افتتح شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، صباح اليوم السبت، مقبرة الملك أمنحتب الثالث بوادي الملوك بمحافظة الأقصر، بعد الانتهاء من مشروع ترميمها الضخم الذي استمر نحو عشرين عامًا. شهد مراسم الافتتاح، الدكتور هشام أحمد أبو زيد، نائب محافظ الأقصر، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى جانب عدد من قيادات الوزارة، وممثلي منظمة اليونسكو، وأعضاء البعثة اليابانية التي شاركت في أعمال الترميم، فضلاً عن ممثلين للبعثات الأثرية العاملة في الأقصر. اقرأ أيضًا| وزير السياحة والآثار يتفقد مشروع ترميم وتطوير معبد إسنا وقال شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، إن الأجيال المتنوعة من الفرق التي شاركت في أعمال الترميم منذ يومه الأول في 2003، بذلت جهود كبيرة في سبيل خروج المشروع إلى النور اليوم، موجها الشكر لمنظمة اليونسكو والحكومة اليابانية على التعاون الكبير مع مصر في تطوير المواقع الأثرية. وانطلق مشروع ترميم وتطوير مقبرة أمنحتب الثالث عام 2004 واستمر حتى عام 2024، على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى (2004 – 2010)، والمرحلة الثانية (2010 – 2017)، والمرحلة الثالثة (2023 – 2024). وتم تنفيذ المشروع بدعم من الحكومة اليابانية وبالتعاون مع منظمة اليونسكو، حيث شملت أعمال الترميم معالجة النقوش الجدارية المتضررة، وتدعيم الجدران والسقوف، وتحسين نظام الإضاءة والتهوية داخل المقبرة بما يضمن الحفاظ على الرسوم الأصلية من الرطوبة والتلف. وتعد مقبرة الملك أمنحتب الثالث – أحد أعظم ملوك الأسرة الثامنة عشرة في الدولة الحديثة – من أضخم المقابر الملكية في وادي الملوك، إذ تعكس المكانة الرفيعة التي كان يتمتع بها الملك الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. يُذكر أن أمنحتب الثالث هو والد الملك أخناتون، وشهد عهده ازدهارًا غير مسبوق في الفنون والعمارة والعلاقات الدبلوماسية، حيث تُعرف فترة حكمه بالعصر الذهبي لمصر القديمة. وتتميز المقبرة بزخارفها الفريدة التي تصور الملك في مشاهد مع الآلهة، وتضم نصوصًا من كتاب النهار وكتاب الليل، إلى جانب مناظر طقسية نادرة توثق مراحل رحلة الملك إلى العالم الآخر. كما تضم المقبرة عددًا من التماثيل الضخمة والمناظر الملونة التي تُعد من أجمل ما خلفته الحضارة المصرية القديمة. ويتوقع أن يمثل افتتاح المقبرة إضافة جديدة لمسار السياحة الثقافية بالأقصر، لا سيما مع اكتمال أعمال الترميم وفق أعلى المعايير الدولية، التي تعيد للمكان رونقه الأصلي بعد قرون من التدهور والتلف.