لا يمكن قراءة قمة آلاسكا التي جمعت رئيسي أمريكاوروسيا مؤخرا دون الرجوع لعدة مشاهد قد تساعد فى تحليل أسباب عدم الإعلان عن مخرجات محددة. القمة فى صورتها التى تناقلتها عدسات الإعلام بدت فى مجملها وقبل انطلاقها في مصلحة روسيا، بداية من شعار الاتحاد السوفيتي الذى كان على سترة وزير الخارجية الروسي، ومرورا بقيام جنود أمريكان بفرش السجادة الحمراء لطائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانتهاء بالمؤتمر الصحفى المشترك الذي كان فى مصلحة الرئيس الروسي أيضا.. لتتكون صورة ذهنية بأن هناك اعترافا واضحا من الولاياتالمتحدةالأمريكية بأهمية روسيا كلاعب محوري على الساحة العالمية.. وهى بالنسبة للروس تمثل عودة للمسرح العالمى من بوابة عدوتها اللدود أمريكا. ولمحاولة الفهم علينا العودة بالصورة قليلا إلى مشهد سبقها بأيام في البيت الأبيض، عندما تم الإعلان عن اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان، وما أسفر عن مخرجات هذا الاتفاق من مشروع «طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي»، والذى يعد بمثابة مكسب جيوسياسي أمريكي بالتواجد بقوة فى منطقة جنوب القوقاز.. فيما فسره البعض تراجعا للنفوذ الروسى فى هذه المنطقة بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا، وتهديدا أمريكيا واضحا لمصالح كل من روسيا والصين وإيران فى الإقليم.. سبقها أيضا عدم تدخل روسيا بشكل واضح لدعم حليفتها إيران فى حربها مع إسرائيل، أو إبداء رد فعل قوى على الضربات الأمريكية ضد إيران. بسبب هذه المعطيات يمكن قراءة قمة آلاسكا على أنها «صفقة» بين عدوين لدودين لترتيبات أبعد سيشهدها المسرح العالمى خلال الفترة المقبلة.. خاصة أن لعبة السياسة لا تعرف الصدف، ولا تحمل المفاجآت، ولا تعترف بالهدايا المجانية.