النجوم ل"المساء": خسرنا فنانة كبيرة صاحبة تاريخ في الطرب الأصيل نجلها رياض: والدتي كانت بصحة جيدة .. وموتها مفاجأة تمنت الغناء حتي آخر لحظة .. وتحققت الأمنية حزن في الوسط الفني علي فراق نجمة الزمن الجميل سادت حالة شديدة من الحزن داخل الأوساط الفنية بمجرد علمهم بنبأ وفاة الفنانة الراحلة وردة الجزائرية بعد رحلة طويلة عبر سنوات في عالم الغناء قدمت خلالها العديد من الاغاني الناجحة وقد عبر العاملون بالحقل الغنائي والملحنون عن حزنهم للفقيدة الراحلة. * قال الملحن والموسيقار محمد ضياء: بوفاة الفنانة القديمة وردة الجزائرية فقد خسرنا أهم مطربة في مصر والجزائر والوطن العربي كتاريخ وهي صاحبة مدرسة مختلفة كما أنها المطربة الوحيدة التي عاصرت المطربين القدامي الراحلين عبدالوهاب وأم كلثوم والعندليب وغيرهم وأيضا تعاملت مع العصر الحديث وقدمت أحلي الأغاني لشعراء وملحنين شباب. * يؤكد اللواء مجدي ابن الشاعر الغنائي الكبير مرسي جميل عزيز أن الشاعر الراحل قدم للمطربة وردة ثلاث أغنيات تعد من أشهر أغانيها وهي "لولا الملامة" ألحان عبدالوهاب و"يا خبر" ألحان الموسيقار حلمي بكر وأغنية "أكدب عليك" والأغنية الأخيرة حيث كان مرسي جميل عزيز يقضي فترة العلاج بأحد المستشفيات وعندما حضرت وردة خصيصا لزيارته بالمستشفي طلبت منه أن يكتب لها أغنية فأجابها أن الأغنية موجودة ولكنه اشترط عليها أن يلحنها الموجي وسيعطيها إياها بعد عودته من رحلة علاج بالولايات المتحدةالأمريكية. اضاف مجدي مرسي جميل عزيز: إن القدر لم يمهل الوالد لإعطاء وردة الأغنية ولكن بعد وفاة الوالد طلبت وردة الأغنية مني فأعطيتها لها وعندما قرأت كلمات الأغنية ظنت أن الشاعر الراحل مرسي جميل عزيز كتب هذه الأغنية لأم كلثوم وطلبت وردة أن يلحن لها هذه الأغنية الموسيقار محمد عبدالوهاب ولكني رفضت نظرا لأن رغبة والدي قبل موته أن يقوم الموسيقار محمد الموجي بتلحين هذه الأغنية وبالفعل ورغم الخلاف الذي كان بين وردة والموجي أثناء هذه الفترة إلا أنهما تصالحا وقام الموجي بتلحين أغنية أكدب عليك. * قال الشاعر الغنائي والناقد بشير عياد: إن الفنانة الكبيرة وردة تعاملت مع عدد كبير من كبار الملحنين في مصر مثل محمد عبدالوهاب ومحمد الموجي وسيد مكاوي وحلمي بكر كذلك مع عدد كبير من الشعراء مثل مرسي جميل عزيز والشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد والذي قدم لها أكثر من ثلاثين أغنية من أجمل ما غنت منها "أوقاتي بتحلو" و"آل إيه بيسألوني" و"شعوري ناحيتك" و"قلبي سعيد" وكلها من ألحان سيد مكاوي كما قدم لها الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد أغاني "معجزة" و"دندنة" و"معندكش فكرة" بالاضافة إلي أغاني مسلسل "أوراق الورد" وكلها من ألحان الموسيقار بليغ حمدي كما قدم لها أغنية "حنين" التي غنتها في فيلم "آه يا ليل يا زمن". كانت وردة في السبعينيات تسكن في منزل وزوجها بليغ حمدي في منزل قريب من منزل الشاعر عبدالوهاب محمد وتحتفظ بعلاقات وطيدة بزوجته وعندما انتقدت وردة أغنية "معجزة" صبت معظم انتقادها لألحان زوجها بليغ حمدي بعيداً عن تحميل الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد أي مسئولية. * قال الملحن حسن إش إش: الراحلة كانت صاحبة الأصوات المميزة واستطاعت أن تفرض نفسها في مصر وغنت لملحنين وشعراء كبار ورغم تألقها في الغناء إلا أنها استطاعت أن تفرض نفسها أيضا حينما قامت بالعديد من بطولة الأفلام السينمائية والتليفزيونية واستطاعت أن تكون لها بصمة غنائية كبيرة وسط فنانين كبار. * أكد الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين: أن كل فناني وفنانات مصر أصابهم الحزن الشديد لوفاة وردة الجزائرية احد العلامات البارزة للفن المصري والعربي سواء في مجال الغناء أو التمثيل وأشار إلي أن كثيراً من الفنانين والموسيقيين المصريين سوف يتواجدون اليوم بمطار القاهرة لوداع جسمان الراحلة لحظة انتقاله بالطائرة لدفنها بالجزائر. قال الفنان محمد ثروت إن وردة تعتبر من جيل الرواد واستطاعت من خلال مشوار فني طويل ومختلف ومتعدد أن ترسي أعمالا في حياة المستمعين موجودة بعد رحيلها. أضاف أن صوت وردة تعامل مع كل العمالقة بدءا من رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي الذي ابدعا سويا أعمالا خالدة واستطاعت أن تكون شخصية مستقلة في الغناء واستطاعت ان تبثت نفسها في زمن العمالقة. عبر الملحن حلمي بكر عن حزنه الشديد لوفاة الفنانة القديرة وردة مشيرا إلي أنها منذ انطلاقتها الفنية في مصر في الستينيات من القرن الماضي تعرضت للظلم الشديد سواء في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أو أنور السادات أو حسني مبارك مشيراً إلي انها كانت تختزل كل هذا الظلم وتبتسم. أشار بكر إلي ان الراحلة لها الفضل علي كثيرين وقال: هي من اكتشفني وأتاح لي فرصاً كثيرة. أضاف قائلا: لها اياد بيضاء علي الجميع وبالتأكيد خسرت الحركة الفنية الكثير برحيلها. قالت الناقدة ماجدة خيرالله وردة اخر شيء جميل في حياتنا الفنية فهي ضلع أساسي في الغناء المصري مشيرة إلي ان وجودها في زمن العمالقة زادها قوة واستطاعت أن تتنافس مع قامات كبيرة سواء عبد الحليم حافظ او فريد الأطرش. أضافت أن الفنانين في بداية حياتهم عندما يريدون أن يثبتوا انفسهم يغنون بأغانيها. قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الاوبرا المصرية: وفاة وردة خسارة فادحة فهي قيمة فنية عربية.. أضافت : وردة لم تكن وردة الجزائرية كانت مصرية من الطراز الاول مشيرة إلي أنها ربما تكون رحلت عن عالمنا لكن أعمالها ستظل خالدة إلي الأبد. أعلن رياض نجل المطربة وردة الجزائرية ان جثمان والدته سيدفن اليوم بمقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية. قال رياض في تصريح لوسائل الإعلام الجزائرية إن والدته كانت تتمتع بصحة جيدة ولم تشك من أي وعكة صحية حتي رحيلها. كانت وسائل الإعلام قد ذكرت ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمر بإرسال طائرة خاصة إلي القاهرة لنقلت جثمان الفنانة الكبيرة وردة. بدأت المطربة وردة الغناء عام 1951. وتعاونت مع كبار الشعراء والملحنين. مثل عبدالوهاب والسنباطي ومحمد حمزة وصلاح الشرنوبي ووليد سعد. قدمت وردة للسينما أكثر من عمل في مقدمتها "ألمظ وعبد الحامولي وأميرة العرب وآه يا ليل يا زمان وحكايتي مع الزمان وقصة حب" فيما قدمت للتليفزيون عملين هما "أوراق الورد" و"آن الأوان". كان آخر أعمال المطربة الراحلة تصوير أغنية جديدة في شهر ابريل الماضي احتفالاً بالذكري الخمسين لاستقلال الجزائر بعنوان "مازال واقفين". صرحت وردة عقب انتهائها من تصوير الأغنية بالجزائرية انها ستظل تغني إلي ان تلفظ أنفاسها الأخيرة مشددة علي ان انتقادات بعض الأشخاص لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن مسيرتها الفنية إضافة إلي ان الغناء بالنسبة لها هو الحياة وان الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله. كانت الفنانة القديرة وردة الجزائرية قد رحلت اثر أزمة قلبية اصيبت بها في منزلها في القاهرة. وذلك عن عمر يناهز 72 عاماً. كانت وردة الجزائرية قد أجرت قبل عامين عملية تجميل بعد موافقة الاطباء الذين أجروا لها جراحة خطيرة قبل عشرة أعوام حينما زرعت فص كبد تبرع به أحد المواطنين. وردة الجزائرية اسمها الحقيقي وردة فتوح قد ولدت في فرنسا عام 1936 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعي يموت ومارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ وعادت مع والدتها إلي لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها..كان يشرف علي تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريا..قدمت لمصر سنة 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولي بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة وطلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر".اعتزلت الغناء بعد سنوات من زواجها حتي طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972 بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري فعادت إلي القاهرة وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة .1979