إلى أى طريق تذهب تلك الأمة. أمر محير، كلما نجد الطريق أوشك على النهاية، أى نهاية، نجدها تعيده من جديد، ويزداد الخوف من المجهول القادم، وندخل فى طريق نكاد نراه مغلقا إلى أى طريق تسير هذه الأمة. أهو خير بأهل مصر أم أراد الله بهم شراً، كنا كمريض السرطان فى ظل نظام تعفن ورمه فى جسد الأمة المصرية وتم استئصال الورم بأيدى أطهر شبابها وهم عند الله الآن يرزقون، خرج الورم بالدم ومازال صديده يخرج يوما بعد يوم، ما زالت الأمة المصرية تنظف نفسها من نفايات النظام القديم، دولة الجهل والغباء والغرور واللصوصية والتزوير وأردأ رجالها ممن كانوا فى جميع مناصبها، لا أستثنى أحدا من تنصب عن طريق تقارير الأجهزة الأمنية أو الحزبية أو ممن كانوا من المقربين أو من الحاشية أو من أهل الثقة، كلهم من أردأ رجال مصر لذلك انحدرت الأمة إلى الحضيض وخرجت من تاريخها العظيم تماما كما كانت ما قبل نكسة 76 والآن هى فى حالة انتظار رجال ما بعد النكسة.. أعظم تاريخ مصر كان فى الست سنوات ما قبل حرب أكتوبر العظيم رجال مصر الحقيقيون حولوا الهزيمة إلى نصر، من حالة اليأس والإحباط إلى حالة الأمل.. مصر الآن بحاجة إلى مثل هؤلاء، ينتشلونها من نكستها التى ستقضى عليها، الصديد فى جسد الأمة لم يتخيله أحد وكم القمامة والرداءة فاق كل العصور. الحكم التاريخى لم يبرد الشارع المصرى أتعرفون لماذا؟ لأننا جهلة فى السياسة ولا نتعلم من تاريخ الحكام العظام حتى لو اختلفنا معهم.. ارجعوا إلى محاكمات عبد الناصر والسادات السياسية، تجدونها فى أول درجة مشددة تصل إلى الإعدام فيبرد الشارع تماما ويشعر الشعب أن رئيسهم يفعل ما يرضيهم ثم تمر الأعوام ويتخذ نفس الرئيس أحكاماً مخففة تصل إلى عشر سنوات بعد الإعدام أو البراءة، هكذا لعبة السياسة مع شعب عاطفى، كل ما يحتاجه فقط أن يشعر أن الحاكم لبلاده ينحاز إليه ثم يغفر له الشعب كل خطاياه، كان هؤلاء أعينهم على الشعب على الرأى العام.
يعرفون سر تلك الأمة العظيمة أما الرداءة السياسية التى نعيشها الآن فهى طريق مصر إلى التهلكة يمكنها أن تغرقنا جميعا فى أى وقت، الغباء والجهل والغرور سيؤدى بنا إلى الدم، الثورة نجحت لا محالة وطبيعى أن تحدث ثورة مضادة عنيفة عنف اللصوص ممن قامت عليهم الثورة وقد تستغرق الثورة المضادة سنوات قد تصل إلى أربع سنوات كما هو الحال فى الثورة الفرنسية، لكن الثورة دائما تنال شرف الفوز، وما فيه الفلول الآن ما هو إلا صحوة الموت ومهما كانت الأحكام على المخلوع وعصابته إلا أننا ما زلنا فى أول الطريق وما زال أمامنا طريق طويل نهايته مجد هذه الأمة.