تظاهر الآلاف من الناشطين اليساريين والمزارعين المكسيكيين أمس في شوارع منتجع كانكون للاحتجاج علي اتفاق بشأن المناخ يتفاوض عليه هناك ممثلو أكثر من 190 دولة. وقرع المتظاهرون الطبول ورددوا هتافات للمطالبة بخفض الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض. وقال بعض الناشطين "نطالب أمريكا واليابان والصين ودول مجموعة الثماني بالاهتمام بمطالبنا بضرورة خفض تلك الغازات بنسبة 50%". وذكر الناشطون أن هناك أكثر من 30 مظاهرة مماثلة يجري تنظيمها في أمريكا الشمالية. ومن جانبها، أشارت الشرطة المكسيكية الي أن نحو ستة آلاف شرطي سيشاركون في دوريات في الشوارع لمواجهة أي تطورات. وترددت أنباء عن أن الناشطين يقولون إنهم يعارضون أي شكل من أشكال العنف. وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قد وجه نداءً عاجلا إلي وزراء البيئة بحكومات دول العالم لاتخاذ خطوات جادة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري لدي افتتاحه جولة رفيعة المستوي من قمة الأممالمتحدة حول المناخ أمس الأول. وقال كي مون في كلمته الافتتاحية في منتجع كانكون المكسيكي "كلما تأخرنا أكثر، زاد ما ندفعه من ثمن، اقتصاديا وبيئيا ومن أرواح بشرية". وتحدث كي مون أمام وزراء البيئة من أكثر من 190 دولة وصلوا إلي كانكون، بهدف التوصل بحلول مساء الجمعة القادمة إلي اتفاق عالمي يمكن أن يساعد في الحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ومساعدة البلدان في مواجهة العواقب المتزايدة لتغير المناخ. وقال كي مون : "منذ عام ، عندما التقينا في كوبنهاجن كانت التوقعات مرتفعة.. ربما مرتفعة جدا.. هنا في كانكون، علينا أن نتحرك قدما". وتأمل الحكومات في استثمار بعض الزخم الإيجابي الذي توصل إليه مفاوضو دول العالم الذين عقدوا اجتماعات في المدينة منذ 29 نوفمبر الماضي. ولكن لا يزال هناك الكثير من العقبات أمام أي اتفاق. وتتضمن الخلافات الأساسية مدي إمكانية توسيع نطاق بروتوكول كيوتو، وهو اتفاقية للحد من الانبعاثات الغازية في الدولة الصناعية، وأيضا شكل أي إطار عالمي يجب أن تتخذه معالجة التغير المناخي. وفي حين أن الكثير من التفاصيل الفنية للتوصل لاتفاق تيتم صياغتها، لا يزال هناك الكثير من نقاط الخلاف. ولم يقل نوربيرت روتجن وزير البيئة الألماني ما إذا كان هناك اتفاق محتمل، ولكنه قال إنه يعتقد أن هناك "مناخا مختلفا بشكل واضح هنا عن كوبنهاجن". وقد طالبت الدول النامية بإحراز تقدم في توسيع نطاق بروتوكول كيوتو الذي ينتهي العمل به عام 2012 ، لكن اليابان التي استضافت مباحثات بروتوكول كيوتو عام 1997 تقود كتلة من الدول التي ترفض تأييد أي اتفاقية جديدة دون مشاركة أمريكا والصين، أكبر دولتين في العالم يصدر عنهما انبعاثات غازية. وبينما لا يوجد أمل في التوصل إلي معاهدة عالمية جديدة ، فإن الخطوط العريضة للاتفاق يمكن أن تشهد إنشاء صندوق أخضر لتقديم المساعدات إلي الفقراء من أجل مكافحة تغير المناخ إلي جانب وضع آليات جديدة للحد من إزالة الغابات وتحسين التعاون في مجال التكنولوجيا.. من جانبه حذر تود ستيرن المبعوث الامريكي الخاص بالمناخ أمس الأول من إحراز تقدم ضئيل في دفع الدول النامية للسماح بمزيد من المراجعة لاجراءاتها المتعلقة بالحد من تغير المناخ وهو مطلب أمريكي رئيسي في قمة الاممالمتحدة للمناخ التي تعقد في المكسيك. وقال المبعوث الامريكي إنه لم يرق له تعهد الصين بالالتزام بأهداف ملزمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري. وكان شي تشينهوا المبعوث الصيني لدي القمة قد قال أمس الاول الاثنين إن القوة الآسيوية مستعدة للتوقيع علي اتفاق ملزم للامم المتحدة يتضمن حدودا اختيارية لانبعاثاتها لكن فقط إذا ما قدمت الولاياتالمتحدة التزاما أقوي وملزما قانونيا لحل مشكلة انبعاثاتها.