بفوز الحلبي والنجار وفصيح.. إعلان نتيجة انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء المنوفية    رئيسة «القومي للطفولة والأمومة»: حماية الفتيات وضمان حقوقهن على أجندة أولويات عمل المجلس    الطماطم ب 2 جنيه.. أسعار الخضروات اليوم السبت في أسواق المنيا    انخفاض العملة الخضراء عالميًا.. سعر الدولار اليوم السبت 11 أكتوبر 2025 (آخر تحديث)    «المالية»: مستمرون في التواصل مع المؤسسات الدولية لتوضيح التطورات الاقتصادية    رئيس شعبة الأدوات الكهربائية: الدولة بدأت تجني ثمار برنامجها للإصلاح الاقتصادي    رئيس الوزراء يتفقد مشروع سكن لكل المصريين بحي غرب شبرا الخيمة بالقليوبية    قادرة على دكّ العمق الأمريكي.. زعيم كوريا الشمالية يستعرض أقوى صواريخه النووية ب«رؤوس متعددة»    «الشاباك» يعترض على قوائم الأسرى.. الإفراج يقتصر على 60 أسيرًا فقط من حماس    فرنسا ضد أذربيجان.. مبابي يغادر معسكر الديوك بسبب الإصابة    مصرع 22 شخصا جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في المكسيك    القنوات الناقلة مباشر ل مباراة مصر ضد غينيا بيساو في تصفيات كأس العالم 2026    مدرب النرويج بعد اتفاق وقف إطلاق النار: «مباراة إسرائيل لها خصوصية غير رياضية»    رشاد العرفاوي: محمد صلاح أسطورة عالمية ومبارياتنا مع الأهلي والزمالك عرس كروي    إصابة 8 أشخاص في تصادم سيارتين «ملاكي» و«نقل» بطوخ    حالة الطقس اليوم السبت 11 أكتوبر 2025.. رياح على القاهرة وفرص أمطار بهذه المناطق    منها «القتل والخطف وحيازة مخدرات».. بدء جلسة محاكمة 15 متهما في قضايا جنائية بالمنيا    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ابنة إيناس الدغيدي: أمى حققت حلمها واتجوزت وهى فوق ال 70 سنة    الأونروا: لدينا كمية غذاء تكفى سكان غزة 3 أشهر ويجب إدخال المساعدات    فيلم هيبتا 2 يفاجئ أبطاله بسبب إيراداته في ثالث أيام عرضه (بالأرقام)    للمرة ال3 خلال 6 أشهر.. إشادة رسمية بفرع «الرعاية الصحية» ببورسعيد (تفاصيل)    «الشباب والرياضة» تنظم بطولة كاراتيه بمركز التنمية في أسيوط    سكالوني يكشف سبب غياب ميسي عن ودية فنزويلا    مصر تستهدف زراعة 3.5 مليون فدان من القمح    وزير الري يبحث تعزيز التعاون مع الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    مستشار ترامب: اتفاق «شرم الشيخ» سيفتح باب الأمل لسلام دائم بالمنطقة    أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسى منعت انزلاق المنطقة إلى فوضى جديدة    تحرير 164 مخالفة تموينية وضبط أسمدة وسلع مدعمة خلال حملات بالمنيا    «الداخلية» تعلن ضبط 5 شركات غير مرخصة لإلحاق العمالة بالخارج    تشميع مخزن مواد غذائية بأسيوط لمخالفته اشتراطات السلامة    مصرع شخص أسفل عجلات القطار بطنطا    اسعار الدينار الكويتي اليوم السبت 11اكتوبر 2025 فى بداية التعاملات    «التضامن» تقر تعديل قيد جمعيتين في محافظتي الجيزة والقليوبية    استمرار تلقي طلبات الترشح لانتخابات النواب بالأقصر لليوم الرابع على التوالي    في عيد ميلاده.. عمرو دياب يحتفل ب40 عامًا من النجومية وقصة اكتشاف لا تُنسى    خلال أسبوع.. التدخل السريع يتعامل مع 184 بلاغًا لكبار وأطفال بلا مأوى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    اليوم.. ختام منافسات الكبار والناشئين ببطولة العالم للسباحة بالزعانف في المياه المفتوحة    هل فيتامين سي الحل السحري لنزلات البرد؟.. خبراء يكشفون الحقيقة    الصين تعتزم فرض قيود شاملة على تصدير المعادن الأرضية النادرة    مواقيت الصلاه اليوم السبت 11اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    غدًا.. ثقافة العريش تنظم معرض «تجربة شخصية» لفناني سيناء    الجمعية المصرية للأدباء والفنانين تحتفل بذكرى نصر أكتوبر في حدث استثنائي    تعرف على فضل صلاة الفجر حاضر    30 دقيقة تأخر على خط «القاهرة - الإسكندرية».. السبت 11 أكتوبر 2025    «علي كلاي» يجمع درة وأحمد العوضي في أول تعاون خلال موسم رمضان 2026    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    فتاوى.. بلوجر إشاعة الفاحشة    ملك زاهر: ذهبت لطبيب نفسي بسبب «مريم»| حوار    فتاوى.. عدة الطلاق أم الوفاة؟!    برد ولا كورونا؟.. كيف تفرق بين الأمراض المتشابهة؟    وصفة من قلب لندن.. طريقة تحضير «الإنجلش كيك» الكلاسيكية في المنزل    ديشامب يكشف تفاصيل إصابة مبابي    متطوعون جدد في قطاع الشباب والرياضة    وزارة الشباب والرياضة.. لقاءات حوارية حول «تعزيز الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد»    صحة الدقهلية: فحص أكثر من 65 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية    العراق: سنوقع قريبًا في بغداد مسودة الاتفاق الإطاري مع تركيا لإدارة المياه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلمى بكر: جدى طرد والدى من القرية بسبب حب الموسيقى ..
نشر في صباح الخير يوم 10 - 11 - 2015

عام 1960 هو العام الذى شهد احترافه كملحن مع المطربة وردة من خلال أغنية «شوية صبر» التى حققت نجاحا كبيرا وقدمته وردة فى حفل أضواء المدينة، وكانت هذه أول مرة يقدم فيها مطرب ملحناً على خشبة المسرح وأمام الجمهور.
لا يحسب حلمى بكر مشواره فى عالم التلحين بالكم ولكن بالكيف الذى يعده معياره الوحيد فيقول: أغنية «معندكش فكرة» التى غنتها وردة كان من المفترض أن تغنيها أم كلثوم ولكن القدر كان الأسبق، ولهذه الأغنية قصة طريفة مع سيدة الغناء العربي، فقد رشحنى لها رياض السنباطى أكثر من مرة، بعدها أخبرنى محمد عبد الوهاب أن أم كلثوم ذكرت له أن رياض السنباطى رشحنى ثلاث مرات وأيضا كمال الطويل، وقال لى سوف أطلبها لك فتخيلت أنه يمزح وأعطانى السماعة فقلت: نعم يا أختي؟ وجاء صوت العملاقة أم كلثوم: آه يا قليل الأدب ثم قالت لي: أرجو أن تكون ألحانك أفضل من أخلاقك؟ وبعدها التقيت بها وكان لقاء فيه رهبة واتفقنا على الأغنية، وعندما انتهيت من تلحين نصف مذهبها، أسمعتها اللحن فقالت لي: حلو قوى وعندما أعود نسجله، ولكن سافرت وعندما عادت كانت رحلة مرضها الأخيرة، فكانت الأغنية من نصيب وردة.
ارتبط حلمى بكر بالموسيقار محمد عبد الوهاب ويحكى بكر قصة معرفته به فيقول: كنت طالبا بمعهد الموسيقى وحضر عبد الوهاب ليسجل أغنية «بافكر فى اللى ناسيني» فى قاعة التسجيل، وطلب عودا وأحضروا له عودى وتسللت ودخلت القاعة، واختبأت بين الكراسى وظل عبد الوهاب يسجل مدة ست ساعات كاملة، غلبنى النوم فى أثنائها وصدرت منى أصوات شخير فانزعج عبد الوهاب، ووبخنى لأننى دخلت من دون استئذان، فقلت له إننى صاحب آلة العود، وبعد هذه الواقعة تعرفت على عبد الوهاب أكثر أثناء تسجيل أغنية «من رمش عيونك يا» لصباح، وقال عنى عبد الوهاب فى برنامج إذاعي: حلمى بكر علامة مميزة فى الموسيقى العربية، وبعد ذلك تجاوزت علاقة حلمى بكر بعبد الوهاب حدود العمل إلى العلاقة الشخصية والإنسانية وارتبط به بعلاقة عائلية وصداقة أسرية.
• فن اليوم
لحلمى بكر مواقف شديدة القسوة تجاه ما يحدث لحال الأغنية وتدهور مستواها فيقول: فن اليوم مثل طعام وملابس وسلع اليوم نستهلكها وننساها فورا دون أن تترك أى بصمة أو قيمة فى حياتنا، يقولون إنها تعبر عن إيقاع العصر وأقول إنها مخلفات حرب، هذا الفن نتاج نكسة 1967 وكان يجب أن ينتهى عام 1973 بعد الانتصار الكبير ومعنى الاستمرارية هنا أن هناك آفة أو مرضا مستعصيا فى الحقل الموسيقى مما يستوجب استدعاء الصحة العالمية، لكى تعتبر هذه المنطقة موبوءة موسيقيا، ويرى أن ما يحدث الآن فى عالم الأغنية هو «سلق بيض» والدليل كثرة الألحان المتشابهة للملحن نفسه.
وخلال مشواره الفني، وخاصة فى السنوات الأخيرة دخل حلمى بكر فى صدامات وعكف على مهاجمة كل صوت جديد، فلم يسلم منه مطرب أو مطربة وعن ذلك يقول: أنا لست من هواة الكلام ولا دعاة التصادمية، لأننى لست ضد أحد ولا أهاجم أحداً، ولكننى أقول إن 70% من الأصوات الموجودة حاليا على الساحة أنا صاحب قرار إجازتها فى الإذاعة باعتبارى عضوا فى لجنة الاستماع، لذلك فأنا لست ضدهم ولكن ضد التدهور فى حال الأغنية! وقد أدى غياب حلمى بكر عن التلحين فترات متباعدة إلى خروج أصوات تتهمه بأنه ترك التلحين وتفرغ للكلام والمعارك الكلامية ضد الملحنين الشباب، وهو الاتهام الذى يرفضه بكر ويقول: زمان كنا نصفق من قلوبنا للملحن المبدع، الآن للأسف الشديد نصفق للحرامى الذى يسرق ألحان غيره، هناك أصوات كثيرة تطالبنى بوضع ألحان لها، لو وافقت لملأت الدنيا طربا، ولكن لن أشارك فى هذه المهزلة.
وبسبب وضوح وصراحة ومواقف حلمى بكر الثابتة تجاه ما يحدث للأغنية تعرض لخسارة كبيرة، ولكنه يقول دائما: خسارتى أعتبرها مكسبا، أنا خسرت عندما قلت رأيى صريحا ومحايدا ومن أجل الصالح العام حتى تصبح الأغنية فى مسارها الصحيح.
• حياته الخاصة
وإذا كانت حياة حلمى بكر مع الموسيقى والألحان فيها الكثير من الشد والجذب والصدام والدخول فى معارك من أجل قضيته الأساسية، وهى الأغنية، فإن حياته الخاصة دائما بها نغمة شاردة منذ سنوات الشباب وحتى اليوم، وفى مطاردته الطويلة لنغمته الشاردة قصص زواج وطلاق وحب وفراق فقد تزوج حلمى بكر سبع مرات لدرجة أنه فى الوسط الفنى يحمل لقب «بكريار» ويرجع حلمى بكر الفشل فى زيجاته المتعددة إلى «عقله» فهو يحب ويعشق، ولكن عقله يتدخل فى كل تفاصيل الحياة.
الزوجة الأولى كانت الفنانة المعتزلة سهير رمزى وتزوجها عام 1964 واستمر زواجهما أربع سنوات وكان سبب الانفصال رغبة سهير رمزى فى التمثيل وإصرارها عليه، أما الزوجة الثانية فهى «شاهيناز» أم ابنه هشام الذى يعيش حاليا فى أمريكا، واستمر الزواج 13 عاما، وهى شقيقة الفنانة شويكار وتم الطلاق بعد أن وصلت المشاكل بينهما إلى أقسام الشرطة، أما الثالثة فهى المطربة التونسية «عليا» وقد تم الزواج عرفيا واستمر ثلاث سنوات، وهو الذى اكتشفها وقدم لها أشهر أغانيها «يا حبايب مصر» و«عاللى جري»، أما الزوجة الرابعة فقد استمر زواجه منها أربعة أيام وتم فى لندن فى إحدى زياراته، والخامسة فهى «نانا» ابنة خالة الممثلة الشابة «دنيا» وكانت أسرة هذه الفتاة قد ضاعت ممتلكاتها أثناء الغزو العراقى للكويت عام 1990 وهربوا لسوريا بوثائق مزورة، وحدثت لهم مشاكل، وكان المخرج أن يتزوج البنت بوصفه صديق العائلة، وعندما انتهت المشكلة انتهى الزواج، أما الزوجة السادسة فكانت ابنة خالة المطربة السورية «أصالة»، والزوجة الأخيرة لحلمى بكر حاليا هى فتاة صعيدية اسمها «نارمن» وكانت قبل الزواج تعمل صحفية فى إحدى المجلات العربية وفارق السن بينهما تجاوز الأربعين عاما إلا أنه يؤكد أن الحب لا يعرف حساب السنين. وهوايات حلمى بكر غريبة كحياته، فهو يهوى السيارات القديمة جدا ويهوى أيضا أن يقوم بتصليحها بنفسه، وقد عشق هذه الهواية منذ طفولته ويقتنى حلمى بكر حاليا سيارتين ماركة ستروين موديل 1940.
ذهبت مجلة «صباح الخير» لزيارة الموسيقار الكبير حلمى بكر لنعرف عنه ومنه أكثر وكان لنا هذا الحوار:
• البداية
• محطات كثيرة فى حياة الموسيقار حلمى بكر نود أن نعرفها وقبلها نعرف من هو حلمى بكر.. ودعنا نبدأ بالميلاد والنشأة؟
- اسمى بالكامل حلمى عيد محمد بكر مواليد 1937 فى حى حدائق القبة بالقاهرة، والدى كان عاشقاً للفن ولكن على سبيل الهواية. وكان يجيد العزف على آلة الناى وتسبب عشقه للموسيقى فى قيام جدى (عمدة قرية بمحافظة المنوفية) فى طرده من القرية فحضر للقاهرة ومارس الأعمال الحرة وظل على عشقه للفن حتى وفاته.
• من الواضح أنك ورثت عن والدك عشق الفن والموسيقي؟
- نعم ولم أكن أنا الوحيد فقد كان لى سبعة أشقاء ثلاث بنات وأربعة أولاد وأنا أكبرهم وكنا جميعاً نحب أبانا بشدة، وعشقنا فن الموسيقى عن طريقه فأختى (سهير) تعمل مدرسة تربية موسيقية بدولة الكويت وزوجها مدرس مثلها وأخى (أحمد) موسيقى أيضاًً قضى الكثير من أعوام عمره فى لندن ثم انتقل للشارقة وهو صاحب شركة (الموسيقار) الشهيرة، وكلهم عاشقون للموسيقى ويمارسونها على سبيل الهواية حتى آخر أشقائى حصل على بكاريوس التربية الموسيقية والفضل فى كل هذا يعود للبيت الذى نشأنا فيه.
• ومتى اكتشفت فى نفسك موهبة التلحين؟
- منذ طفولتى المبكرة فقد كان فى منزلنا أكثر من (جرامافون) واسطوانات غنائية لا تعد ولا تحصي، ومن هنا كانت البيئة حاضنة لى وحينما التحقت بمدرسة الخديو عباس الإعدادية لم أكن أفارق حجرة الموسيقى وهو ما حدث بعد التحاقى بمدرسة رقى المعارف الثانوية، ولكننى لم أكن قد حددت اتجاهى كملحن فكنت حائراً بين التأليف والشعر والغناء، ولم تستقر الأمور عندى إلا بعد التحاقى (بالمعهد العالى للموسيقى العربية) وكورس طرق خاصة وعلم نفس وبكالوريوس تجارة 1960، 1961 وكان من أفراد دفعتى فى المعهد الموسيقار إبراهيم رأفت والدكتور هيكل (عميد المعهد العالى للموسيقي) والشيخ نصر الدين طوبار.
• بين الموسيقى والتجارة
• وما هى أسباب التحاقك بكلية التجارة رغم أن طريقك كان محدداً من البداية بالموسيقي؟
- التحاقى بالمعهد العالى للموسيقى لم يكن مفروشاً بالورود، فبعد حصولى على الثانوية وقفت أمام حائط سد قوى هو والدتى التى كانت تصر على أن أصبح شيئا آخر وتعترض بشدة على الموسيقي، ولكى أقوم بإرضائها أقنعتها بالكلية والمعهد فى الوقت ذاته وكانت النتيجة أننى تفوقت فى معهد الموسيقى وتخرجت بتقدير جيد جداً بينما نجحت فى كلية التجارة بصعوبة وبدرجة مقبول.
• وفى أى المجالين عملت بعد التخرج؟
- عملت مدرساً للتربية الموسيقية فى ثلاث مدارس. ولطالما سعيت لترك هذا العمل لأننى شعرت أن عمرى سيضيع فى العمل الروتينى وتقدمت باستقالتى ولم يتم قبول استقالتى من المدرسة بسهولة، إلا بعد أن اعتديت على ناظر المدرسة بالضرب ولقنته علقة ساخنة! وتوجهت للالتحاق بالجيش وكان التجنيد هو بداية التحول فى حياتى.
فى الجيش حضرت المطربة الكبيرة (وردة) لإحياء حفل غنائى للقوات المسلحة المصرية وكنت مشهوراً فى كتيبتى بالغناء وعشق الموسيقى وقبل أن تقدم وردة فقرتها وجدتها تستقبلنى بترحاب وتحصل على إجازة لى لتأخذنى فى اليوم التالى لتقدمنى للأستاذ الكبير محمد حسن الشجاعى (مدير الإذاعة المصرية) فأعطانى كلمات أغنية ما زلت أتذكرها حتى اليوم هى (كل عام وأنتم بخير) لكى أقوم بتلحينها وأعجبه اللحن وقال لي: (أرى أنك ستضيف الكثير للموسيقى العربية) وأعطى اللحن للمطرب عبد اللطيف التلبانى وحققت الأغنية نجاحاً طيباً ثم أعطانى نصاً غنائياً آخر هو (لا يا عيوني) غناه المطرب ماهر العطار، ثم كتبت شهادة ميلادى الحقيقية بآخر أغنية تغنت بها المطربة الكبيرة ليلى مراد وحصلت بها على أجر ضخم جداً آنذاك وهو (50 جنيها) لم يحصل عليها أى ملحن من الإذاعة وقتها.
• لماذا؟
- هذه الأغنية كانت تحمل عنوان (ما تهجرنيش وخلينى لحبك أعيش) تأليف عبد الوهاب محمد، وكانت ليلى مراد وقتها اعتزلت الفن تماماً ومضى على اعتزالها بضعة أعوام. وبعد أن وضعت لحن هذه الأغنية لم أجد صوتاً يناسبه مثل صوت ليلى مراد فعرضت الأمر على (الشجاعي) فاندهش بشدة لأن الأمر فى غاية الصعوبة، وأمام إصرارى قال لى إذا نجحت فى إعادة ليلى مراد سأعطيك 50 جنيهاً وهو نفس أجر عبد الوهاب والسنباطى من الإذاعة فتوجهت لها (بواسطة) من كمال الطويل بدعوى رغبتى فى أن تسمع صوتى وألحانى فأعجبتها بشدة وعزفت موسيقى الأغنية وطلبت منها أن ترددها معى حتى حفظتها، فطلبت منها التوجه معى للاستوديو لتشجعنى وأنا أقوم بتسجيل أول أغنية لي، وفى الاستوديو ادعيت الارتباك ونسيان اللحن والكلمات فراحت تشجعنى وغنت هى الأغنية كاملة لتذكرنى وتزيل توترى ولم تكتشف أن الأغنية تم تسجيلها بصوتها وفوجئت بها تذاع عشرات المرات يومياً!
• وماذا كان رد فعلها؟
لقد هربت خوفاً منها إلا أنها طلبت الشجاعى وهى تبكى من الفرح، وتقول له لم أكن أتصور أن هذا (الولد الصغير) سيعيدنى للجمهور بهذا الشكل.. ثم أكدت نجوميتى ووجودى من خلال صوت الفنانة وردة التى أدين لها بالكثير من الفضل فيما حققته من نجاح. ومن الذين وقفوا بجانبى أيضاً الموسيقار كمال الطويل. فالإنسان الذى ينكر أفضال الذين وقفوا معه وساندوه هو إنسان جاحد وناكر للجميل.
• ملحن عابر للأجيال
• قدمت نحو 1500 لحن وهو عدد لم يسبقك إليه أى ملحن آخر فما أبرز الألحان التى تعتز بها؟
- أمر صعب للغاية أن أتذكر كل ألحانى. فالجماهير تعرف وتتذكر أكثر مني، فقد تعاونت مع كل مطربى ومطربات مصر والعالم العربى بلا استثناء من جيل ليلى مراد وفايزة ووردة ونجاة حتى جيل الحلو وعلى الحجار ومدحت صالح والشباب الجدد ممن اقتنعت بمواهبهم فأنا ملحن عابر للأجيال!
• وماذا عن أعمالك السينمائية والمسرحية والتليفزيونية؟
-قدمت 48 مسرحية غنائية ابتداء من (سيدتى الجميلة) للمهندس وشويكار و(حواديت) و(موسيقى فى الحى الشرقي) لثلاثى أضواء المسرح وعدداً كبيراً من المسرحيات السياسية والنقدية كما قدمت (تترات) 215 فيلماً غنائياً سواء موسيقى تصويرية وأغان فى الأفلام ومن بين هذه (جفت الدموع) و(الزوج العازب) و(تحياتى لأستاذى العزيز) وغيرها كما أن (فوازير رمضان) كانت محطة مهمة جداً فى مشاورى فقد قدمتها لمدة 17 عاماً متتالية ابتداء بثلاثى أضواء المسرح ومروراً بنيللى (الخاطبة وعروستى وأم العريف) وابتكرت شخصية (فطوطة) لسمير غانم فكانت فكرتى فى التنفيذ وأخذتها من (ابن بطوطة) وكذلك فوازير (حول العالم) لشريهان و(المناسبات) ليحيى الفخرانى وصابرين وهالة فؤاد وكذلك (قيما وسيما) للوسى وانتهاء ب(فرح فرح) لمدحت صالح وغادة عبد الرازق ناهيك عن (تيترات) نحو 55 مسلسلاً تليفزيونياً وعشرات المسلسلات الإذاعية.
• رحلات حليم
• ماذا تتذكر عن رحلات العندليب الأسمرعبدالحليم حافظ إلى الخارج؟
- رحلات «عبدالحليم» إلى الخارج منها خارج إطار العمل وأخرى إحياء الحفلات وأحيانا كان يرافقه فى تلك الرحلات أصدقاؤه المقربون أمثال الأمراء عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وبدر بن عبدالعزيز.. وغيرهما، لأنهم كانوا يحبون الفن المصري، وعبدالحليم على وجه الخصوص، وكانوا يزورون «هاواي» وبعض البلدان والجزر الشهيرة فى فرنسا وأمريكا وبلاد سياحية أخرى توجد أفلام مصورة بالفيديو لديّ عائلته عن تلك الرحلات ولكن أغلبها كانت للعلاج بدأت مع طائرة الملك الحسن الخاصة التى استقلها الى فرنسا للعلاج، وتم إنقاذه وقتها من الموت أثناء تعرضه للنزيف الشديد، ثم سافر منها الى إنجلترا.. وأؤكد أن «عبدالحليم» لم يكلف الدولة «مليما» فى علاجه، وكان يتحمل نفقات علاجه بنفسه بجانب الملك الحسن أو بعض الأمراء.
• هل تذكر إحدى الرحلات التى رافقته خلالها فى الخارج؟
- كانت هناك رحلات إلى باريس ولندن، ورحلة «واحدة» إلى جزر «هاواي» الشهيرة مسموح بزيارتها رأينا العجائب فى هذه الرحلة حيث أقيمت لنا حفلات بالمشاعل على الرمال مع رقصات بنات هاواي، كما اطلعنا على ألوان الفنون الجميلة فى هذه الرحلات كان «حليم» يهوى الاستعانة بالآلات الموسيقية الحديثة مثل «الكوردا بوكس»، التى حرص على شرائها ومنحها للعازف مختار السيد ولكن القدرل م يمهله لاستخدامها فى حفلاته وأغانيه المميزة.
• فى رأيك.. ما سر تربع عبدالحليم على عرش الغناء حتى الآن؟
- هذا دليل على انهيارنا الحالى «فنيا»، لأن الشباب جرى وراء «الموضة» ابتداء من حلاقة شعر إلى رسم «أسد» على الكتف ولم يفلح ووجد نفسه «هايف»!، ثم لجأ فى النهاية إلى أغانى عبدالحليم، بمعنى أن «هيافتنا.. وتفاهتنا» أدت لتربع عبدالحليم على القمة.. وسيظل على القمة بإذن الله.
• أغانى «المهرجانات» مارأيك فيها؟
- كارثة ولا تمتّ للفن بصلة، كما أنها كالمخدرات والعشوائيات فى المجتمع.
• من المسئول
• من المسئول عن السماح للأصوات المتدنية فى مصر بالظهور؟
نحن فى سوق خضار أو سوق الجمعة الذى يحتوى على مسروقات أو بضائع فاسدة وينتظره الناس حتى يشتروا منه، كذلك أصبح الفن، وكل من «هب ودب» داخل الجهاز أو خارجه مسئول على حالة التدني، ولا يوجد من يراقب أو يحاسب وهناك قانون غير مفعل، وجهات مسئولة غير مسئولة فهم يفضلون الظهور بالطهارة والعفة، ولكن ما بداخلهم فساد.
• هل تتوقع النهوض بالفن مرة أخرى؟
- أتمنى ذلك، ولكننا نغوص وأردد كلمة عبد الحليم إنى أغرق حتى الموت، ولا يوجد أى علامة أو دليل على أننا نخرج من تحت الأرض، ونطفو على السطح، والجميع لاحظ أنه أثناء الثورة كان الجميع يسمع أغانى عبد الوهاب وأم كلثوم، وهذا يعنى أنهم القيمة الحقيقية للفن، ونحن منذ نكسة 67 ولا توجد لدينا أغنية لها قيمة.
• ما الفرق بين الأغنية الشعبية قديمًا وحديثًا؟
- الأغنية الشعبية فى الماضى كانت من أرقى الأغاني، وتراعى فيها الألفاظ ثم أصبح النجاح للغناء الشعبى فى أوروبا، ومفهوم الشعبى لمن يتخطى حدود البلد مثل فرانك سينترا لا يغنى الشعبي، ولكنه أصبحت له شعبية دولية فأصبح مغنيًا شعبيًا، محمد عبد الوهاب كان مغنى الأمراء والملوك، وعندما قرر أن يغنى شعبى حتى يتقرب من الناس لأنهم كانوا يخشونه قدم أغنية «علشان الشوك اللى فى الورد بحب الورد» فتقرب الجمهور إليه، أما الغناء الشعبى الموجود حاليًا فهو غناء بيئى يعبر عن تعداد العشوائيات التى هيمنت على ذوق مصر وأوقاتا يطلقون عليها أغانى مهرجانات، وأوكا وأورتيجا اللذان يقدمان تلك الأغانى كانا يمسحان البلاط فى المحال، وبعد ما مى كساب تزوجت أحدهما قالت إنه خريج سياحة وفنادق.
• وما رأيك فى برامج اكتشاف المواهب؟
- برامج فاشلة ومنقولة من الغرب ولجان التحكيم فاشلة، وآخر برنامج راغب علامة بعقله الكبير يلعب على إليسا وإليسا وراغب يلعبان على دنيا ودنيا تلعب لعبة خاطئة تعتمد على الجمهور الذى يتنصل منها، واتصلت بى دلال عبد العزيز بعد معرفتها برأيى فى ابنتها دنيا، وقالت لى دنيا تقول لك اتفرج عليها، أنا كمان صعبان عليّ أن راغب وإليسا يلعبان عليها، وعندما قالت لإحدى المتسابقات «كان نفسى أحس بأنوثتك فى الغناء»، ما علاقة هذا الكلام بالغناء إذا كنتِ لا تجيدين التعليق العلمى اسكتى أحسن، كل البرامج ناقر ونقير، يضحكون فى وجه بعض وهم يحملون الضغينة بداخلهم، حسن الشافعى عندما قال لمتسابقة «صوتك أحسن من صوت أم كلثوم» كان يجب أن يضرب، كما أنه يتباهى بجماله وإقبال النساء عليه، هذه نجومية زائفة تصنع من هيافة.
• صراحتك الشديدة ومدى ما سببته لك من متاعب؟
- من يملك أدواته فى الصراحة ويكون على يقين فلا يزيف ولا يخادع أو يجامل يجب ألا يندم أو يتراجع وهكذا أنا.
• ومتى يبكى حلمى بكر؟
- أمام جملة موسيقية جديدة أو لحن متميز.
• وهل تشعر أنك حصلت على حقك من الحياة؟
- بل أشعر وأثق أن الله أعطانى أكثر مما كنت أتمنى بكثير.
• هل لديك هوايات أخرى غير الموسيقى والغناء؟
- أنا عاشق لميكانيكا السيارات، وأهوى اقتناء السيارات القديمة، وأقوم بتصليحها بنفسى فى ورشة خاصة أسفل منزلى. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.