رغم مرور أسابيع على بداية العام الدراسى, فإن صرخات أولياء الأمور مازالت مدوية اعتراضا على زيادة المصاريف المدرسية التى تبين جشع أصحاب المدارس الخاصة وتؤكد أن المادة بالنسبة لهم فوق كل شيء.. فوق مصلحة الطالب والمنظومة التعليمية بأكملها!!.. وظهر ذلك فى عدم التزامهم بالقرار الوزارى المنظم للزيادة السنوية للمصروفات الدراسية والذى حددها بنسبة من 3 إلى 17% كحد أقصى.. بينما رفعتها المدارس بنسبة من 30 إلى 45%.. بغض النظر عن الزيادة الكبيرة فى مصاريف الأتوبيسات، مما يضع ولى الأمر فى مأزق ويجعله فريسة سهلة للدفع الفورى بدلاً من طرد الطالب من المدرسة بعد بدء العام الدراسى!!.. كما دفع أولياء الأمور بعمل رابطة تسمى «رابطة أولياء أمور المدارس الخاصة» لمواجهة هذا الغلاء والاحتجاج عليه وتصعيد الأمور لوزير التعليم لإيجاد حل لها.. ففى البداية تحدثنا مع الأستاذ خالد صفوت أحد أولياء الأمور المتضررين وعضو ومؤسس رابطة «أولياء أمور المدارس الخاصة»، كى يخبرنا أكثر عن الرابطة ويروى لنا المشاكل والعراقيل التى تواجههم، فيقول: جروب على الفيس بوك.. بدأنا كجروب عادى على الفيس بوك نناقش من خلاله مشاكل المدارس الخاصة وكان باسم «أولياء الأمور لمواجة غلاء المدارس الخاصة».. وكان الآباء يحكون من خلاله مشاكلهم مع التعليم الخاص.. وبعدها بدأنا تحويل الموضوع من مجرد الدردشة فقط على الجروب إلى محاولة لإيجاد حلول لهذه المشاكل.. وقمنا بمراجعة القرارات الوزارية والقوانين.. وبدأنا نرد على أولياء الأمور بشكل قانونى ونعطى لهم الحلول ليأخذوا الطريق الإيجابى فى الشكوى.. وعندما بدأ الجروب يضم عددا أكبر من «أولياء الأمور» وزاد حجم المشاكل.. وبدأنا بترتيب الأولويات والأفكار والمشاكل.. واشتركنا مع جروب «ائتلاف أولياء أمور مدارس مصر».. قرار الوزير حبر على ورق ونظمنا وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم يوم 13-4-2014 وكانت هذه أول وقفة احتجاجية بالنسبة لنا.. وفى هذا الوقت كانت كل القوانين والقرارات ضد أولياء الأمور.. وكانت كلها لصالح أصحاب المدارس الخاصة.. وللأسف ورثنا تركة كبيرة من فساد فى القرارات والقوانين المتواجدة فى المنظومة التعليمية.. وقمنا بالضغط على الوزارة من خلال هذه الوقفة واستعرضنا من خلالها آراءنا وأفكارنا.. وطرحنا من خلالها قرارات وقوانين تكون فى صالح أولياء الأمور.. ووجدنا تجاوبا من وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر.. حيث أصدر قرارات وقوانين تحمى أولياء الأمور من جشع أصحاب المدارس الخاصة.. وبعد أربعة أشهر وجدنا أن هذه القرارات والقوانين مجرد حبر على ورق!!.. ولم يطبق منها شيء ولم يتم تفعيلها.. بدأنا نبحث عن طريق آخر نطور من خلاله أنفسنا أكثر ونكسب دعم أولياء الأمور ونتحرك بطريقة سريعة وسليمة.. رابطة أولياء أمور المدارس الخاصة فقمنا بعمل رابطة.. واختارنا لها اسم «رابطة أولياء أمور المدارس الخاصة» ووجدنا قبولا شديداً من أولياء الأمور.. ونحن الآن نسير فى إجراءات إنشائها فهى الآن تحت التأسيس.. فقد حولناها من كيان اعتبارى إلى كيان قانونى معترف به يتحدث بالنيابة عن أولياء الأمور.. وفكرنا من خلاله أن نطور التعليم ولكن بطريقة سهلة وبسيطة تعتمد على أولياء الأمور فقط.. وبالفعل بدأنا نغير ونأخذ قرارات وخطوات إيجابية تساعدنا فى النهوض بمستقبل أبنائنا.. وهنا اصطدمنا بأكبر مشكلة وهى الزيادة المبالغ فيها التى حدثت فى المدارس الخاصة.. لدرجة أن الزيادة وصلت فى إحدى المدارس الخاصة إلى 45% بينما فى مدارس أولادى «مدرسة الأورمان مدينة نصر» وصلت إلى 92%.. وتوجهنا على الفور إلى إدارة النزهة التعليمية وأيضا إدارة شرق مدينة نصر.. قمنا بعمل حملة على الجروب باسم «حملة على الإدارات التعليمية» لتطبيق القرارات التى اتخذها الوزير ولم تنفذ.. وبعدها اصطدمنا بعدم استجابة أو تعاون الإدارات التعليمية فضلا عن العنف الشديد فى معاملتهم معنا.. الوقفة الاحتجاجية الثانية.. وبعدها قمنا بعمل وقفة احتجاجية ثانية وقابلنا الوزير الذى أصدر قرار أن بعض الكتب اختيارية وليس لها علاقة بالمصاريف، بعد ما كانت الكتب المدرسية إجبارية ولم تسلم للطالب إلا بعد دفع المصاريف بالكامل كنوع من أنواع الضغط على أولياء الأمور!!.. لكننا الآن ومع بداية العام الدراسى فوجئنا بهجوم على أولياء الأمور.. والمدارس تتعمد إحراج الطلاب الذين لم يدفعوا المصاريف فى طابور الصباح.. كما فوجئنا أيضا ببعض المدارس التى رفضت تسليم الكتب للطلاب.. ومدارس أخرى قامت بتهديد أولياء الأمور الذين قاموا بعمل شكوى وطالبتهم بالتوقيع على إقرار يلزمهم بسداد كافة المصاريف المدرسية التى ستطلبها منهم المدرسة وإلا لن تسلم أبناءهم الكتب.. وهذا بخلاف الإدارات التعليمية التى لم تتجاوب معنا.. فإدارة النزهة تجاوبت معنا ولكن بعد تغيير مدير الإدارة. عدم التعاون.. والمعروف أن إدارة شرق مدينة نصر والقاهرة الجديدة من أكثر الإدارات تعنتا وليستا متعاونتين بالمرة.. حيث رفضتا أن تسلمانا أى أوراق رسمية كطعون على المصاريف وصور الموافقات.. كما يوجد نظام حبس للأوراق ومستندات المدارس.. وإذا أراد ولى الأمر أن يطلع على المصروفات يقال له «اذهب للوزارة» وإذا ذهب إلى الوزارة يقولون له اذهب للمدرسة!!.. فتوجد مصالح فى بعض الإدارات التعليمية وهذا ما اعترف به المتحدث الرسمى للوزارة اعترافا صريحا.. بأن هناك بعض النفوس الضعيفة التى تسبب مشاكل داخل الوزارات التعليمية.. ولذلك لم نجد أى خطوة إيجابية من الوزارة. المدارس تتعامل معنا بسياسة الأمر الواقع.. بينما تروى مروة الأدغم إحدى أولياء الأمور. أنا أم لطفلين فى مدرسة المستقبل.. وهذه المدرسة منذ عشر سنوات كانت من أفضل المدارس الخاصة فى مصر.. ولكن مع انتشار فروعها فى المدن.. أصبحت المادة هى الغالبة على التعليم، مما أفقدها تميزها.. وجعل أطفالها يلجأون إلى الدروس الخصوصية.. وهذا بالإضافة إلى زيادة المصاريف التى تستمر فى الزيادة سنة بعد سنة.. وهذا بغض النظر عن مصاريف الأتوبيس التى زادت أيضا 1000 جنيه ليكون الإجمالى 3225 مقارن بالسنة الماضية 2240!!.. فقد تم تغيير الزى الرسمى لابنتى هذا العام ويشترط أن نبتاعه من المحل التابع للمدرسة ومن المفترض أنه سيتم تغييره بعد سنتين.. فكل هذه الأموال ندفعها دون مقابل.. وكل هذا بالإضافة إلى الحفلات المدرسية والرحلات.. وإذا تحدثنا مع المدير أو أى شخص مسئول تكون الإجابة المعتادة «هذا نظام المدرسة».. وهذه المدارس «الخاصة» ليست تابعة للوزارة فهى خارج سيطرتها. دم قلبنا مريم عطاالله تقول: «لى ابنتان فى المرحلة الإعدادية ومع تدنى المستوى التعليمى فى المدرسة، وبعد ما كنا بندفع 11 ألفاً فقط دفعنا 20 ألف جنيه، وهذا أمر مزعج للغاية وكأن الوزارة تريد أن تعجزنا!!•