في الوقت الذي بعثت فيه الجهات الحكومية المختلفة ومعاهد الأبحاث الأوغندية عدداً من خطابات الشكر لبعثة الري المصرية بأوغندا وشركة مساهمة البحيرة المنفذة لخطة الإنقاذ العاجلة لبحيرات منابع النيل الاستوائية التي كانت مهددة بالانسداد الكامل بالحشائش وإغراق مئات القري. فاجأ الحمالون بشواطئ القري التي تم انقاذها الجميع بتقديم شكوي جماعية لنقابة الحمالين الأوغندية ضد بعثة الري والشركة المنفذة. وجاء في الشكوي الموقعة من مئات الحمالين أن المشروع المصري لتطوير شواطئ وأعمال التدبيش والتبليط لشواطئ جابا والتي تستكمل حاليا بشاطيء ماسيسي ببلدة جينجا، وستمتد لعدد من الشواطئ الأخري جعلت المواطنين والصيادين لا يحتاجون الي من يحملهم من القوارب حتي الشواطئ مما يقضي علي مهنتهم ويقطع أرزاقهم وهم اعداد غفيرة. وقال المهندس رمضان عياد رئيس شركة مساهمة البحيرة إن المشروع المصري نجح في انقاذ القري الموجودة علي ضفاف بحيرتي كيوجا وكوانيا من الغرق وانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة تحرك كميات هائلة من جزر الحشائش المائية العائمة مع زيادة التصرفات المائية من بحيرة فيكتوريا والتي تسببت في انسداد مخرج بحيرة كيوجا لمسافة تقدر ب18 كم وارتفاع منسوب المياه في البحيرة وبالتالي غرق العديد من القري. ولفت عياد إلي أنه نظرا لما يتمتع به المشروع من سمعة طيبة لدي المجتمع وثقة الحكومة الأوغندية لما لمسوه من جدية ونتائج ايجابية انعكست مباشرة علي المواطن فقد امتدت انشطة المشروع إلي مجالات أخري داخل أوغندا شملت تطهير عدد من سدود الاعاقة لتخزين مياه الأمطار. وأوضح المهندس جمال شاكر رئيس بعثة الري المصرية أن المشروع كان هدفه في البداية وضع حل لمشكلة انسداد البحيرات العظمي بالحشائش، وبناء علي طلب الحكومة الأوغندية امتدت أعمال المنحة المصرية لتشمل تدعيم جسور 15 قرية بالدبش وتقويتها بالتربة الزلطية لإنشاء الأرصفة النهرية مما ساهم في ازدياد الحركة التجارية والاقتصادية وتحسين نوعية المياه وانشاء طرق فرعية وربط هذه القري لأول مرة بالطريق الرئيسي مما كان له مردود سريع علي المواطن الاوغندي البسيط. وتجري حاليا أعمال التشطيبات النهائية لتطوير أحد أهم الشواطئ الأوغندية بقرية ماسيسي، ومن موقع المشروع بمحافظة جينجا التقينا محمد كشك مهندس الموقع الذي قال إنه تمت ازالة آلاف الاطنان من الحشائش المائية، وتمت أعمال التسوية والتدبيش وجار رصف المنطقة لتحويلها الي رصيف نهري متطور بما يخدم مئات الصيادين نظرا لأن قرية ماسيسي تعد أهم مناطق تجارة الأسماك بمحافظة جينجا وهي المدينة الثانية بعد العاصمة كمبالا. فيما تخوف كشك وزميله بالموقع المهندس عمرو فوزي من عودة احتلال أعداد كبيرة من طائر الكالولي كبير الحجم، الذي يتغذي علي فضلات الأسماك للموقع بالكامل.. نتيجة اصرار عدد من أصحاب مهنة تمليح وتجفيف بقايا مصانع تعليب الأسماك علي البقاء بالموقع رغم عدم اكتمال أعماله لممارسة مهنتهم حيث يضعون تلالاً من مخلفات مصانع الأسماك التي تتضمن رءوس وجلد وذيل السمك فقط، ويتم نشرها لتجف في الشمس مع تمليحها، وهي وجبة محبوبة جدا للأوغنديين وعدد من الدول المجاورة وهي شبيهة بالفسيخ المصري.