- قمت بتمصير العمل بنفسى.. و«قلعة الحشاشين» مشروعى القادم تعرض فيلم «سعيكم مشكور» لهجوم عنيف خلال الندوة التى اقيمت للفيلم عقب عرضه ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى، والذى يشارك فى مسابقته العربية. وسعى مخرج الفيلم عادل أديب لاحتواء الهجوم على الفيلم واستيعاب أسئلة الحضور، والتى وصلت لتوصيف الفيلم ب«السيئ»، وأنه لا يحمل أى رسالة، وعبارة عن اسكتشات، فى حين أبدى أبطال العمل، ومعظمهم وجوه جديدة، غضبهم الشديد من الأسئلة التى وجهها الحضور واعتبروها محاولة لتحطيمهم وهم فى بداية الطريق. المخرج عادل أديب تحدث ل«الشروق»، عقب الندوة، وقال إنه يعتبر الفيلم هو أهم عمل يقدمه، رغم الهجوم الذى تعرض له، لأننى لا أعتبره مجرد فيلم، بل هو مشروع قمت بدراسته سنوات طويلة قبل الشروع فيه، درست السوق، ودرست احتياجاتها، وقدمت العمل وفقا لأسلوب علمى بحت، فقمت بتمصير عمل أجنبى كوميدى، لأعطى درسا لمن يردد كلمة اقتباس فى أعماله، فوالدى شيخ الكتاب عبدالحى أديب قام بتمصير أعمال كثيرة، وللتمصير طريقته وأسلوبه، واستعنت بوجوه جديدة من كل مكان، وقد كانوا جميعا عند حسن ظنى بهم، وقدمت كوميديا من أصعب ما يكون، لأن الكوميديا ليست عملا بسيطا على الإطلاق. وأضاف: الجمهور لم ير ما أقوله لأنهم ببساطة دخلوا الفيلم متوقعين أن يشاهدوا فيلما و«خلاص» وأن يضحكوا بمقاييس الضحك السائدة، ولكن العمل هو مشروع سينمائى متكامل لا يفهمه سوى أهل المهنة، سعينا أن نقدم ما يطلق عليه «سينما الفشار» أى فيلم للترفيه راق، نعيد من خلاله الطبقة الراقية التى ترتدى الملابس على أحدث خطوط الموضة، ويجلس المشاهد فى دار العرض وكأنه يشم «البرفانات» المنبعثة منهم، ورسمنا على وجوههم ضحكة جميلة بمواقف نابعة من الأحداث. وأوضح أديب: تصديت لكتابة سيناريو وحوار الفيلم، لأن أى كاتب آخر سيرفض فكرة التمصير وسيسعى لوضع وجهة نظرة، ليعيد ما شاهدناه من قبل، فهذا الفيلم تم تقديمه فى 4 نسخ من قبل جميعها مشابهة، وعليه تحمست لتمصيره بنفسى، وقمت بإضافة 3 شخصيات فى العمل، واستعنت بفنانين كبار هم دينا، وبيومى فؤاد، وطارق التلمسانى. وأعتبر أن الفيلم مصنف أنه تحت الإشراف العائلى، وهذا سر تفاوت الضحك بين الجمهور، فالشريحة الأقل من 19 سنة كانت الأكثر ضحكا طوال العرض، وقل الضحك كلما زادت المرحلة العمرية، وهذا أمر مدروس تماما وليس وليد الصدفة على الإطلاق، والنتيجة التى لمستها فى القاعة أبهرتنى بشدة وشعرت أننى حققت ما أريد، ولذا فهذا الفيلم هو أكثر الأعمال القريبة من قلبى، فإلى جانب كونه الأصعب من حيث التحضير، هو أيضا مشروعى الذى درسته ومتحمس له بشدة وحابب التجربة. وحول مشروعه الفنى المقبل، قال: معروف عنى خلال مشوارى المهنى اننى أقدم أعمالا عكس بعضها البعض، فمشروعى المقبل فيلم «ميوزيكال» موسيقى اسمه «قلعة الحشاشين» عن حسن الصباح. من جانبه علق الشاعر سيد حجاب، مؤلف كلمات تيتر الفيلم الذى غناه المطرب مدحت صالح، على الهجوم على العمل، قائلا: هذه التجربة ذكرتنى بالانحدار الذى حدث فى السينما الهوليوودية، وإقدام الفنانين على تكوين تكتل فيما بينهم ومنهم شارلى شابلن لانتاج أعمال بأنفسهم بعيدا عن مقاييس السوق وتحققت أحلامهم، فهذا شبيه بتلك التجربة بأن يعود الفنان للاهتمام بعمله. وأضاف: الميزانية حاليا يتم إنفاق الجزء الأكبر منها على أجر البطل الأوحد وبقية الميزانية يتم إنفاقها على كل عناصر العمل، ولذا فالانتاج هزيل للغاية، أما فى هذا العمل فالأمر مختلف فالأموال أنفقت على الصورة والديكور، ولدينا أبطال يستحقون أن يكونوا نجوما يوما ما، والفيلم عاد بمدار السينما لاتجاهها الصحيح، فمنذ 20 عاما والسينما تتجه للعشوائيات، إما لعشوائية الأغنياء الفاسدين والمجرمين أو عشوائيات الفقراء من بلطجة وغيرها، ولكن ما شاهدناه فى الفيلم هى الطبقة التى كانت موجود بميدان التحرير وسرايا القبة التى اختفت من الأفلام المصرية. وأضاف: الذين اتهموا الفيلم بأنه خال من الموعظة، لم يوفقوا فى نقدهم لأنه ليس بالضرورة أن يحمل العمل موعظة ولكن به رسالة وهى كيف أن يجمعنا الموت ونرى المحيطين بالمتوفى وكل له مشاعر مختلفة عن الآخر فى إطار كوميدى، فالكوميديا هنا ليست قائمة على الضحك المنفلت والإفيه الجنسى ولكنها نابعة من سوءات البشر وسلوكياتهم، وأنا مطمئن للغاية على نجاح التجربة، فهذه النوعية من المنتجين ليست طامعة فى إيراد خرافى، بل سيحقق درجة من النجاح تسمح له بالاستمرار، وهى تجربة أعتز بها وسعيد أننى وفقت مع مدحت صالح القادر على تلوين صوته دراميا بشكل كبير فهو يحسن الغناء والتعبير.