في عام 2007 خرج إلي النور كتاب قيم عن مشروع مراقب.. تضمن أهم 25 قصة صحفية منعت من النشر في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وهي لم تكن قصصًا فحسب، بل كانت خبطات إعلامية مدوية، منها علي ما أذكر تزويد إدارة بوش لإيران بالتقنية النووية عن طريق شركة «ديك تشيني» نائب الرئيس الأمريكي السابق، وتفاصيل عن فرع الشركة في طهران وملامحه المطموسة التي تخفي هويته، وبعد قراءة الكتاب تتوصل إلي أن حرية التعبير -مهما بلغت في الولاياتالمتحدة- تظل محكومة بقيود ولا شيء هناك ينشر عبثًا، ومن هذا المدخل يكون الحديث عن الوثائق العسكرية الأمريكية التي كشفها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني المختص بتسريب الوثائق العسكرية -لاحظ نوعية الاختصاص- وبموجب هذه الوثائق، أصبح رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الأضحية الأمريكية في العراق، وإن تم ذبحه سياسيا وعراقيا وعربيا قبل عيد الأضحي بثلاثة أسابيع، فالمالكي الذي كان يوما محميا بغطاء الاحتلال الأمريكي وتصدي بيده لحذاء منتظر الزيدي الشهير قبل أن يلاقي هدفه في جبين المجرم بوش، فضحت الوثائق انحيازه الطائفي وكشفت عن جرائمه في حق سنة العراق وأنه رجل ميليشيات وليس رجل دولة يسعي للتصفية العرقية قبل إعادة بناء دولة عربية عظيمة بحجم وقيمة العراق.. ومفاد الرسالة الأمريكية- بغض النظر عن تصريحات وزيرة الخارجية كلينتون الغاضبة من جراء عملية التسريب- أن دور المالكي انتهي وأصبح «كارت» سياسيا محروقا في اللعب الأمريكي داخل العراق والدرس ليس للمالكي وحده أو للعراق وحده.. وإنما من المؤكد أن شلة أمريكا في المنطقة والذين يطلق عليهم من باب التجميل أصدقاء أو حلفاء أمريكا زادت ضربات قلوبهم قلقا وفزعا من فضيحة المالكي.. فربما تكشف يوما وثائق أمريكية تفضحهم وتكشف تلاعبهم وخيانتهم لأوطناهم تحت مسمي دعم الديمقراطية أو حماية حقوق الإنسان أو دعاة الشرق الأوسط الجديد، كل من تغطي بأمريكا يوما واحتمي تحت مظلة فوضويتها الخلاقة يحوم حوله الخطرالان.