في اليوم التالي لزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للبنان وبعد يوم إيراني في بيروت حفل بالاستقبالات الشعبية والرسمية بدأ نجاد يومه بالحصول علي الدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية خلال إحتفال ألقي أثناءه نجاد كلمة ركز فيها علي أهمية العلم وعقب ذلك عقد نجاد جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالقصر الحكومي ببيروت وتبعها بمأدبة غداء أقامها الحريري وحضرها الرئيس اللبناني ميشيل سليمان وبعد ذلك توجه نجاد إلي منطقة الجنوب للمشاركة بدعوة من حليفه حزب الله في استقبال شعبي علي بعد كيلو مترات قليلة من إسرائيل حيث وصل الرئيس الإيراني إلي بنت جبيل الواقعة علي بعد حوالي 4 كيلو مترات من الحدود مع إسرائيل في الوقت الذي نظم فيه حزب الله احتفالا شعبيا في الملعب البلدي في المدينة وتبع ذلك زيارة نجاد لقانا وشملت الاستعدادات لاستقبال الرئيس اللبناني كل الطرق العامة المؤدية إلي بنت جبيل وقانا والتي تبدأ من بوابة الجنوب في صيدا وكانت قد وضعت أمس الأول اللمسات التجميلية الأخيرة علي حديقة بوابة فاطمة الواقعة علي الحدود مع إسرائيل انتظارا لمرور نجاد بها خلال جولته الجنوبية حيث رفعت لوحة تذكارية تؤرخ للزيارة إضافة لوضع مسلة في وسط ساحة بوابة فاطمة وعلقت صورة لنجاد رافعا قبضته كتب تحتها «قادرون» فضلا عن أعلام لبنانية وإيرانية وأقواس زينة ولافتات ترحيب وفي غضون ذلك توجهت أمس الأول من بيروت إلي الجنوب فرقة تضم ضباطا من الجيش الإيراني عبارة عن سرية حراسة خاصة بالرئيس الإيراني لتتولي حمايته شخصيا في بنت جبيل وقانا ويبلغ عددها «150» ضابطًا قاموا فور وصولهم بالتنسيق مع عناصر من حزب الله بعملية بحث وتفتيش دقيق شملت جوانب الطرقات المؤدية إلي البلدتين ومساحتيهما وشرفات المنازل وسطوح الأبنية المشرفة عليهما بينما اتخذ بعضهم له حراسة ثابتة في محيط الملعب الرياضي في بنت جبيل. وأثارت جولة نجاد الجنوبية الكثير من الجدل وقد وضعت القوات الإسرائيلية جيشها في حالة استنفار في مواقعه المشرفة علي البلدات والحدود اللبنانية في الجنوب وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن زيارة الرئيس الإيراني للبنان تعكس اعتماد حزب الله المتزايد علي الإيرانيين مضيفا أن إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية تراقب التطور بحذر. ومن جانبها أكدت واشنطن أن الزيارة تظهر أن اهتمام حزب الله بإيران يفوق اهتمامه باللبنانيين واعتبرت زيارة نجاد إلي القري الحدودية مع إسرائيل تماديا في سلوكه الاستفزازي. وعلي صعيد الساحة الساسية اللبنانية عبر سياسيون لبنانيون عن قلقهم من الآثار السلبية لتلك الزيارة كونها قد تدعم فريقًا لبنانيا علي آخر مما يزيد من الشقاق اللبناني المتنامي بسبب ما عرف مؤخرا بملف شهود الزور والذي يهدد التماسك الداخلي اللبناني. فمن جانبه حذر الشيخ محمد الحاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر بلبنان من انجراف تلك الزيارة في اتجاه فئوي بعيدًا عن كونها رسمية مما سيؤدي إلي استفزاز فريق من اللبنانيين كما طالب الحاج في تصريحات ل «روزاليوسف» بأن لا تكون هذه الزيارة تكريسا للتدخل في الشأن الداخلي اللبناني لأن لبنان بلد عربي له خصوصية وينبغي احترامها منبها إلي إمكانية ظهور تداعيات سلبية عقب انتهاء هذه الزيارة. كما كشف زياد العجوز رئيس مجلس قيادة حركة الناصريون الأحرار بلبنان أن زيارة نجاد جاءت لدعم محاولات حزب الله الانقلابية علي كيان الدولة منبها إلي أن ذلك يظهر خلال خطاب الرئيس الإيراني أثناء تواجده بلبنان ودعا العجوز في تصريحات ل «روزاليوسف» إيران برفع يديها عن لبنان والتوقف عن التدخل في شئونه والعبث بأمنه واستقراره. في المقابل أكد النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل أحمد فتفت أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لن تقدم أو تؤخر بالنسبة لحزب الله. وشدد في تصريحات خاصة ل «روزاليوسف» عبر الهاتف من بيروت أن حزب الله لا يمكن أن يستقوي بإيران فهو لديه ما يكفيه من أسلحة للاستقواء بها. ومن جانبه اعتبر النائب اللبناني انطوان زهران ان نجاد يقوم بزيارتين للبنان الاولي زيارة الدولة، والثانية زيارة حلفائه في لبنان «أي حزب الله» موازية للأولي. وقال زهران في تصريحات صحفية أمس «إن حزب الله كان موجودًا في زيارة الدولة علي المستوي التنظيمي والامني خلال استقبال نجاد وادخل مدنيين الي المطار لاستقباله الحاشد الذي لقيه نظيره الايراني». واوضح ان زيارة نجاد للضاحية الجنوبية من بيروت غابت عنها الدولة في مؤسساتها وهو كرر مواقفه السياسية المعروفة والثابتة لكنه اضاف عليها تبنيه وجهة نظر حزب الله للمحكمة الدولية واعتبارها اداة سياسية تستهدف الحزب، بالرغم من أن خطابه الرسمي كان ايجابيا ومنطقيا.