عقب ثورة 25يناير وتصدر التيارات الدينية المشهد السياسى وما حدث من حوادث طائفية، بدأت تظهر مخاوف المجتمع المصرى الذى عاش لآلاف السنوات مجتمعا مدنيا يعيش فيه المسلم والمسيحى ويتقبل فيه المسلم المتشدد شقيقه المسلم غير المتشدد، وبتولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية زادت حدة هذه المخاوف مما دفع الكثير للمقاومة والتصدى لغزو الفكر الوهابى ومحاولة فرض زى معين على المصريين الذين وإن كانت الغالبية العظمى من نسائه يرتدين الحجاب إلا أن المجتمع وعاداته وتقاليده وملابسه لا تتلاءم مع فرض زى موحد. الشباب قاوموا ذلك على الفيس بوك من خلال إنشاء جروبات للتصدى لهذا الفكر بنشر صور للنساء منذ ثلاثينيات هذا القرن وحتى أواخر السبعينيات تبين ملابسهن وذوقهن الراقى وتستعرض ملابسهن على شواطئ سيدى بشر ورأس البر ونوادى مصر وكيف كانت النساء يتميزن بالبساطة والخجل وحرية الملبس دون أى مضايقات ودون أى تمييز يتشارك فى ذلك زوجات الشيوخ مع عامة النساء ونساء الطبقات الراقية.
وصور لإيران قبل ثورة الخمينى وبعدها ورصد للتغيرات الجذرية التى لحقت بالمجتمع الإيرانى وإعطاء إشارة تنبيه للمجتمع المصرى للتمسك بهويته.
الشباب على الفيس لم يكتف فقط بعرض الصور بل أيضا تم عرض العديد من الفيديوهات التى تدعم مسيرة المرأة خلال القرن التاسع عشر وفيديوهات تبين هتاف نساء مصر ضد الإخوان ( لا رجعية ولا إخوان لا تجارة بالأديان- هتاف ضد الإخوان فى أحد خطب جمال عبد الناصر ) وتم نشر قصص لنساء عظيمات فى مصر تحدين الظروف الصعبة كلطيفة النادى والتى ولدت عام 1970 وفى عامها السادس والعشرين كانت أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية، وثانى امرأة فى العالم تقود طائرة منفردة فى وقت كان يخاف الرجال من قيادة العربات.
الصفحات على الفيس بوك ما هى إلا أسلوب من أساليب المقاومة لمحاولة فرض أى وصاية على المجتمع ولكنها تبقى مقاومة افتراضية فى عالم افتراضى قد يبتعد كثيرا عن معطيات المجتمع الحقيقية.
صباح الخير حاورت الكثير من الشباب والفتيات عن مخاوفهم وقدرتهم على الدفاع عن معتقداتهم وحريتهم الشخصية وما هى أساليب الدفاع عن الهوية المصرية وعن مدنية الدولة.
فالكثير من الفتيات المحجبات وغير المحجبات أعربن عن تخوفهن مما أطلقن عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وانقسمن فى ردودهن مابين الخوف والاستسلام والمقاومة فمنهن من أكدت أن حرية الملبس أمر شخصى لا يقبل النقاش وأن على الآخرين احترامه ومنهن من قالت إنها ستخاف وستفعل ما يطلب منها تجنبا لإثارة المشاكل.
علياء محمود محجبة 03 عاما تقول: سأرفض بشدة ولن أرضخ فأنا قد قاطعت عائلتى كلها بسبب محاولتهم فرض (زى العباية) على وعلى أمى بعد وفاة والدى فأغلب عائلتى من السلفيين المتشددين فعندما يأتى خالى لزيارتنا يكون أول ما يفعله هو نزع (فيشة التليفزيون) بدعوى أنه حرام وكثيرا ما عارضته ورفضت كلامه فكانت النتيجة أن خالى وأعمامى قاطعونا أنا وأمى لذلك لن أرضخ الآن للبس زى معين فأنا مقتنعة بحجابى وسأظل محجبة وأضع الماكياج وألبس البنطلونات.
وتضيف علياء قائلة: منذ شهر تقريبا أوقفتنى سيدة منتقبة وسألتنى لماذا لا ترتدين الزى الإسلامى؟ فقلت لها: وهل أنت ترتدين الزى الإسلامى ملابسك لا علاقة لها بالدين وانصحى نفسك أولا.. وتضيف علياء أتعرض لهذا كثيرا فى عربات المترو وفى الشارع ودائما ردودى محددة لأنى مقتنعة بأنى ملتزمة ولن أسمح لأحد بأن يزايد على.
ريهام محمد 33 عاما متزوجة وغير محجبة تؤكد أنها لن تستسلم وسترد على أى أحد يحاول إجبارها على ارتداء الحجاب أو ملابس معينة أو يحاول التدخل فى أسلوب وطريقة حياتها فقد تربت على طريقة هى مقتنعة بها وتزوجت بنفس هذه القناعات ولن ترتدى حجاباً بالإجبار مؤكدة أن من يفعل شيئا بالإجبار سيكون أكثر انحلالا وتشير ريهام إلى أنها حتى الآن لم تقابل أحداً من التيارات الدينية ولم يوجه لها أحد كلاماً بطريقة مباشرة لكنها تسمع انتقادات فى الشارع أو نظرات تمييز مؤكدة أن ما يقلقها هى نظرات التمييز التى لا تفرق بين مسلمة ومسيحية.
رانا على 25 عاما غير محجبة تقول: سأفعل كما تقول الدعوات على الفيس بوك سأخلع الحذاء وأضرب به أى أحد يحرجنى فى الشارع فالشارع ليس ملكا لفرد ولا يجوز أن يكون فيه تمييز ولن أرتدى على هوى المارة سأرتدى ما أحبه وأقتنع به، وتضيف: والدتى منذ أن سمعت بحادثة مقتل الشاب السويسى وهى توصينى كل يوم بأن أعود قبل الساعة الثامنة مساء وأنا لا أسير مع أى زميل لى فى الشارع وقالت لى: إذا قابلك أحد فى الشارع وطلب منك ارتداء الحجاب قولى له سأرتديه ولا تجادلى، وبالطبع أنا أقدر خوفها لكنى لن أكذب ولن أنكر دينى وسأعبر عن رأيى بصراحة لأن أى خطأ سيعاقبنى الله عليه ولن يتحمل أحد أخطائى.
على جانب آخر كانت هناك فتيات ونساء قررن أن يستسلمن حتى ولو من باب درء المشاكل خوفا على سمعتهن.
تقول دنيا صبرى 30 عاما متزوجة وغير محجبة: بصراحة تعرضت لمواقف عديدة فى الشارع من نساء منتقبات، ولكنى لا أقوى على الجدال كل ما أقوله: إن شاء الله أو أن الله يهدى من يشاء وأتركها وأسرع الخطى، فأنا لا أجادل لأنى على يقين بأن ما أفعله هو حرية شخصية ومادام أحد اعترض طريقى وحاول أن يقتحم حياتى فهو شخص لا يقدر الحريات الشخصية ولن يأتى الكلام معه بنتيجة لذلك أفضل الصمت أو الرد بعبارة إن شاء الله حتى أتلاشى جدالا لن يقدم ولن يؤخر شيئا.
وتؤكد دنيا أنها لن تغير من طريقة لبسها ولن تتأثر بالكلام ولكن ما تفعله هو مسايرة الموقف للإفلات من أى عنف أو كلام جارح.
نوران وحيد محجبة 30 عاما ترد ضاحكة: سوف أقول لأى ملتح يقابلنى شكرا على الهداية وحالا سوف أخلع البنطلون وأرتدى العباية وأنا كنت فى طريقى لشرائها:
وتضيف: اتخذت قراراً بعدم الجدال بعد أن سمعت أن الجدال معهم قد يؤدى فى النهاية لتطاول باليد أو اللسان فقد قرأت عن فتاة فى الكوربة ضربوها على قدميها وأخرى جادلت فصفعتها سيدة منتقبة وأنا لا أريد إ إهانة فى الشارع سأقول حاضر ولكننى لن أغير ملابسى.
وتوضح نوران قائلة: أعتقد أن الأمر إذا تحول لقرار أو جماعات منظمة سيقاوم المجتمع وستعتصم النساء لكن مادام الأمر لا يتعدى الانتقادات أو النصائح من بعض الجماعات غير المنظمة والتى تتعمد ذلك دون الإفصاح فسيكون الصمت هو الأفضل مادامت المشكلة لم تطفُ على السطح.
الشباب أيضا كانت لهم آراء مختلفة فمنهم من رأى أن المقاومة هى الحل الأمثل ومنهم من رأى أن المهادنة أفضل والبعض رأى أن الجرى نصف الجدعنة
∎ هقاوم حتى لو مت
هشام صالح 13 سنة مهندس، وعازف جيتار، خاطب يقول: لم يحدث لى حتى الآن هذا الموقف صراحة، لكنى أواجه نظرات من منتقبات وملتحين لى ولخطيبتى رغم أنها محجبة وأنا لست من النوع الذى يدلل خطيبته فى الشارع أو فى السيارة، أقصى ما يمكن أن أفعله أن أمسك بيدها ومع ذلك ألاقى نظرات احتقار فظيعة كانت تترجمها خطيبتى أنه نوع من أنواع الحقد لأن زوجها (المنتقبة) يسير أمامها بخطوتين متجهم الوجه لا يتحدث معها ويمعن النظر فى البنات اللاتى يمشين حوله فى الشارع، وطبعا هى محروق دمها فتنظر بغل لكل الفتيات المتزوجات اللاتى يمشين مع أزواجهن متعلقات فى أيديهم فى حين أنها تهرول لتلحق بزوجها ولكن إذا تعرضت لهذا الموقف وحاول أحد التدخل أو سؤالى لماذا تفعل هذا أو ذاك وهو لا يحق له حتى لو كان مسلحا فسأجعلها تركب تاكسى وأتصرف معهم حسب استطاعتى.. ولن أخاف من التهديدات، وسأنزل مع خطيبتى فى الشارع وأنا ممسك بيدها ولن أخاف أبدا حتى لو مت.. هؤلاء يجب أن نقاومهم ويجب أن يعرفوا أننا لن نهرب ولن نجزع ونختبئ فى بيوتنا رجالة مصر مابيخافوش غير من اللى خالقهم.
∎ لا داعى لاستفزازهم!!
أما شريف فتحى 53 سنة محاسب فيقول أنا لا أجد داعيا لأن أخرج مع زوجتى فى الشارع وأن نمشى فى الشارع وأتصرف معها تصرفات تستفز أى أحد فى الشارع وهذا رأيى من قبل ظهور هؤلاء المتطرفين فإن لم يكن المتطرفون سيكون (الشباب الصيع ) الذين يتحرشون بكل الناس.. فلماذا أعرض زوجتى لهذا الموقف.. فإذا أردنا أن نمشى نذهب إلى النادى وإذا أردنا أن نتحدث ندخل مطعما ونذهب للسينما أما الشارع فهذا استفزاز لبعض الناس سواء المتطرفون أو البلطجية .. أما إذا كانت تلاكيك واستوقفونى أنا وزوجتى دون داع سأستنجد بأول عسكرى أو ضابط إن وجد وإن لم يكن موجودا فسآخذ زوجتى ونمشى فى هدوء خاصة أنها أجنبية ولا أريدها أن تصاب بالذعر من البلد.. وأعلم أن هذه فترة وستمر وسيتحسن كل شىء إن شاء الله
∎الجرى نص الجدعنة ..
يوسف السعيد شاب فى السادسة عشرة من عمره يقول إنه يخرج مع زميلاته فى المدرسة دائما.. وعن خوفه من المتطرفين أو من جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيتساءل ببراءة: لماذا أخاف وأنا أستطيع الجرى والهروب.. فوجهة نظره أنهم لن يؤذوا البنات لذا فسيهرب هو ولن يكون نذلا فهو يعلم أن الجرى نصف الجدعنة ويرى أنه من الغباء مقاومة هذه الجماعة بالقوة وبالأخص لو كانوا يحملون سلاحا.. فما الفائدة من الوقوف والأخذ والرد مع ناس لا يفهمون حتى الدين يفهمونه بشكل خاطئ، لذا هم بالنسبة له مجانين يعاملهم على قد عقلهم !! ولكنه سيظل يخرج مع زميلاته لأنه يعلم أنه لا يفعل شيئا حراما .. وكل ما يهمه هو رضا الله..
∎ حسب البنت !!
رامى إيمان الدين 24 سنة يقول: والله لو البنت اللى أنا خارج معاها تخصنى وأنا واخدها جد فمن المؤكد أننى سأقف وأواجه الرجل، أما إذا كانت بنت عادية بصراحة هسيبها وأمشى!!
ليست نذالة ولكنى إذا كنت سأتعرض للموت فيجب أن يكون لشىء يستاهل.. والموضوع ليس موضوع جبن أو نذالة ولكن بصراحة لو كنت أرتكب شيئا خطأ فلا يجوز لى أن أقاوم وأعترض ولكن إذا كنت على الطريق الصحيح فسأضع صباعى فى عين التخين فيهم ولا يهمنى شىء.. وليس المطلوب منى أن أتصدى لناس مسلحين فى الشارع، هذا دور الحكومة والرئيس الذى وعد بعودة الأمن والأمان.
∎ لازم يحترموا نفسهم..
أما خالد محمد وهو شاب 17 سنة فيقول: أولا أنا لن أخاف من أحد مهما كان حتى لو مسلحا ثانيا الناس دى لازم تحترم نفسها ويفهموا أن ربنا لا يمكن أن يكون راضيا عنهم وعن أفعالهم، فالله برىء منهم ومن أفعالهم.. ثم لو واجهت الموقف ومعى بنت سوف أجعلها تجرى ثم أتصرف أنا معهم وربنا هيساعدنى أكيد.. لكن المهم أحمى البنت التى معى.. وأيضا يجب الدوريات تمشى فى كل الشوارع فنحن نتعرض للتثبيت وأخذ فلوسنا وموبايلاتنا.. كمان البنات اللى معانا، لا بجد كده كتير كتير!!
∎ الرئيس والمهمة الصعبة
حفظ الأمن والحريات العامة مهمة من مهام الرئيس، أقسم على الحفاظ عليها... عن دور الرئيس فى حماية الحريات والحفاظ على حقوق المرأة والدور المنوط بالرئيس القيام به لحماية المجتمع من الإرهاب الفكرى يقول اللواء حسام سويلم - خبير استراتيجى ومدير مكتب الدراسات للقوات المسلحة- إن ما يواجه الأمن القومى فى البعد الداخلى الآن هو انطلاق جماعات متطرفة تعتقد انها تملك المعرفة الدينية وحدها..وتملك الحق فى أن تفرض سيطرتها وأصوليتها على المصريين ممن نطلق عليهم جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهذا ما حدث فى حادثة السويس وغيره من أحداث كثيرة فى الشارع المصرى.. وبالطبع هذه الدعاوى دعاوى باطلة، ولابد أن تعالج من منطلقين.. أولا منطلق فكرى وهو أن نثبت لهؤلاء الناس أنهم أبعد ما يكونون عن الدين وهذا بمواجهة الفكر بالفكر.. بمعنى أن نبين لهم أنهم خارجون عن الإسلام ولا علاقة لهم بالدين.. ونبين المفهوم الصحيح فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. ومسئولية المسلم فى الإسلام هو أن يكون مسئولا فقط عن نفسه وعن أهل بيته مثل قوله تعالى:«يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم».. وأيضا قول المولى عز وجل«قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة» فلا توجد أى آية فى القرآن تقول إن المسلم مسئول عن الناس أو حتى توجد آية تقول إن المسلم سيحاسب على أعمال الناس.. يقدر فقط كل واحد على نفسه وعلى أهل بيته وهذا من منطلق الإسلام.. ولنا فى رسول الله أسوة حسنة..«لقد كان لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه» فالرسل هم الأسوة الحسنة.. بمعنى أنا أتحدى ثم أتحدى ثم أتحدى فإن القرآن به قصة 52 رسولا..الرسول ينزل بالدعوة يدعو بها الناس إلى عبادة الله وتوحيده فمن يؤمن فلنفسه ومن يكفر فلنفسه.. يأتون برسول من ال52 رسولا أسوتنا الحسنة رفع سيفا أو كلاشنكوف أو جنزيرا أو مطرقة أو سكينة أو خنجرا مثلما فعل هؤلاء المتطرفون فى السويس فى وجه مسلم.. يأتون برسول من ال52 رسولا فعل مثلما فعل هؤلاء الآن ولو صح هذا سوف نسير على خطاهم .. سيدنا نوح ظل تسعمائة وخمسين سنة يدعو قومه يعنى قرن كامل إلا خمسين سنة.. فهل القرآن قال له أن يمسك لهم عصا أو كلاشنكوف أو سيفا أو جنزيرا؟!!!!لكن هؤلاء من هم أسوتهم الحسنة سيد قطب أم حسن البنا أم أسامة بن لادن أم حازم أبو إسماعيل أم شيخ الأزهر فكل هؤلاء لا يعنونى بشىء..فلا يوجد أحد من الرسل فعل ما يفعله هؤلاء الناس الذين يطلقون على أنفسهم جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. ثانيا المواجهة الأمنية وهى كل من يقوم بأى شىء فيه ترهيب للناس يجب أن يعاقب ويدخل السجن على الفور حتى يوجد ردع عما يفعلونه وعدم الاعتداء على الناس.. فعلى الناس أن ترفض رفضا باتا إذا حاول أى أحد أن يفرض وصيته عليه.. وعلى الناس أن تلجأ الى الشرطة فورا..لأنه لا يوجد أى دين أو حتى قانون يسمح بهذا.
اللواء على حفظى - خبير أمنى استراتيجى - يقول:
ليس من العدل أن نحمل الرئيس هذه الأحداث..لأنه من خلال هذه الثورة لو رجعنا لأساسها نجد أنها كانت ثورة ذات ثلاث ركائز أولا ثورة تؤدى إلى تحول فى الحياة السياسية فى مصر، ثانيا أنها توجد ثورة فى قيم الإنسان المصرى وتعيد الإنسان المصرى إلى قيمه وأصالته التى كانت موجودة قبل ذلك.. ثم ثورة تحقق نوعا من العدالة الاقتصادية التى تحقق نوعا من العدالة الاجتماعية لجميع أفرادالشعب.. لذا فهذه الثورة لها ثلاثة أبعاد: بعد سياسى وبعد قيمى و بعد اجتماعى.. لكن الاهتمام الآن بالبعد السياسى والتغيير السياسى وهذا البعد حاصل على جزء كبير من الاهتمامات أكثر من البعد القيمى والبعد الاجتماعى والاقتصادى.. والمطلوب الآن منا أن يوجد اهتمام على مستوى الكل.. مثل موضوع الثورة القيمية كيف نعيد للإنسان المصرى القيم الأصيلة التى كان يتميز بها عن باقى البشر فكيف نعيد لهذا الإنسان المصرى هذه القيم؟!! مادمنا لم نسع لتحقيق هذه القيم من الطبيعى أن تنتشر مثل هذه الأحداث من الأنماط السلوكية غير المحمودة لأفراد الشعب المصرى.. فيجب أن يحدث تكاتف مجتمعى.. ورأيى الشخصى يجب أن يركز مجلس الشورى أن الاهتمام رقم واحد لديه هو ثورة القيم المصرية كيف نعيد للإنسان المصرى القيم المصرية الأصيلة التى يتميز بها عن باقى البشر؟...الانفلات الأخلاقى الذى نشاهده الآن هو تراكمات موجودة لسنين طويلة فلا نستطيع أن نقول أنها حالة وقتية.. فقد ظهرت على السطح نتيجة إيجاد مساحة من الحرية.. فعندما كانت هذه الحرية منعدمة وغير متاحة لم تكن ظاهرة ولكنها ظهرت عندما اتسعت الحرية وأصبحت القيم السلوكية لمعظم أفراد الشعب لم تكن هى القيم الأصيلة التى يتميز بها الإنسان المصرى.. حتى الانسان البسيط كان لديه العلم بالأصول والشهامة والرجولة.. وهذه القيم الطيبة كانت تجعل أى إنسان عندما كان يأتى لزيارتنا كان لا يريد العودة إلى بلده مرة اخرى.. فهذه مسئولية جماعية وأرى فيها أن على مجلس الشورى أن يعيد هذه القيم الأصيلة للإنسان ولكل مؤسسات الدولة.
أبوالعز الحريرى عضو مجلس الشعب سابقا ومؤسس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى - يقول: يجب أن يطبق القانون على كل من يعتدى على أحد..لأنه ليس من صفات الإسلام الاعتداء على الناس..لأن هؤلاء يصمون التدين بالإرهاب..لأنه لو كان المتدين يقتل الآخرين فلا يوجد للدين لازمة.. لأن ليس صحيحا أن الدين هو سبب الإرهاب. لذا يجب على الرئيس أن يطبق القانون على الجميع دون تمييز أحد على آخر.. ثانيا يوجد إعلام يوضح أن هذا المنهج غير صحيح وأن الذى يتم بهذه الطريق إرهاب وأن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. وأن يكون للأزهر دور فى هذا وأن يقوم بتوجيه الناس بطريقة صحيحة بعيدا عن الإرهاب والاعتداء عليه.. فلو كل مؤسسة سواء كانت إعلامية أو دينية قامت بدورها على أكمل وجه وقتها ستتلاشى هذه الأحداث.. فهؤلاء الذين يقومون بترهيب الناس لا يفهمون الدين فهما صحيحا بل هم يطبقونه بطريقة خاطئة.. وبالتالى يجب أن يعاقبوا على ما يفعلونه ، فهم يقومون بتشويه الدين الإسلامى ويطبقونه بطريقة خاطئة.