من يظن أنه لا يعرف أي شيء عن تاريخ سويسرا يجب أن يتريث قليلا.. إذا كنت من نفس جيلي ربما تذكر حلقات «وليم تل» في أول تليفزيون «أبيض وأسود» دخل مصر. كانت حلقات صناعة هوليوود في أمريكا للتسلية عن طريق قصص المغامرات التاريخية كانت سويسرا إحدي المحميات النمسوية وكانت الامبراطورية النمسوية في هذا الزمان الغابر تسيطر علي عدد كبير من دول شرق أوروبا مثل تشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا وبولندا إلي جانب سيطرتها علي عدد من دول غرب أوروبا وأهمها أجزاء من إيطاليا بالإضافة إلي ما يعرف باسم الاتحاد السويسري. اسم سويسرا بأغلب اللغات هو قريب جدا من الاسم بالعربية أي سويسرا أما بالألمانية فتسمي «شوتس» أما السويسريون فيسمون اتحادهم «هلفتسيا». سويسرا بها علي الأقل أربع لغات ثلاث منها رسمية.. اللغة الشائعة هي الألمانية وهي اللغة الرسمية في القطاع الألماني وأكبر مدنه هي «زيورخ» يلي ذلك اللغة الفرنسية في القطاع الفرنسي وربما كانت أكبر مدنه هي «جينيف» يلي ذلك أصغر قطاع وهو القطاع الذي يتكلم اللغة الإيطالية وأكبر مدنه هو «لوجانو» وأخيرا هناك في الجبال لغة منحدرة من اللغة اللاتينية وتسمي «رتورومانك» وعدد صغير من اللغات المشابهة وضعها لا يختلف كثيرا عن اللغة المستخدمة في «تيرول» وهي تسمي «لادينش». - وليم تل شخصية تاريخية لا أحد يعرف بكل تأكيد لو كانت حقيقة أم من نسج الخيال الناتج عن القهر بسبب الاستعمار النسماوي. وضع وليم تل يشبه كثيرا وضع «أبوزيد الهلالي» في الفولكلور الشعبي المصري، ولكن هناك اختلافاً حيث إن الشاعر الألماني الرومانتيكي الأكبر إلي جانب «غوته» وهو «فريدرك شلر» خلد شخصية وليم تل عندما كتب قصته كمثال للحرية ونور الاستقلال الذي كان كل مثقفي أوروبا تواقين إليه في عصر الثورة الفرنسية والآمال الكاذبة التي أحيتها في قلوب كل الأوروبيين ويحكي أن «بيتهوفن» الذي كان يعقد الآمال علي بطله نابليون بونابرت بكي أشد البكاء حين علم أن نابليون توج نفسه امبراطورا علي فرنسا، وندم بيتهوفن علي أنه أهدي إليه سيمفونية كاملة شهيرة باسم «هوروئكا» أي البطولة. ونكمل غدا