تفتح مسامك للدنيا، وسوء المعاملة قبح يدعوك لاعتزال الناس، سأله: هل الحب يصبغ الأشياء بلونه؟ قال: عندما أحب أرى الكون جميلا.. سأله: هل تلعب العيون دور السفراء فى الحب؟ قال: أشاركك الرأى وتلعب الأصوات دورها أكثر من العيون. التحول والتلون من أسئلة مفيد فوزى للدكتور والعالم النفسانى يحيى الرخاوى سأله: هل هناك فرق فى المجتمع بين التحول والتلون؟ قال: التحول جيد وضرورى يشوف الصح يتحول للأصلح، أما التلون فهو يتلون بلون الإناء اللى انت حطيته فيه.. سأله عن التلون السياسى. قال د. الرخاوى: يبقى ملوش طعم.. ولا ملامح.. يقعد مع الحشاشين يبقى حشاش.. يقعد مع المتدينين يبقى جهادى.. يقعد مع الصيع يبقى صايع.. يتلون بمن حوله بدون أن يدرى، سأله: هل هؤلاء يعانون اضطرابا نفسيا؟ قال: نعم.. سأله: هل تحترمهم؟ قال د. الرخاوى: لا تحتقر أى إنسان له موقف.. سأله: حتى المتلونين سياسيا؟ قال: أشفق عليهم سأله: هل الذكاء والغباء وراثة؟ قال: العلم بيقول كده.. سأله: هل وجود المفكر النفسى جنب صانع القرار ضرورة؟ قال: أوباما جنبه أطباء نفسيون لكن فى السر.. مش كوصاية.. إنما كمعلم. ومن أسئلة مفيد: من هو الإنسان الصحيح نفسيا.. قال: الصحيح نفسيا ليس هو الخالى من الأمراض وبمنطق العالم النفسانى فرويد.. فإن الصحة عنده هى أن تفعل وأن تحب.. سأله: هل التكنولوجيا بتقرب الناس لبعضها أم تباعد الناس؟ قال: هى تقرب عقول الناس، أما اللقاء بين جسد وجسد.. وبين نظرة ونظرة.. وبين درجة حرارة وحرارة إنسانية فيستحيل تقوم به التكنولوجيا. سأله عن مشاهدة التليفزيون قال: إنه لا يتابع التليفزيون إلا فى برامج الكارتون.. الكارتون يحرك الخيال ويجعلك ترى الحياة بشكل أرحب. ويتحدث د. الرخاوى عن تفسير التفاهة.. إنها التراوح بين الجدية والضحك.. مش كل حاجة فى الحياة لازم بالمسطرة.. والكلام لما يتقاس بالمسطرة يبقى تفاهة رائعة.. إنما لما يكون طبع فى تكوين إنسان وتؤثر على تفكيره تبقى سلبية قبيحة. جملة استوقفتنى فى حوار مفيد مع الفنان والممثل رشوان توفيق.. سأله: هل أنت محظوظ؟ قال: محظوظ بالسلام النفسى مع نفسى.. محظوظ بالقرب من الله.. أنا أبتهل وأطلب من الله أن يكون محاميا عنى.. فى أجمل من كده؟! •