في بلد بحجم مصر التي تملك تراثا فنيا لا يضاهى، وتاريخها العريق، لا يعقل أن تتحول مهرجاناتنا الصيفية إلى نسخ مكررة بالمسطرة، ودار الأوبرا المصرية – بكل ما تملك من مكانة – تقيم مهرجان الموسيقى والغناء في الإسكندرية، ثم تعود لتقدم مهرجان القلعة في دورته ال33 بنفس المطربين، نفس الفرق، وكأننا لا نملك في مصر إلا عشرة فنانين فقط! الأمر لم يعد «تشابها» بل تحول إلى كوبي-بست كامل. أين الرؤية؟ أين التنوع؟ أين الجرأة فى تقديم أسماء جديدة أو دمج ألوان موسيقية مختلفة؟ إذا كان الرد «مفيش فلوس»، فأين إدارة التسويق؟ أين خطط جذب رعاة أو شراكات لتغطية النفقات؟ أم إن دار الأوبرا قررت الاكتفاء بلعب دور «مقيم حفلات» بدل أن تكون صانعة مشهد ثقافي متطور؟ الحقيقة المؤلمة أن دار الأوبرا، فى ملف المهرجانات، تسير بعقلية الموظف الذى يملأ جدولا، لا بعقلية المبدع الذى يصنع حدثا. النتيجة: فلوس تصرف بلا رؤية، واحتفالات بلا روح، وجمهور يشعر أن ما يراه اليوم شاهده بالأمس. خلاصة القول دار الأوبرا لا تقيم مهرجانين بل تكرر خطة واحدة على مساحتين مختلفتين. والنتيجة؟ إهدار فى المال، تكرار فى الفنانين، واحتفالات بلا روح. الجمهور أصبح يرى الحفلات عنوانا مزدوجا بلا مضمون جديد، وحان وقت مساءلة حقيقية فى أين الرؤية؟ وأين المساءلة؟ وفشل المهرجانان لعدم وجود رئيس بيت فنى ولا نعلم ما سر خوف رئيس دار الأوبرا من وجود رئيس بيت فني وهو المنوط به وضع برامج المهرجانات.