أصطف العشرات من أهالي قرية بوفمبو التي تبعد عن العاصمة الأوغندية كمبالا بأكثر من 200كم حول معدات المشروع المصري الأوغندي لتطوير وتطهير شواطئ القري الواقعة علي ضفاف البحيرات الاستوائية، احتفالا ببدء أعمال شق طريق لقريتهم المحاصرة بالحشائش لتمكينهم من الوصول للبحيرة لاصطياد الأسماك والحصول علي طعام بديل للذرة وأوراق الشجر التي يعيشون عليها وابناؤهم، حتي أنهم كانوا يطاردون النمل الأبيض ليأكلوه في ظل نقص الطعام. وشارك عدد من أبناء القرية العمالة الأوغندية التي تستأجرها شركة مساهمة البحيرة المنفذة للمشروع في انزال الأطنان من الأتربة وتسويتها، أملا في الاسراع بأعمال شق الطريق الذي يزيد طوله علي 3 كم ويتخلل مساره حشائش نيلية متنوعة وأشجار نبات البردي، فيما كانت في استقبال فريق بعثة الري المصري عمدة القرية وعدد من أبناء كبار عائلاتها يطلبون سرعة انقاذهم وإعادة الحياة لهم بتمكينهم من الخروج مرة أخري لبحيرة فيكتوريا وصيد الأسماك حتي لا يموت الأطفال جوعا. وقال المهندس عمر واددا المشرف علي المشروع المصري من وزارة الزراعة والأسماك الأوغندية أن الدعم المصري لتطهير شواطئ القري من الحشائش وفتح مراس نهرية جديدة سيساهم في جعل هذه القري أكبر مركز لتسويق الأسماك في أفريقيا وسيعمل علي ازدهار حركة تجارة الأسماك وتشجيع الاستثمار في هذه الصناعة بأوغندا الغنية بأسماك بحيراتها، وذلك فضلا عن اعادة الحياة لأهالي هذه القري التي بات أطفالها يعانون من قلة الطعام. وطالب المسئول الأوغندي الحكومة المصرية الاستمرار في هذا المشروع المميز الذي يساهم فعليا في مساندة المواطن الأوغندي البسيط ويعد مساعدة حقيقية من الأشقاء في مصر لشعب أوغندا.. وكشف أن الجانب المصري هو الوحيد الذي يقبل بالدخول الي هذه المناطق الأوغندية النائية لانقاذ مواطنيها حتي أن الصينيين طلبوا من الحكومة الأوغندية شق طرق لهذه القري التي لا طرق لها أولا لتمكينهم من المشاركة في وضع برامج انقاذ لها.. بينما الجانب المصري لا يضع لنا أي اشتراطات حتي أنه يتحمل عبء شق الطرق لهذه القري لادخال معداته ودخول الغابات الشجرية الكثيفة لانقاذ الأوغنديين ايا ما كان موقعهم وخطورة الوصول إليه. وأوضح المهندس جمال شاكر رئيس بعثة الري المصري بأوغندا أنه تم الانتهاء من تطوير 15 قرية وتطهير شواطئها وعمل تدعيم جسورها وإنشاء أرصفة نهرية. وأوضح المهندس رمضان عياد رئيس شركة مساهمة البحيرة المنفذة للمشروع أنه يعمل كذلك علي المساعدة في تحسين نوعية المياه وإنشاء طرق فرعية لربط هذه القري بالطريق الرئيسي مما كان له مردود سريع علي المواطن، لافتا إلي استكمال مثل هذه الأعمال في القري المجاورة التي تعاني نفس المشكلة وهي بوياجا ومبيجي فضلا عن كاييندي مشيرا إلي أنه يجري انشاء العديد من سدود حصاد الأمطار بجميع القري التي يدخلها المشروع المصري لتوفير مياه الشرب النظيفة للمناطق المحرومة.