الرئيس للأمة: دماء أبنائنا لن تضيع هدراً.. ولن نفرط في أمننا انتحاري وليس سيارة مفخخة الداخلية: التخطيط خارجي والتنفيذ مصري الكنيسة: عدد الضحايا 25 قتيلاً و80 مصاباً مشاحنات ليلية بين الأقباط ومسلمين في سيدي بشر شباب قبطي احتجز أشلاء الجثث لساعات النائب العام يصرح بدفن الجثث وإدانات محلية ودولية انتفضت مصر، منذ اللحظات الأولي لمطلع العام الجديد، إذ أخرجها الإرهاب قسراً من الاحتفال بعام 2011، كي تلملم ليس فقط أشلاء ضحايا الجريمة الإرهابية المروعة والمدانة ضد الأقباط الذين كانوا خارجين من كنيسة القديسين في شارع خليل حمادة في سيدي بشر، وإنما أيضا لكي تصون وحدتها الوطنية.. واستقرارها.. فقد تأكد أن الانفجار لم يستهدف الأقباط وحدهم وإنما كان يقصد تفجير وقيعة مدوية ولا تتوقف بين المسلمين والأقباط. وقال الرئيس مبارك في كلمة وجهها إلي الأمة ظهيرة الأمس: إن هذا العمل الإرهابي الآثم قد استهدف الوطن بمسلميه وأقباطه وهز ضمير الوطن ومشاعرنا وأوجع قلوب المصريين وامتزجت دماء المسلمين والأقباط علي أرض الإسكندرية.. لتقول لنا جميعا إن مصر هي المستهدفة وأن الإرهاب لا يفرق بين قبطي ومسلم وإن الإرهاب لايزال متربصاً بمصر وشعبها. مسجد وكنيسة اختيار موقع الجريمة الشنعاء، التي أدينت من الجميع، مسلمين وأقباطاً، بحيث كانت في ساحة يتوازي فيها مسجد كبير وكنيسة مهمة، أظهر لأي متابع أن المقصود ليس القتل فحسب وإنما الفتنة التي لا تبقي ولا تذر.. وهو ما كاد يحدث بالفعل.. إذ عاشت المنطقة التي وقع فيها الجرم المشهود توتراً مذهلاً.. تمت السيطرة عليه بشق الأنفس.. وظل التربص بين مسلمين وأقباط قائما حتي مطلع الفجر. الموقف الملتهب بمواصفاته تلك، هو الذي انتبه إليه الرئيس مبارك وهو يتابع الجريمة منذ وقعت بعد دقائق عشر من بداية العام الجديد، ومن ثم فإنه كان أن أصدر بيانا في الصباح الباكر، يوم أمس، وقبل كلمة الظهيرة، وجه فيه نداء إلي المصريين أهاب فيه بالأقباط والمسلمين أن يقفوا صفاً واحداً في مواجهة قوي الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه. الجريمة التي وقعت علي حين غرة، ورغم جميع الاحتياطات الأمنية، والتأهب الشديد المتزامن مع احتفالات رأس السنة، صدمت الجميع حتي إن التقارير الأولية المنقولة عن شهود عيان قالت إنها نتجت عن سيارة مفخخة.. وقيل إنها أكثر من سيارة.. ربما سيارتين.. غير أن وزارة الداخلية التي تحفظت في بيانها الأول بعد ساعة ونصف الساعة من العمل الإرهابي قالت في بيان في صباح يوم أمس إن الترجيحات تشير إلي أنه قد يكون انتحارياً.. حمل عبوة ناسفة.. محلية الصنع.. احتوت صواميل ورولمان بلي.. وأنه من المحتمل أن يكون قد قضي نحبه مع الضحايا. مواصفات الانتحاري شهود العيان، ومنهم من استطلعتهم «روزاليوسف»، ومنهم من استمعت إليهم النيابة العامة فجر السبت، تحدثوا عن شخص ارتدي قميصا أبيض وجاكيت أسود كان بالقرب من سيارة فيليشيا (سكودا) تكلم في هاتفه المحمول.. ثم بعدها انفجرت شحنة مهولة.. أطاحت بالسيارات وهزت المكان وتناثرت الأشلاء في كل موقع.. واستمع إلي دويها في مختلف المناطق القريبة من موقع الجريمة وبامتداد كيلو متر علي الأقل.. وقال شاهد عيان يقيم في بيت قريب من الكنيسة: كان أكبر من زلزال. وتصور بعض السكان القريبين من موقع الحادث أن بيتهم ينهار ومن ثم فروا منه وتركوه، حيث فوجئوا باشتعال حريق في سيارة أمام الكنيسة والأشلاء في كل مكان.. وهناك كان الملازم الليثي عبدالرحمن من قوة الأمن الحامية للكنيسة قد أصيب بحروق.. لم تمنعه من اللهاث وراء سيارة اعتقد لوهلة أنها سبب الانفجار.. وقال ل«روزاليوسف»: إن التعليمات هي عدم الانتظار إلي جانب الكنائس.. وأظهرت تقارير «روزاليوسف» أنه تبين أن السيارتين مملوكتان لقبطيين.. وفق ما قال سمير النيلي عضو مجلس الشعب المحلي أحد شهود العيان وأردف: الأولي ملك محامٍ والثانية من نوع 125.. ولم ينفجر أي من أوعية البنزين في السيارتين ما أكد لنا بداية أن الذي قام بهذه العملية الإرهابية شخص انتحاري. وهذا بدوره ما اعتقده اللواء سعيد خلاف مدير مطار برج العرب السابق وكان قريبا من موقع الجريمة.. إذ قال لم تحدث حفرة في الأرض.. ودعا الامر وترويعه صلاح عيسي رئيس لجنة الأزمات في المجلس الشعبي المحلي إلي أن يقول إنه من تدبير خارجي. وهو ما ذهب إليه بيان الداخلية في صباح الأمس، حيث قال بوضوح: إن ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الإرهابية علي مستوي العالم والمنطقة تشير بوضوح إلي عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ. وقال الرئيس مبارك في كلمته إلي الشعب بالأمس، واصفا العملية الإرهابية بأنها تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل مصر ساحة لما نراه من شرور الإرهاب لمنطقتنا وخارجها.. ومن ثم قال الرئيس بكلام لا لبس فيه: أؤكد من جانبي ومن جانب كل المصريين أن قوي الإرهاب لن تنجح في مخططاتها وسوف تفشل في زعزعة استقرار مصر. وذهب البيان الصادر عن وزارة الداخلية إلي أن هذا الاتجاه ليس فقط علي أساس القرائن الميدانية التي تثبت أن العملية خارجية وإنما كذلك علي أساس: تعارض ظروف ارتكاب الجريمة مع القيم السائدة في المجتمع المصري.. وفي ظل ارتكابها في مناسبة دينية يحتفل بها المسيحيون والمسلمون علي حد سواء بروح من التآخي بمقومات راسخة لوحدة نسيج المجتمع المصري.. ودلل المصدر الأمني الذي نقل عنه البيان في هذا بأنه قد وقعت إصابات أيضا بين المسلمين.. ونوه إلي إصابة أحد ضباط الشرطة وثلاثة من الأفراد المكلفين بتأمين كافة الكنائس في أنحاء الجمهورية في ظل تهديدات متصاعدة من تنظيم القاعدة للعديد من الدول. تهديد القاعدة التهديد الصادر عن تنظيم القاعدة هو الذي استدعاه المصريون فورا من ذاكرتهم، بعد أن أطلق من قبل أصواتا نفذت جريمة مروعة في بغداد، قبل ما يزيد علي شهرين، حين قال من أطلق علي نفسه وزير الإعلام في دولة العراق الإسلامية أنه يحذر الكنيسة المصرية من انها مستهدفة إذا لم تفرج عن المسلمتين - علي حد وصفه - وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، وكان وقتها قد نقل عنه في تسجيل صوتي ما يلي: أن دولة العراق الإسلامية تمهل شنودة (قداسة البابا) 48 ساعة لإطلاق سراح كاميليا ووفاء وبقية المسلمات المحتجزات لدي من أسماهم بالنصاري. في هذا التوقيت، وبينما قدر بعض الخبراء أن البيان ملفق، وأنه محاولة من جهات أخري غير القاعدة لتدبير عمل أو لإشاعة مناخ من التوتر في مصر، وأشاروا بالاتهام إلي إسرائيل، كان محمد سليم العوا قد صب ناراً علي الموقف المتأجج بشأن موضوع كاميليا ووفاء.. ومضي عبر قناة الجزيرة إلي أن يقول بوضوح وبدون دليل إن هناك أسلحة تخزن في الكنائس.. وهو ما قوبل بإدانات عنيفة من كل الأطراف. الإدانات لم توقف هذا المناخ الذي ظل مسيطراً علي الإسكندرية تحديداً أكثر من غيرها، إذ بينما تظاهر متطرفون قبالة بعض المساجد في القاهرة وغيرها لبعض الوقت بشأن ما ردد العوا وما جاء علي لسان تنظيم القاعدة فإن المظاهرات لنفس الهدف ظلت تلتهب في الإسكندرية وتحديداً في مسجد القائد إبراهيم كل أسبوع منذ شهرين علي الأقل.. وفرضت حول هذه المظاهرات أطواق أمنية.. وبعد أن كانت بالآلاف كل أسبوع.. فإنها تقلصت.. وكان آخرها ظهيرة يوم الحادث.. الجمعة أمس الأول.. حيث وزعت منشورات تحمل مضامين الكراهية للكنيسة وللأقباط.. وبما في ذلك تكرار الحديث عن موضوع كاميليا ووفاء. البقية ص2-3 شئون مصرية نص كلمة الرئيس ص5 ومتابعة ص 4 واقرأ «ولكن» ص20