لا تظنوا أن ما يحدث أو ما حدث ليس له صاحب، يخطئ من يظن ذلك، لكنه الاستعجال، بجانب الجهل بالسياسة، التعجل كلمة غير موجودة على الإطلاق فى اعتلاء العروش، وغير موجودة فى عالم السياسة، وليست فى قواميس الثورة، المجتمع لا يتغير فجأة بمجرد اندلاع ثورة وعزل نظام، من يتمتع بهذه الثورة هم أصحاب السنوات العشر الآن، ولاد المحظوظة، نحن نتمتع فقط بما فعلناه، ورم خبيث كان بارزا على صدورنا، فاستأصلنا الورم وتوابعه، والجسد مازال فى حالة النقاهة وخروج الصديد ليشفى الجسد، ويندمل الجرح على نظافة، وهو ما يحتاج وقتا، لكن هذه المرة سيعود الجسد متعافيا تماما، مصر ستكون قوية كما لا يتخيلها أحد، الثالثة ثابتة، فعلها محمد على من قبل وقيضت، وفعلها عبدالناصر فى المرة الثانية وقيضت، وهذه المرة هى الأخيرة والأكبر والأهم، دعونا ننظر للمستقبل إذن، وكفانا نميمة عما قد حدث، لن يفيدنا إعدام المخلوع أو إعدام وزير داخليته أو ابنه الوريث الأبله، ولا يهمنا سجن كل هؤلاء، لن يخرج واحد منهم قبل عقد من الزمان، الأمر قد انتهى، دعونا نتخلص من فكر مبارك الفقير، الخالى من الخيال السياسى والعقيم فكريا فى إدارة دولة عظيمة كمصر، وشعب إمبراطورى عظيم قدره الدائم أن يبدأ كتابة التاريخ، كل ما يحدث الآن ما هو إلا «نمر مسرحية» قبل دخول البطل، النظر للمستقبل سيبدأ تحقيقه مع ظهور البطل القادم من يحضر له الآن خشبة المسرح لينال تصفيق الجمهور، الجمهوركل يوم فى اشتياق لرؤية بطل المسرحية، قريبا سيظهر، وسيمثل الولاية الثالثة فى حكم محمد على الإمبراطورى، فى الشهرين المقبلين، ستظهر علامات سيموت المخلوع ويسافر أحدهم إلى أمريكا للعلاج وعمل الفحوصات ويمكث هناك بلا عودة لأن دوره انتهى تماما. وستتغير الوزارة، وسيظهر الناس الحقيقيون بجد، الناس الجد ممن كانوا مخزنين فى الأدراج، أو فى الثلاجات، مصر المركونة عظيمة لو تعلمون، وهناك من يتعجل على الإعلام، إعلام اليوم هو بقايا فكر مبارك.. الثورة اندلعت منذ ستة شهور فقط، وهو عمر قليل جدا لو تعلمون، فقط انظروا إلى المستقبل، مستقبل مصر الذى يراه الغرب ولا نراه نحن. فى الأسبوع الماضى دخل مصر كبار رؤساء الشركات العالمية فى أمريكا ووضعوا خططا لمستقبل استثمارهم فى مصر لسنوات مقبلة وصلت لعام 2050، دعونا ننظر إلى مستقبلنا ونحدده.