وزير الرعاية الاجتماعية والشئون الإنسانية بجنوب السودان: ليس لدينا القدرة علي استيعاب النازحين في الجنوب "الحلقة 16" بينما بدأ العد التنازلي لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان بانتهاء فترة تسجيل أسماء الجنوبيين في الاستفتاء المقرر في 9 يناير .. رصدت "روزاليوسف" في جولة بالخرطوم " العاصمة السودانية " وفي مدينة جوبا " عاصمة الجنوب «أجواء» من التوتر والحذر بين الجانبين خوفا من ردود أفعال غير محسوبة في حالة إذا ما انتهي الاستفتاء بالانفصال . وبات مصير السودان ومستقبله بعد حدث 9 يناير الفاصل في تاريخه قضية تفرض نفسها علي كل سوداني بما في ذلك أن هناك تحركات جديدة من أطراف مختلفة مثل الحركات المتمردة في دارفور في طريقها للسير علي نهج الحركة الشعبية في طلب تقرير المصير أيضا .. وتنقل " روزاليوسف " في سلسلة حلقات من العاصمتين الجنوبية والشمالية الواقع علي الأرض وتداعياته بما فيها المصالح المصرية . أكد جيمس كوك وزير الرعاية الاجتماعية والشئون الإنسانية بحكومة جنوب السودان أن حكومته في طريقها لعمل إحصائيات بعدد المواطنين الجنوبيين العائدين إلي جوبا من شمال السودان ودول الجوار، بعد أكثر من 21 عاما هجرة للوطن بسبب الحرب، مشددا في حواره ل"روزاليوسف" علي أنه لم يكن هناك أي نداءات أو ضغوط لاعادة النازحين لاستخدامهم كقوة تصويتية في الاستفتاء علي حق تقرير المصير لجنوب السودان، وإنما كل المواطنين عادوا بعدما تأكدوا من حقيقة السلام، وجار استيعابهم بولاياتهم الجنوبية، إلا أنه اعترف بأن حكومته رغم وضعها لخطة مسبقة تحسبا لعودة النازحين ليس لديها المقدرة وحدها في تقديم جميع أوجه الدعم للعائدين ولذا تستعين ببعض المنظمات الدولية لمساعدتها ولابد ألا ينتظر الجنوبي العائد أن يحصل علي جميع الخدمات التي كانت متوافرة له في الدولة المضيفة. بم تفسر هذا النزوح الجماعي للجنوبيين من الخرطوم الي جوبا قبيل الاستفتاء؟ وهل فعلا تم توجيه نداءات لهم لاعادتهم لاستخدامهم كقوة تصويتية في الاستفتاء؟ لا طبعا، ولكن بعد أكثر من 30 سنة هجرة بسبب الحروب عاد مواطنو جنوب السودان الي أراضيهم، ونحن لدينا خطط مسبقة حيث كان من المتوقع عودتهم بعد اتفاقية السلام، الخطة تتضمن استيعاب كل العائدين وأبنائهم وتوفير جميع خدمات الرعاية الاساسية لهم، سنعمل علي استيعاب الاطفال بالمدارس وستعمل كل ولاية علي إعادة تسكين مواطنيها واعادتهم إلي اراضيهم، لدينا خطة بمدارس بين الشمال وكل من لديه الرغبة في العودة له كافة المساعدات. وما اوجه المساعدات الفورية التي تقدم لهم فور عودتهم خاصة انهم اعداد كبيرة جدا؟ الاعداد كبيرة، ونحن كحكومة إمكانياتنا بسيطة ونعتمد علي اصدقائنا في دعم برنامجنا وتوفير الاماكانيات اللازمة وحتي الآن لم نُعد إحصائيات بعدد العائدين ونعمل حاليا علي حصر جميع الاعداد التي وصلت العاصمة جوبا ووصلت للولايات ووفقا لبرنامجنا سنعمل علي طلب الدعم والمساعدة من جميع الأصدقاء بدول الجوار وعلي رأسهما مصر. كيف يتم تسكين العائدين فور وصولهم الي الجنوب؟ يتم التسكين بإعادة التوطين بواسطة المفوضية وبالتنسيق مع الأممالمتحدة لاعادة التوطين. وهل لديكم الامكانيات لتوفير عمل ومسكن وادوية ومساعدات؟ لا ليس من السهل توفير كل ما يحتاجونه وهم يعرفون أن جنوب السودان كان في الحرب لفترة 21 سنة وهاجروا بسبب الحرب وعادوا بعدما تأكدوا أن والحمد لله هناك سلام حقيقي.. ويعرفون ان الامكانيات محدودة وهم علي علم بأن جزء كبيراً من الخدمات التي كانوا يجدونها في البلاد التي نزحوا منها خلال الفترة الحالية لكن الحكومة تعمل بكل جهدها لتوفير اكبر قدر من الخدمات والرعاية الصحية. زيادة عدد النازحين من الشمال للجنوب .. هل هذا يمثل عبئا في المرحلة الحالية خاصة أن خطط الجنوب للتنمية محدودة وما آلية الاستيعاب للنازحين خاصة أنه لا يوجد أماكن مجهزة لهم وهم بالمئات والآلاف؟ نحن في حكومة جنوب السودان نعتبر أن من أولويات عملنا إعادة كل من نزحوا للشمال واللاجئين بدول الجوار وهي اولوية منذ تكوين الحكومة، وهي لا تعتبر مفاجأة بالنسبة للحكومة لأن هؤلاء المواطنين فروا من الحرب ومثلما يحدث في أي منطقة تعاني من الحرب بعد السلام لابد من إعادة مواطنيها وبما يخص اعادة توطينهم بالشكل الملائم لولاياتهم واداراتهم وليس هناك أي مشكلة ومفوضية استيعاب اللاجئين تعمل وفقا لمنظومة ولا ننكر أن هناك صعوبات وتحديات كثيرة لكن نحن كما وعدنا لدينا إرادة وجزء كبير من العائدين أصبح لديهم من المؤهلات والخبرات التي تجعلهم يختارون السكن في المدن الرئيسية وبالعاصمة ونحن نعمل علي الاستفادة من جميع الخبرات العائدة وتوظيف طاقاتها لخدمة أهداف التنمية وبما يمثل ثروة بشرية كبيرة بالنسبة لنا والعدد كبير نعم بالنسبة للامكانيات المتوفرة حاليا ونحن نساعد من يرغب في العودة لولايته علي أن يتم استيعابه من جديد لكن من يرغب السكن في العاصمة جوبا اذا كان لديه الخبرات والمؤهلات فإنها تؤهله للعمل بالقطاع الخاص حاليا. وهل تتطلب حكومة الجنوب المساعدات من المنظمات الدولية دعما لخطط اعادة توطين الجنوبيين العائدين؟ لا يوجد حكومة في العالم تعمل بدون أن يكون هناك تعاون بينها وبين المنظمات والهيئات الدولية والحكومة لا تستطيع أن تعول كل هذا البرنامج الثقيل وحدها دون دعم. والحكومة دورها الاساسي في المرحلة الراهنة أن تعمل علي توفير الجو الملائم لاتمام عملية اعادة ادماج المواطنيين في قراهم الأصلية وهناك العديد من المنظمات التي تقدم الدعم لمساعدتنا. كيف يتم العمل علي انتظام أبناء المواطنين العائدين في العملية الدراسية رغم انتهاء الفصل الدراسي الأول وهل من الممكن إرجاء التحاقهم بالمدارس للعام المقبل؟ سيدخلون المدارس مثلهم مثل كل الأطفال الموجودين بالجنوب ولن تكون هناك مدارس خاصة لأبناء النازحين بل نفس المدارس ونستوعب حسب القدرة الموجودة ولو وجدنا أعداداً تتخطي هذه القدرة الاستيعابية سنعمل علي الاسراع ببناء وتجهيز مدرسة جديدة.