بينما بدأ العد التنازلي لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان بانتهاء فترة تسجيل أسماء الجنوبيين في الاستفتاء المقرر في 9 يناير .. رصدت "روزاليوسف" في جولة بالخرطوم " العاصمة السودانية " وفي مدينة جوبا " عاصمة الجنوب «أجواء» من التوتر والحذر بين الجانبين خوفا من ردود أفعال غير محسوبة في حالة إذا ما انتهي الاستفتاء بالانفصال . وبات مصير السودان ومستقبله بعد حدث 9 يناير الفاصل في تاريخه قضية تفرض نفسها علي كل سوداني بما في ذلك أن هناك تحركات جديدة من أطراف مختلفة مثل الحركات المتمردة في دارفور في طريقها للسير علي نهج الحركة الشعبية في طلب تقرير المصير أيضا .. وتنقل " روزاليوسف " في سلسلة حلقات من العاصمتين الجنوبية والشمالية الواقع علي الأرض وتداعياته بما فيها المصالح المصرية . في زيارة نادرة قد تكون الأخيرة والسودان دولة واحدة أعلن الرئيس السوداني عمر البشير عقب وصوله إلي مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان صباح أمس دعمه الكامل لأهل الجنوب إذا اختاروا الانفصال في استفتاء تقرير المصير المقرر الأحد المقبل فنيًا ولوجستيًا وخبرة وتدريبًا. وبدا في خطاب البشير الذي ألقاه بالقرب من قبر الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق رغبته في تجاوز أي خلافات وعقبات مع الجنوب تمنع استكمال اتفاقية السلام حيث جدد احترامه، وتقديره، لخيار شعب الجنوب في الاستفتاء قائلاً: سنأتي إليكم مرة أخري بعد الاستفتاء لنحيي رغبة المواطن الجنوبي بغض النظر عن النتيجة وحدة أو انفصالاً. ووصف البشير المرحلة التي تمر بها بلاده حاليًا بالمهمة جدًا مؤكدًا قناعته بخيار الوحدة ذلك أن فيه مصلحة كبيرة للطرفين وقوة وأمنًا وتطورًا لكل أهل السودان، لافتًا إلي حجم الروابط والتداخل والمصالح الموجودة بين الشمال والجنوب التي تستدعي الوحدة والتعاون والسلام حتي في حال قيام دولتين. ودعا الرئيس السوداني الجنوبيين في الشمال والجنوب وبلاد المهجر إلي الذهاب لصناديق الاقتراع والتصويت في الاستفتاء دون أي عوائق أو ضغوط أو إغراءات، داعيًا لتجنب الفتن بالسودان، موجهًا الشكر لجميع الدول التي ساندت السودان وساعدته في مرحلة السلام بين الشمال والجنوب. استقبال تاريخي وفي كلمة له أعرب رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ميارديت عن ترحيبه بالرئيس البشير في جوبا، مؤكدًا من حق الأخير زيارة الجنوب في أي وقت حتي إذا قرر الجنوبيون الانفصال. وشهدت جوبا مباحثات مهمة بين البشير وسيلفا كير لمتابعة تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل والاطمئنان علي ترتيبات الاستفتاء لتمكين الجنوبيين المسجلين من الإدلاء بأصواتهم، فضلاً عن مناقشة جملة قضايا من شأنها تعزيز علاقات الشمال والجنوب. ومع وصول البشير لمطار جوبا احتشد مئات الجنوبيين يتقدمهم سلفا كير وعدد من قيادات الجنوب لاستقبال الرئيس السوداني في مشهد تاريخي نادر قبل الاستفتاء. وقال وزير الإعلام بحكومة الجنوب برنابا بنجامين قبل الزيارة إنهم سيخصصون استقبالاً حارًا، ذلك أن الكثير قدر تصريحات البشير التصالحية الأخيرة التي تعهد فيها بالمساعدة لبناء دولة آمنة ومستقرة في الجنوب وأنه لن يعترض علي قرار الإخوة الجنوبيين. وبينما انتشرت قوات أمنية كبيرة في جوبا قبل وصول الرئيس السوداني رفعت منظمات مدنية لافتات كتب عليها نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان. شبهات التزوير ومن ناحية أخري نفت مفوضية استفتاء جنوب السودان كل ما يشاع عن شبهات تزوير ببطاقات الاقتراع للاستفتاء، ووصفت ما يشاع في هذا الشأن بأنه محض افتراء وحديث غير صحيح. وأوضحت الناطقة الرسمية باسم المفوضية د.سعاد إبراهيم عيسي أن بطاقة الاقتراع تم تصميمها بصورة يستحيل معها التزوير، ودعت الشارع السوداني إلي ألا يلتفت إلي مثل هذه الشائعات ويطمئن بأن عملية الاستفتاء لن تشوبها أي شوائب تنال من المواطن. وأكدت عيسي اكتمال جميع الإجراءات لبدء عمليات الاقتراع بمراكز التسجيل ابتداء من يوم الأحد المقبل، وحتي منتصف الشهر الجاري، مشيرة إلي أن جميع لقاءات المفوضية مع الجهات ذات الصلة بجانب التأمين تؤكد أن عمليات الاقتراع ستتم بصورة مؤمنة للغاية من قبل القوات النظامية، وأن إجراءات الشكاوي والطعون مستمرة عقب فترة الاقتراع وقد تم الإعداد لها بصورة جيدة عبر لجان القضاة. وقال رئيس مكتب الاستفتاء في الجنوب ونائب الأمين العام لمفوضية الاستفتاء القاضي شان ريتش إن عدد المسجلين للمشاركة بلغ نحو أربعة ملايين شخص. مراقبة عربية وأكد رئيس بعثة الجامعة العربية في السودان السفير صلاح حليمة أن مهمة وفد الجامعة الذي وصل إلي الخرطوم تنحصر في مراقبة عملية الاستفتاء، مشيرًا إلي أن الجامعة العربية راعت أن يكون عدد مراقبيها كبيرًا لتؤكد اهتمامها بعملية الاستفتاء وبقضايا السودان الأخري وضمان إجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف. وأضاف: إن كل الشواهد ترجح انفصال الجنوب السوداني، مشيرًا في الوقت نفسه إلي أنه رغم هذه الشواهد فإن موقف الجامعة العربية واضح من دعم شمال وجنوب السودان في عمليات التنمية والمساهمة في حل القضايا الخلافية بين شريكي الحكم في السودان.