المخرج عادل أديب قرر خوض تجربة سينمائية مختلفة بتقديم فيلم منخفض التكاليف وتقديم معادلة جديدة مختلفة عما هو رائج فى سوق السينما الآن وما عُرف بأفلام «الخلطة» ، قال أديب إننا صنعنا العفريت وانسقنا وراءه وأن وظيفة الفن كسر الحواجز والروتين والتخلص من هذا العفريت لأن الإبداع يجب ألا يُقيد بالروتين وأن يظل صناع السينما يتعاملون كالهواة ليظل الإبداع هو الحالة السائدة . عن سعيكم مشكور ومشاركته فى مهرجان الإسكندرية وحلمه «قلعة الحشاشين» يحدثنا عادل أديب . • بداية حدثنا عن مشاركة فيلم «سعيكم مشكور» فى مهرجان الإسكندرية، خاصة أنه من النادر مشاهدة أفلام كوميدية تشارك فى مهرجانات دولية؟ - مشاركة الفيلم فى حد ذاته بالنسبة لى تكريم للفيلم وللتجربة سواء فاز بجائزة أم لا وعرض أى فيلم فى أى مهرجان هو مكسب للفيلم، وفى حالة «سعيكم مشكور» هو فيلم منخفض التكاليف ودعايته ليست بالشكل المبالغ فيه، وعالميا عندما يُشارك فيلم فى مهرجان فهذا يعد وسيلة بيع للفيلم ودعاية له، وهذا عالميا وليس فى العالم العربى ويعد تنشيطا لبيع الفيلم ويعطى له «الصيت» ولكن نحن أصبح لدينا فى مصر تصنيف «فيلم مهرجانات» ، و«فيلم تجارى» ولكن أعتقد أن على الناس عبئاً أكبر خاصة بعد الثورتين وما مررنا به من أحداث سياسية على مدار خمس سنوات وبالتالى أثر هذا فى الذوق الفنى حتى على القدرة على الانتقاء وكذلك مواقع التواصل الاجتماعى حققت حالة من تنشيط الذهن، رغم أن لدينا صورة مقتصرة عن أفلام المهرجانات وهى أنه يجب أن تكون مادة للتقعير والتنظير، بينما سعيكم مشكور فيلم يُصنف ككوميدى . • ما سبب ابتعادك عن الشاشة لفترات طويلة سواء التليفزيون أو السينما، فتوقعنا أن نشاهد لك عملا دراميا خاصة بعد جبل الحلال ولكنك خالفت التوقعات؟ - «نفسى كل يوم أعمل فيلم» ولكن كل شيء بظروفه وأنا لا أخطط لشىء وغالبا ما يستغرق منى الأمر 6 سنوات لأخرج بعمل سينمائى وأتمنى أن تقل المدة عن هذا، والغريب أننى قدمت 3 مسلسلات فى ثلاثة أعوام متتالية، وتوقفت عن هذا العام الماضى عن عمد لأراقب الوضع والساحة الآن . • «سعيكم مشكور» فيلم يعتمد على الوجوه الجديدة بشكل كامل، كلمنا عن التجربة وهذه المجازفة؟ - الفيلم يشارك به 14 وجها جديدا، بين وجوه جديدة وآخرون قدموا أدواراً صغيرة من قبل، والفن يجب أن يكون به عنصر المجازفة، فإذا لم نفكر خارج الصندوق سيصبح روتيناً ونتحول إلى موظفين ونحن من خلقنا فكرة النجم والاعتماد عليه فى البيع والتوزيع ونحن نجيد صناعة العفريت، أما هذه التجربة فأنا قدمتها لكسر التابوهات والتخلص من هذا العفريت . • ماذا ستقدم كخلطة سينمائية جديدة لمواجهة الشكل المنتشر حاليا للفيلم الكوميدى المعتمد على صورة «الراقصة والبلطجى»؟ - أقدم نوعية أفلام ال «popcorn movies» وهى التى يشاهدها المتفرج أثناء تناوله الفشار ليريح ذهنه ولا يشغل عقله بشيء، وهذه الرؤية سأقدمها بعد دراستى لكل متطلبات السوق وما هو رائج وسأقدمها بطريقتى بالإضافة لاختيارى لعمل أجنبى وتمصيره وبطريقة علمية، فكل شيء يصلح لمعالجته بطريقة علمية حتى الفن واختيار الوجوه الجديدة . • ألا تعد هذه أيضا مجازفة بمخالفة معايير السوق فيما يتعلق بشكل الأفلام الرائجة؟ - ربنا فطر الناس على الصواب والخطأ والحلال والحرام وهذا المؤشر بداخلنا ومازال موجودا، والناس مازال لديها القدرة على التمييز بين الجيد والسيئ حتى لو لم ينجح الفيلم الآن، فهو سينجح عبر الزمن، فالسينما ميزتها أنها تاريخ، فهى المنتج الذى يُنتج مرة واحدة ويظل يُباع إلى أبد الدهر . • شعار المهرجان هذا العام « الفن فى مواجهة الإرهاب » ما مدى تحقق هذه المقولة فى مجتمعنا وما نقدمه؟ - أنا مؤمن إيمانا كاملا بقدرة الفن على مواجهة أى مشكلة اجتماعية أو سياسية، فالفن أقوى من وزارة التربية والتعليم وقد يغير تفكير الشخص بشكل جذرى فى مدة ساعة ونصف بينما قد لا تفلح 15 عاما من التعليم فى هذا التغيير. • كلمنى عن مشروعك المؤجل «قلعة الحشاشين»؟ - هو حلم حياتى منذ فترة طويلة وكالعادة لا الدولة ولا القطاع الخاص يريد إنتاجه، على أساس أننا فى العالم العربى الآن لا نعانى من الإرهاب ولا فى مصر - ساخرا - خاصة أن موضوع الفيلم يعرض فترة مهمة فى التاريخ متعلقة بهذه القضية، وبالتالى لا يريدون إنتاج هذا العمل، ليس لدينا إرهاب، وهذه هى مشكلة العمل . • العمل سيكون غنائيا، ماذا عن تفاصيله والأبطال المشاركين فيه؟ - سيكون به مجموعة كبيرة من نجوم عالم الطرب فى الوطن العربى، وممثل لا يغنى ولكنه سيغنى فى الفيلم وهنا ستكون المفاجأة، وسيكون من أشعار العظيم سيد حجاب، ونحن نعمل الآن على كل تفاصيل العمل ولم نتوقف إلى أن نجد منتجا، وغالبا إذا لم نجد سنقوم نحن بإنتاجه، و«قلعة الحشاشين» «هيتعمل هيتعمل» حتى لو بالجهود الذاتية . •