اعرف قبل الحج.. ما حكم نفقة حج الزوجة والحج عن الميت من التركة؟    وزير الدفاع والإنتاج الحربى يلتقى نظيره بجمهورية الكونغو الديمقراطية    خصومات تصل حتى 65% على المكيفات.. عروض خاصة نون السعودية    انخفاض جماعي للبورصات الأوروبية وسط ترقب لبيانات التضخم البريطانية    تكنولوجيا رجال الأعمال تبحث تنمية الصناعة لتحقيق مستهدف الناتج القومي 2030    القاهرة الإخبارية تعرض لقطات من إخلاء مستشفى كمال عدوان بقطاع غزة (فيديو)    رئيس البرلمان العربي يشيد بتجربة الأردن في التعليم    حزب الله يشدد على عدم التفاوض إلا بعد وقف العدوان على غزة    مصر تدين محاولة الانقلاب في الكونغو الديمقراطية    جلسة خاصة بين جوزيه جوميز وعبد الله السعيد استعدادًا لمباراة فيوتشر    "هُدد بالإقالة مرتين وقد يصل إلى الحلم".. أرتيتا صانع انتفاضة أرسنال    محلل أداء تونسي يحذر الأهلي من الترجي لهذا السبب    مصرع مسن إثر انهيار منزل مكون من طابقين في المنيا    تكثيف المراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة بالفيوم.. «إحصاء وإنجليزي»    البحوث الفلكية: الأحد 16 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    قرار جديد ضد سائق لاتهامه بالتحرش بطالب في أكتوبر    الخميس.. حكايات ملهمة ل "أطفال مفقودة" وعائشة بن أحمد في "معكم منى الشاذلي"    «رفعت» و«الحصري».. تعرف على قراء التلاوات المجودة بإذاعة القرآن الكريم غدا    مدير مكتبة الإسكندرية: لقاؤنا مع الرئيس السيسي اهتم بمجريات قضية فلسطين    محمد عبد الحافظ ناصف نائبا للهيئة العامة لقصور الثقافة    رفقة سليمان عيد.. كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره كواليس «البيت بيتي 2»    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    أستاذ بالأزهر: الحر الشديد من تنفيس جهنم على الدنيا    أمين الفتوى بدار الإفتاء: سداد الدين مقدم على الأضحية    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد سير العمل والخدمات الطبية بمستشفى الحسينية    هل وصل متحور كورونا الجديد FLiRT لمصر؟ المصل واللقاح تجيب (فيديو)    وزيرة الهجرة: نحرص على تعريف الراغبين في السفر بقوانين الدولة المغادر إليها    «منقذ دونجا».. الزمالك يقترب من التعاقد مع ياسين البحيري    عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    سامح شكرى لوزيرة خارجية هولندا: نرفض بشكل قاطع سياسات تهجير الفلسطينيين    جنايات المنصورة تحيل أوراق أب ونجليه للمفتى لقتلهم شخصا بسبب خلافات الجيرة    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    "لم يحققه من قبل".. تريزيجيه يقترب من إنجاز جديد مع طرابزون سبور    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    زراعة النواب تقرر استدعاء وزير الأوقاف لحسم إجراءات تقنين أوضاع الأهالي    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    وزارة العمل: افتتاح مقر منطقة عمل الساحل بعد تطويرها لتقديم خدماتها للمواطنين    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    العثور على جثة طفل في ترعة بقنا    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    الخميس المقبل.. فصل التيار الكهربائي عن عدة مناطق في الغردقة للصيانة    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    عمر العرجون: أحمد حمدي أفضل لاعب في الزمالك.. وأندية مصرية كبرى فاوضتني    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: مصر المكون الرئيسي الذي يحفظ أمن المنطقة العربية    انتظار مليء بالروحانية: قدوم عيد الأضحى 2024 وتساؤلات المواطنين حول الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير مؤيد الضلعي القنصل المصري في جنوب السودان: مصر تدخلت كثيراً في الأوقات الصعبة لمنع الحرب بين الشمال والجنوب


الحلقة «7»
بينما بدأ العد التنازلي لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان بانتهاء فترة تسجيل أسماء الجنوبيين في الاستفتاء المقرر في 9 يناير .. رصدت "روزاليوسف" في جولة بالخرطوم " العاصمة السودانية " وفي مدينة جوبا " عاصمة الجنوب " اجواء من التوتر والحذر بين الجانبين خوفا من ردود أفعال غير محسوبة في حالة إذا ما انتهي الاستفتاء بالانفصال .
وبات مصير السودان ومستقبله بعد حدث 9 يناير الفاصل في تاريخه قضية تفرض نفسها علي كل سوداني بما في ذلك ان هناك تحركات جديدة من أطراف مختلفة مثل الحركات المتمردة في دارفور في طريقها للسير علي نهج الحركة الشعبية في طلب تقرير المصير ايضا .. وتنقل " روزاليوسف " في سلسلة حلقات من العاصمتين الجنوبية والشمالية الواقع علي الارض وتداعياته بما فيها المصالح المصرية .
أكد السفير مؤيد فتح الله الضلعي القنصل المصري بجنوب السودان أن مصر من اوائل الدول التي بادرت بتقديم المساعدات والاعانات لحكومة جنوب السودان، مشيرا إلي أن القاهرة دائما ما تتدخل في الاوقات الصعبة للتقريب بين الشمال والجنوب حتي لا يصل الشريكان إلي نقطة اللاعودة والحرب.
وقال الضلعي في حواره ل"روزاليوسف" إن الوضع في جوبا أصعب بكثير من الخرطوم لدرجة أن هناك ولايات تحتاج إلي كل شيء، نافيا أن تكون المساعدات المصرية نوع من التدليل للجنوب كما يردد البعض.
وكشف عن إعادة دراسة العمل في قناة جونجلي بعد الاستفتاء.. ونفي أن يكون هناك تواجد إسرائيلي بالجنوب بدليل أنه لم يلتق بأي إسرائيلي منذ حضوره لجوبا مشيرا إلي أن هناك شائعات كثيرة تروج ولايجب تصديقها.
تنوعت أشكال الدعم المقدمة من مصر إلي جنوب السودان لمساعدته علي التنمية بعد اتفاقية السلام. ما هو حجم هذا الدعم وتأثيره علي المصالح المصرية في الجنوب؟
- مصر من أوائل الدول التي بادرت بتقديم المساعدات والإعانات لحكومة الجنوب في شتي المجالات سواء في الزراعة والري والكهرباء وفي مجال الصحة والدواء والتعليم من خلال دورات تدريبية ودراسية للمهندسين والزراعيين والإعلاميين.. والعبرة ليست في ذكر أرقام ونسب هذا الدعم ولكن الأهم هو مساعدة الجنوب علي التنمية لان الوضع هنا أصعب من الخرطوم.
وكيف تقيم مردود المعونات التي تقدمها القاهرة في السنوات الأخيرة علي المصالح المصرية في تلك المنطقة؟
- الاعانات والدعم الذي نقدمه لا ننتظر مقابلاً منه ولكن الواقع يقول إن العلاقات مع جنوب السودان متميزة وهناك تعاون في العديد من المجالات وعلاقتنا طيبة جدا والمساعدات التي نقدمها تلقي ترحيبا كبيرا من الحكومة وعلي رأسها سيلفاكير وهذا هو المطلوب أو المستهدف من تلك المساعدات.
لكن رجل الشارع الجنوبي هل يلمس الوجود المصري وتأثيره؟
- قال وزير الشئون الانسانية جيمس كوك أثناء تقديم مساعدات ضحايا السيول له مؤخرا إن مصر الدولة الوحيدة التي قدمت اعانات وعندما يصل ذلك إلي المواطن سيكون له أثر كبير لديه لانه سيشعر أن مصر الوحيدة هي التي وقفت بجانبه.
يتعامل البعض مع المساعدات المصرية المقدمة للجنوب أنها نوع من التدليل لهم في اطار تعاملها مع قضية حوض النيل. كيف تري ذلك؟
- نحن نساعد أشقاءنا في حكومة جنوب السودان لاننا نعرف أن الوضع في الجنوب صعب بعد الحرب.. ونحن نعتبر كل السودان اشقاء، ولكن نظرا وأن الوضع هنا أصعب من الخرطوم يمكن أن يفسر البعض أن المساعدات الكثيرة لهم نوع من التدليل وهذا غير صحيح لأن هذه المساعدات واجب مصري نقدمه لاشقائنا في الجنوب.
بخصوص التواجد المصري. كم يصل عدد المصريين في جنوب السودان؟
- عدد المسجلين في القنصلية قليل يصل إلي نحو 75 شخصا لكن العدد اكبر وقد يصل إلي 200 شخص وذلك لأن هناك الكثير يرفضون التسجيل.
ولماذا يخشون التسجيل في القنصلية؟
- هم يعملون هنا ويخشون محاسبتهم ضريبياً عند العودة رغم أن الهدف من التسجيل في الأساس هو حمايتهم وهناك ميزة للمصريين في السودان توفرها اتفاقية الحريات الاربع مع مصر التي تتيح حرية الحركة والتنقل وبالتالي لايطبق عليهم أي رسوم ضريبية.
وما هو النشاط الجاذب للمصريين في الجنوب؟
- معظم العمالة في مجال البناء والعمارة وهناك فنيون وعند حصر أعدادهم ووظائفهم لا نجد أي تعاون منهم.
هل ستؤثر نتائج الاستفتاء علي وضع المصريين في الجنوب؟
- لا أعتقد ذلك لأن المصريين في الجنوب يعيشون بشكل مستقر.. ومؤخراً كنت في لقاء مع وزير الداخلية في الجنوب وسألني إذا ما كان لدينا أي شكاوي فأكدت له أن الوضع مستقر. الوضع في السنوات الماضية لم يكن مشجعاً علي الاستثمار في الجنوب، هل هناك خطة للتعامل مع الاستثمار في تلك المنطقة خاصة إذا ما وقع الانفصال أم أن الخوف من التوترات الأمنية يمنع ذلك؟
- الوضع الأمني في جوبا تحديداً وهي عاصمة الجنوب مستقر ويختلف تماما عن الوضع منذ سنتين.. وبالنسبة لرجال الاعمال حاولنا ان نبين لهم مميزات الاستثمار مبكرا في الجنوب لما سيكون له من عائد عليهم وعلي الجنوب.. وهناك حاليا معرض المنتجات المصرية في الجنوب وسيستمر اسبوعاً في المركز الثقافي بجنوب السودان وهي المرة الاولي لمصر تعرض فيها منتجات صناعية وغذائية ومنزلية.. وهو يضاف إلي معارض من كينيا واوغندا ولكنها كانت معارض محدودة المعرض سيكون فرصة لرجال الاعمال المصريين لأن يدرسوا السوق الجنوبية واعتقد انه سيكون هناك إقبال علي المعرض بما يشجع رجال الاعمال المصريين لأن يدخلوا السوق.. لأن المستهدف أن يكون مقدمة لمعرض دائم للمنتجات المصرية في الجنوب.
ما هي الجهات التي تشارك في المعرض وعدد الشركات التي ستعرض منتجاتها؟
- هي مجموعة من الشركات الخاصة بالإضافة لعدد من شركات القطاع العام تصل إلي 30 شركة بالتعاون مع وزارة الاستثمار
ذكرت أن الوضع الأمني يشجع للاستثمار هل حضور رجال الأعمال في الوقت الحالي نوع من المجازفة خاصة أن الوضع بعد الاستفتاء غامض ومقلق؟
- أي رأس مالي لابد له من المجاذفة إذا أراد أن يحقق ربحا.. وإذا أراد أن يلعب في المضمون فمثله كأي رجل أعمال يدخل السوق بعد الاستفتاء.. ولكن الدخول في سوق بكر وفي بدايتها تكون فرص النجاح فيه كبيرة.
فرص الاستثمار الزراعي في الجنوب كبيرة ما هو حجم المشاريع الزراعية في الجنوب؟
- هناك مزرعتان نموذجيتان يتم اقامتهما علي هامش مشاريع وزارة الري.. كما أن هناك مدرستين للتعليم الزراعي.
ما هي الدول التي تفوقت علي مصر في جوانب الاستثمار بالجنوب؟
- نظرا للتقارب الجغرافي تأتي كينيا واوغندا حيث يسيطر تجار تلك الدول علي السوق في الجنوب وتتصدر منتجاتهم السلع المعروضة.. ولكن هناك بعض رجال الاعمال اللبنانيين الذي جازفوا وأتوا مبكرا الي جنوب السودان واقاموا العديد من المشاريع في مجال السياحة والاستثمار ونجحوا بشدة في هذا المجال ويجنون حاليا ثمار تلك المجازفة.
بنظرة تقييمية كيف ساهم التواجد المصري في دعم حوار الوحدة بين الشمال والجنوب؟
- مصر دائما كانت تتدخل في الأوقات الصعبة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين وعقدنا أكثر من جولة حوار في القاهرة لتقريب وجهات النظر بين الشريكين بجانب الزيارات المتكررة من وزير الخارجية أحمد ابوالغيط والوزير عمر سليمان بالإضافة إلي مسئولين في وزارة الخارجية بهدف تقريب وجهات النظر وعدم وصول الأمور إلي نقطة خلافية يصعب معها الحل.. وبالتالي فإن طبيعة الدور المصري أن يكون الشريكان متقاربين وألا يصلوا إلي نقطة اللاعودة والحرب.
وكيف تري مصير القضايا الخلافية بين الجانبين حتي الآن. وهل يمكن أن تتحول قضية متنازع عليها مثل ابيي إلي محور صراع جديد بينهما؟
- اسند لمؤسسة الرئاسة بعض القضايا لحسمها والجميع يعول عليه لإنجاز تلك المهمة باعتباره الفرصة الأخيرة وبالتالي فهم حريصون علي التسوية.. وبخصوص قضية أبيي فهناك ستة خيارات قدمها مثيو امبيكي رئيس لجنة حكماء افريقيا لحل تلك القضية التي تعد النقطة الأساسية في الخلافات حاليا.
لكن هناك تعنتاً متبادلاً من الخرطوم والجنوب تجاه تلك القضية. هل تعالج خيارات امبيكي تمسك كل طرف بحقه في هذه المنطقة؟
- السيناريوهات المقدمة تطرح أكثر من مسار للحل يرضي الطرفين
مع بدء التسجيل تبادل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اتهامات بالتلاعب في اجراءات الاستفتاء. هل يؤثر ذلك علي مشروعية وقانونية الاستفتاء؟
- هذه التجربة حدثت أيضا في الانتخابات الأخيرة التي جرت في شهر ابريل الماضي، وحدثت نفس السيناريوهات وفي النهاية جرت الانتخابات في أجواء نزيهة بشهادة المجتمع الدولي واعترف الجميع بالنتائج.. وفي الاستفتاء كل طرف يحاول أن يشكك في الآخر ونأمل أيضا أن يتم الاستفتاء الذي ستتم مراقبته دوليا بأجواء من النزاهة والشفافية بحيث لا يكون هناك سبب يجعل أي طرف لا يقبل نتائج الاستفتاء.
هناك ترحيل جماعي للجنوبيين من الخرطوم للتسجيل في الولايات الجنوبية للاستفادة من كتلتهم التصويتية. في المقابل هناك اتهامات من الجنوب للشمال بتسجيل أشخاص لا ينتمون للجنوب؟
- هذا يرجع إلي أن كل طرف من الأطراف يسعي إلي حشد الأصوات التي يريدها.. وبالنسبة للجنوبيين في الشمال هناك توصيفات مختلفة الوضع يعتبرها مخططاً جنوبياً وآخرون يعتبرونها عودة طوعية وفي النهاية لا نستطيع أن نشكك فيمن سيدلي بأصواتهم لأن هناك مراقبين لعمليات التسجيل ولو أن هناك أي خروقات سيتم إعلانها سواء من المفوضية أو مكاتب المراقبين المعتمدين مثل الأمم المتحدة.. وهناك شائعات كثيرة تخرج ولا يجب أن نصدق كل شيء ويجب ان نستقي معلوماتنا من الجهات الرسمية المخول لها ذلك.
قالت بعض التسريبات الإعلامية إن مصر طالبت بتأجيل الاستفتاء بسبب بعض المعوقات. ما حقيقة ذلك؟
- لم يصلنا أن طلبت القاهرة تأجيل الاستفتاء.. وموقفنا هو اننا مع إجراء الاستفتاء في موعده في التاسع من يناير في أجواء من النزاهة والشفافية تطبيقا لاتفاقية السلام الشامل.. ولاتوجد مواقف مصرية معلنة بخصوص تأجيل الاستفتاء.
شهدت الفترة السابقة للتسجيل من الاستفتاء حالة من الشحن بين شريكي الحكم فرضت حالة من الاحتقان بينهما. هل ينتج عن ذلك نزاع مسلح بين الجانبين؟
- حدث خلال الشهر الماضي بعض الحوادث المتفرقة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان وكانت مرتبطة بتبع بعض عناصر حركات المتمردة في دارفور ولا أعتقد بوجود طرف ثالث إنها اشتباكات مباشرة من الجانبين وانما فقط هي رسائل متبادلة بينهما بعدم التعامل مع ذلك الطرف الثالث.. لكن حتي الآن الأمور تحت السيطرة ونتمني أن تستمر كذلك لأنه لو ظهرت أعمال عنف سينتج عنها مشاكل كثيرة.
يتحدث البعض أن هناك تدخلات خارجية للتأثير علي عملية الاستفتاء. كيف تري ذلك؟
- لا تسمي تدخلات خارجية وانما هي أمور عادية فتلعب لجنة حكماء أفريقيا برئاسة امبيكي الدور الأكبر وايضا المبعوث الأمريكي جريشن وبعثة الامم المتحدة ومساع أوروبية وهي تصب كلها في إطار جمع الشريكين.
وماذا عن التواجد الاسرائيلي في الجنوب وتأثيره علي المصالح المصرية؟
- نحن نسمع مثل الكثيرين عن التواجد الإسرائيلي في الجنوب.. ولكن منذ وجودي في شهر فبراير الماضي لم ألتق بشخص إسرائيلي.. واذا كان هناك تواجد إسرائيلي كبير أو ملومس كان لابد أن نلتقي في أي مناسبة علي الأقل.. وهذا يدخل أيضا في اطار الشائعات.
ومسألة فتح سفارة إسرائيلية في الجنوب قال وزير الاعلام في تصريحات لاحقة لتصريحات رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير قال فيها إن تصريحات الاخير خرجت عن سياقها الصحيح لأنه قال إنهم سيرحبون بأي علاقات دبلوماسية مع أي دولة فكان هناك سؤال لاحق: حتي لو إسرائيل؟ فرد سيلفاكير: حتي لو إسرائيل.. وهذا ليس معناه ترحيبا بالتواجد الإسرائيلي.
لكن تزايد المعونات الدولية للجنوب فسرت بأنها أوراق ضغط علي حكومة الخرطوم قبل الاستفتاء. كيف تري ذلك؟
- نحن نري أن جنوب السودان هو الجزء الذي يحتاج إلي مساعدة فالاوضاع سيئة للغاية، هناك بعض الولايات التي تحتاج إلي كل شيء فلا توجد بنية تحتية وتحتاج إلي تعليم والي مياه وصحة.
هل ذلك الوضع يؤكد ما يقال إن هناك مشكلة ستواجه الجنوب في حالة الانفصال لانه لا يملك مقومات الدولة؟
- هم يعترفون بهذه التحديات بدليل أن مهمتهم الأولي هي تنمية القدرات.. وقمنا بتنظيم أكثر من ورشة عمل في مصر لأن أهم شيء هو تفريخ كوادر قادرة علي تحمل المسئولية ويستعينون في ذلك بجميع الدول الصديقة لهم مثل مصر.
منذ ربع قرن توقف العمل في قناة جونجلي بالجنوب والتي كانت ستوفر لمصر نحو 30 مليار متر مكعب. هل يمكن أن يعود العمل مرة أخري في القناة بعد الاستفتاء. وهل يمكن أن تتأثر أي مشاريع قائمة بأي توترات بعد الاستفتاء؟
- لو أن هناك ارتباكا امنيا ستتوقف جميع المشاريع وليس مشاريع مصر فقط وفي حالة حدوث أي اضطرابات ستجمد كل المشاريع.
وبخصوص قناة جونجلي يتم الآن إعادة دراستها من المسئولين في القاهرة لاجراء بعض التعديلات عليها لتلافي بعض العيوب المناخية وبعدها تقدم للحكومة.. ولكن ربطها بالمساعدات المصرية امر غير وارد.
قال بعض خبراء وزارة الري إن المسار الحالي لقناة جونجلي ليست به عيوب فنية وأن القول بأنه سيتأثر بمتغيرات مناخية، ما هو الا ورقة ضغط من الجنوب علي القاهرة حتي تساعدهم في تقاسم حصة السودان من مياه النيل مع الشمال. كيف تري ذلك؟
- هذه الجوانب الفنية مسئولية الخبراء.. لكن اؤكد أنه لا توجد أي أوراق ضغط والموضوع كله مؤجل لما بعد استفتاء تقرير المصير.
هناك مخاوف من المصريين أن يؤثر استفتاء الجنوب علي حصة مصر من مياه النيل هل دار حوار بين المسئولين في القاهرة وشريكي الحكم بخصوص تلك القضية؟
- هذه القضية داخلية بين الشمال والجنوب وستتم مناقشتها ضمن ترتيبات ما بعد الاستفتاء ومصر لم تطرح حوارا بهذا الشأن لأنه يتعلق بقضية داخلية بين الشريكين ولكن إذا طلب احد مساعدتنا فلن نتأخر.
وجهة النظر المصرية بخصوص هذه القضية؟
- وجهة النظر وفقا لاتفاق السلام يتم تقاسم حصة السودان من مياه النيل بين الشمال والجنوب.
في حالة إذا ما وقع الانفصال هل سيتم التعامل مع الجنوب كدولة مستقلة ضمن دول حوض النيل وستنضم لمبادرة دول الحوض وأن يكون لها صوت في التوقيع علي الاتفاقيات أم سيتعامل مع السودان كدولة واحدة؟
- هذه جوانب مستقبلية.. لكن في حالة الانفصال يمكن ان تكون هناك فيدرالية أو كونفدرالية وهذه الامور ستتحدد علي شكل الدولة الجديدة هل هي دولة مستقلة أم متحدة مع الشمال أم قائم بنظام الفيدرالية.
لماذا لم يحاول الجانب المصري استرداد المعدات الموجودة بقناة جونجلي للحفاظ عليها أو استخدامها في أعمال جديدة؟
- يمكن أصابها بعض العطل ومن ثم يمكن إصلاحها لان فترة توقف العمل شهدت سنوات كثيرة من الحرب ولا اعتقد أن هناك محاولة لتخريب تلك المعدات من أي طرف.. وهذه المعدات ليس سهلا سحبها من ارض المشروع.. فهناك معدات تابعة لوزارة الري في الجنوب اخذت اكثر من عامين لنقلها من مصر.
هناك مفوضية لاعادة تأهيل الجنوبيين الذين حاربوا لسنوات. هل تساهم مصر في هذه اللجنة؟
- قدمنا بعض المعونات مثل عدد من أجهزة الكمبيوتر والطابعات وماكينات التصوير لمساعداتهم علي إدارة بعض مراكزهم.. ورتبنا زيارة لرئيس المفوضية وليم دينج دينج للقاهرة وأجري عدة مباحثات مع السفيرة فاطمة جلال رئيس الصندوق الفني للتعاون مع افريقيا بوزارة الخارجية والسفير محمد مرسي مدير ادارة السودان وقدموا طلبات كثيرة منها مشاريع زراعية وصناعية وتم الاتفاق في البداية علي تقديم عدد من الدوارت التدريبية في مصر وبالنسبة للمشاريع سيتم النظر فيها وفقا للامكانيات المتاحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.