شهد القطاع الصحي المصري إنجازًا طبيًا لافتًا، مع إعلان هيئة الرعاية الصحية عن نجاح إجراء واحدة من أدق جراحات القلب المفتوح داخل مستشفى النصر التخصصي بمحافظة بورسعيد. يعكس هذا النجاح ملامح التحول الكبير الذي تشهده منظومة الرعاية الصحية في مصر، حيث بات الاعتماد على التكنولوجيا الطبية الحديثة جزءًا أصيلًا من بنية النظام الصحي الجديد. اقرأ ايضا مصر تعرب عن تقديرها لبيان حماس ردًا على خطة الرئيس ترامب ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد أن بورسعيد، التي كانت أولى المحافظات تطبيقًا لمشروع التأمين الصحي الشامل، لا تزال تتصدر مشهد التطوير الطبي، وتمثل نموذجًا فعليًا لتكامل الجهود بين الدولة والكوادر الطبية والتقنيات العالمية. تفاصيل الإنجاز: رؤية متكاملة ومنظومة شاملة خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «هذا الصباح» على قناة إكسترا نيوز، أوضح الدكتور أحمد حسن، مدير عام فرع هيئة الرعاية الصحية ببورسعيد، أن مستشفى النصر التخصصي يعد من الركائز الاستراتيجية في منظومة الهيئة، إذ كان أول مستشفى يستقبل خطوات الإصلاح الصحي الشامل منذ انطلاق المشروع من بورسعيد. وأكد الدكتور حسن، أن هذا الإنجاز يعكس رؤية الدولة المصرية في تطوير البنية الصحية، بفضل دعم القيادة السياسية واهتمامها بملف الصحة باعتباره أحد أعمدة التنمية الوطنية. التكنولوجيا الحديثة.. قلب ينبض بالابتكار وأشار الدكتور أحمد حسن، إلى أن العملية التي تم إجراؤها تصنف ضمن جراحات القلب المفتوح الدقيقة، لافتًا إلى أن التكنولوجيا الطبية المتطورة كانت العامل الحاسم في نجاحها. وأوضح أن دمج التقنيات الرقمية والأنظمة الذكية داخل غرف العمليات أصبح واقعًا في مصر، بعد أن كان حكرًا على المستشفيات الكبرى في الخارج. وأضاف أن هذه القفزة جاءت نتيجة منهجية واضحة تتبناها الدولة لإدماج التكنولوجيا الصحية الحديثة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، بما يضمن رفع كفاءة الخدمات وتوطين الخبرات العالمية داخل المستشفيات المصرية. نتائج طبية وطنية وأبعاد إنسانية إن نجاح مثل هذه الجراحات الدقيقة داخل مستشفيات الرعاية الصحية العامة يُمثل نقطة تحول في تاريخ الطب المصري، حيث لم يعد المريض المصري بحاجة إلى السفر للعلاج في الخارج أو تحمل تكاليف باهظة في القطاع الخاص. هذا التطور يرسخ مبدأ العدالة الصحية ويجعل العلاج المتطور حقًا متاحًا لجميع المواطنين، في إطار رؤية مصر لتحقيق رعاية صحية متكاملة ومستدامة. وفي سياق وطني موازٍ، تزامن هذا الإنجاز مع احتفالات مصر بالذكرى ال52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، حيث وجّه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، التهاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع، مؤكدًا أن القوات المسلحة تظل درع الوطن وسنده، تمامًا كما تُعد المنظومة الصحية اليوم درعًا للحياة.