قادرة على دكّ العمق الأمريكي.. زعيم كوريا الشمالية يستعرض أقوى صواريخه النووية ب«رؤوس متعددة»

ترأس زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، عرضًا عسكريًا ضخمًا، احتفاءً بالذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الحاكم في البلاد.
وتحولت الفعالية إلى مناسبة سياسية وعسكرية كبرى أظهرت قوة بيونج يانج المتنامية، بحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى، بينها رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانج، والرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، والأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، تو لام.
الكشف عن سلاح نووي استراتيجي جديد
استعرض الجيش الكوري الشمالي للمرة الأولى صاروخ «هواسونج-20»، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات لم يُختبر بعد، فيما وصفت وكالة الأنباء الرسمية «KCNA» هذا السلاح بأنه «أقوى منظومة استراتيجية نووية في البلاد»، ويُعتقد أن هذا الصاروخ الجديد صُمم ليحمل رؤوسًا نووية متعددة، ما قد يعزز قدرات الردع النووي الكوري الشمالي بشكل كبير، ويشكل تحديًا إضافيًا لأنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية.
ورغم أن سلسلة صواريخ «هواسونج»، تُمكن بيونج يانج نظريًا من ضرب أي نقطة في الأراضي الأمريكية، إلا أن الخبراء يشككون في مدى دقة التوجيه، ومدى قدرة الرؤوس الحربية على الصمود خلال مرحلة العودة إلى الغلاف الجوي، ومع ذلك، أشار الخبير الأمريكي أنكيت باندا، من مؤسسة «كارنيجي» للسلام الدولي، إلى أن هذا الصاروخ يمثل ذروة طموحات كوريا الشمالية في مجال إيصال الأسلحة النووية إلى أهداف بعيدة، وتوقع أن تُجري كوريا الشمالية اختبارًا له قبل نهاية العام.
أنظمة تسليح متعددة واستعراض شامل للقوة
تم عرض الصاروخ الجديد «هواسونج-20» على مركبة ضخمة ذات 11 محورًا، ويُعتقد أنه يستخدم محركًا يعمل بالوقود الصلب طُوّر حديثًا باستخدام تقنيات ألياف الكربون، ما يمنحه قدرة دفع أعلى مقارنة بسابقيه، وتُعد هذه التقنية طفرة في البرنامج الصاروخي الكوري، نظرًا لسهولة تخزين ونقل الصواريخ ذات الوقود الصلب وسرعة جاهزيتها للإطلاق، مقارنةً بالصواريخ القديمة التي كانت تعتمد على الوقود السائل.
ولم يقتصر العرض على الصواريخ بعيدة المدى، بل تضمن أيضًا مجموعة من الصواريخ قصيرة المدى، وصواريخ كروز، وصواريخ فرط صوتية، جميعها قالت بيونج يانج إنها قادرة على حمل رؤوس نووية موجهة ضد كوريا الجنوبية، ويشير هذا التنوع في الأسلحة إلى تنامي قدرات كوريا الشمالية النووية والتقليدية، سواء على مستوى الردع أو الهجوم.
رسالة كيم إلى الجنود المشاركين في الحرب الأوكرانية
خلال كلمته في العرض، وجّه كيم جونج أون، تحية خاصة لمن وصفهم ب«وحدات العمليات الخارجية التي لا تُقهر»، في إشارة مباشرة إلى الجنود الكوريين الشماليين المشاركين في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، الذين اعتبر كيم تضحياتهم تتجاوز حدود الدفاع عن الوطن، وتمثل «حصونًا لبناء الاشتراكية خارجيًا»، حسب تعبيره.
وشهدت المناسبة، أيضا، لقاءً بين كيم جونج أون، والرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، حيث ناقش الطرفان سبل توسيع التعاون الثنائي وتكثيف التبادل في مختلف المجالات، واعتبر ميدفيديف أن مشاركة الجنود الكوريين في الحرب إلى جانب القوات الروسية تعكس الثقة العميقة بين البلدين، بينما أكد كيم، ضرورة تقوية هذه العلاقة لتحقيق مصالح مشتركة.