عرض: أمنية الصناديلي أعدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية قائمة بأفضل الكتب الأجنبية الصادرة هذا العام بخصوص الشرق الأوسط وقضاياه وضمت القائمة 4 كتب "سيد قطب وأصول الإسلام الراديكالي" و "العلاقات الدولية للخليج العربي" و "التداعيات" و"حرب خفية". والكتاب الأول هو " Sayyid Qutb and the Origins of Radical Islamism" أو "سيد قطب وأصول الإسلام الراديكالي" لمؤلفه جون كالفرت والصادر في أغسطس عن مطبعة جامعة كولومبيا ويتناول الكتاب سيرة قطب الذاتية باعتباره أحد أبرز المفكرين الإسلاميين وأكثرهم تأثيرا في القرن الماضي ويعتبر كالفرت قطب أحد الشخصيات المحورية في تطور الحركات الإسلامية الراديكالية مثل تنظيم القاعدة كما يعتبره سببًا جوهريا في تحول بعض الإسلاميين للعنف. وتعتبر المجلة كتاب كالفرت واحدا من أهم وأخطر السير الذاتية المكتوبة بالإنجليزية عن قطب خاصة أن مؤلفه قد بذل جهدا واضحا في محاولة لوضع شخصية قطب في سياقها التاريخي علي اعتبار أنه ،أي قطب، عاصر واحدة من أكثر الفترات اضطرابا علي المستويين الفكري والسياسي في الشرق الأوسط. ويرصد الكتاب تطور تفكير قطب وتحوله من ناقد أدبي إلي إسلامي ثم يفصل بدقة تأثير البيئة السياسية علي قطب ، كذلك يحوي الكتاب تفاصيل رائعة عن حقيقة ما حدث أثناء زيارته الشهيرة للولايات المتحدة وعلاقته الهشة بجماعة الإخوان المسلمين التي انضم إليها مؤخرا ثم يوضح كيف استطاع قطب أن يصبح بذلك التأثير علي الإسلاميين الموجودين خارج مصر. ويقول كالفرت أن قطب يعد شخصية خلافية بين الإخوان المسلمين بسبب فكره المركب إلا أنه يرفض تماما الخلط بين أيديولوجية قطب وأيديولوجية فكر أسامة بن لادن لأنه يري أن قطب لم يكن ليخرج الصراع للغرب وأنه عارض من قبل فكرة قتل الأبرياء ولكن تشابه المصطلحات أدي للخلط في الفكر عند الغرب، فقد دعا قطب لمحاربة "الجاهلية" والتي تحمل مفهومًا آخر لديه ولم يدع لمحاربة الغرب أو قتل الأبرياء كما لم يدع لأي مما تفعله الجماعات الجهادية حاليا تحت اسمه. والكتاب الثاني يحمل عنوان "The International Relations of the Persian Gulf" أو "العلاقات الدولية للخليج العربي" لمؤلفه إف جريجوري جوس أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرمونت والكتاب يحوي دراسة تحليلية شاملة عن السياسة الدولية في الخليج العربي علي مدي العقود الأربعة الماضية بداية من الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج ومرورا بثورة النفط والثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية ثم حرب الخليج 1990-1991 وحتي الإطاحة بصدام حسين بعد الغزو الأمريكي للعراق. كذلك يشرح الكتاب بعض الأسباب المقنعة وراء القرار العراقي بغزو إيران والكويت علي ضوء المنافسة ثلاثية الأقطاب بين السعودية والعراق وإيران علي السيادة الإقليمية، وتشكيل مجلس التعاون الخليجي وكذلك الدور الأمريكي المتغير في تلك المنطقة الساخنة من الشرق الأوسط. والكتاب الثالث هو "Aftermath." أو "التداعيات" للصحفية الأمريكية نير روزن والتي تتحدث فيه عن تداعيات الحرب الأمريكية الدامية في العالم الإسلامي ويعد ذلك الكتاب واحدا من أجرأ الكتب التي تناولت التداعيات الكبري لغزو العراق علي منطقة الشرق الأوسط بأسرها بداية من لبنان ومرورا بالأردن وأفغانستان، وتغوص روزن في تجربة الحرب من منظور العراقيين والعرب وليس من المنظور الأمريكي العسكري كما هو معتاد، ولعل أبرز جزئية في الكتاب هي تلك التي تتناول فكرة تصاعد التيار السلفي في لبنان واختلال موازين القوي ونمو الحركات الجهادية وهو ما يجعل الكاتبة تصف الغزو الأمريكي للعراق بالغزو "الكارثي". أما الكتاب الرابع فهو "Invisible War" أو "حرب خفية" لمؤلفته جوي جوردون وفيه تتناول المؤلفة ذلك الأثر العميق الذي خلفته العقوبات الأمريكية علي العراق وتقول جوردون أن العالم نسي تلك العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة علي العراق إلا أن أثرها المستمر يحتاج لاهتمام دولي واسع فالعواقب الإنسانية كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معني ولمن لا يعرف، تقول جوردون، أن عدد الأطفال ممن هم تحت سن الخامسة والذين ماتوا نتيجة العقوبات السياسية والاقتصادية التي تم فرضها علي العراق علي مدي عقد كامل يتراوح بين 670.000 و880.000 طفل فقد شلت العقوبات كل الإمكانيات لإصلاح البنية التحتية وإنتاج الكهرباء والزراعة ومعالجة المياه والنقل والرعاية الصحية والتعليم وبالتالي فإن الخسائر الإنسانية أكبر من أي مكسب سياسي هذا إذا افترض أحد وجود أي مكسب من غزو العراق "المروع" علي حد وصفها.