عقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان جلسة مباحثات رسمية أمس في بيروت مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي بدأ أمس زيارة لبيروت تستمر يومين ورجحت تقارير إخبارية أن يتم تمديد الزيارة إلي يوم ثالث. وأجريت للرئيس الإيراني مراسم استقبال رسمية بالقصر الجمهوري في منطقة بعبدا. وأشارت مصادر لبنانية إلي أنه سبق هذا الاستقبال عقد اجتماع بين ميشال سليمان ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لوضع اللمسات الأخيرة علي الاتفاقيات التي ستوقع مع الجانب الإيراني. ونظم حزب الله استقبالاً حاشدًا للرئيس الإيراني علي طريق المطار شارك فيها أعضاء من الحزب ارتدوا الملابس المدنية ووضعوا علي أذرعهم عصبة كتب عليها «انضباط» وجري تجميع آلاف اللبنانيين الشيعة منذ صباح أمس علي الطرق المحيطة وكان عددهم يزداد تباعًا حاملين الأعلام الإيرانية وأعلام حزب الله في الوقت الذي ارتفعت فيه أناشيد وطنية لبنانية وإيرانية من مبكرات صوت موضوعة علي جانب الطريق وعلقت علي الطرق الرئيسية المؤدية للمطار صور لنجاد بالإضافة إلي صور لمؤسسي الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني والمرشد الإيراني علي خامنئي مع عبارات «شكرًا وأهلاً وسهلاً». كما رفعت صورة ضخمة لنجاد مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكتب عليها «يا حامي الحمي» كما زينت الجسور بالونات بألوان العلم الإيراني الأخضر والأحمر والأبيض وأقفلت الطرق المؤدية للمطار منذ الصباح الباكر، كما أغلقت مدارس عديدة في العاصمة بيروت وضواحيها بسبب التدابير الأمنية المشددة واستنادا إلي البرنامج الحافل واللقاءات الشعبية يتوقع أن تشكل الزيارة عرضا لقوة إيران وحزب الله في إطار مشروعها الخاص بالمنطقة فبالإضافة لمشاركة نجاد في تجمع شعبي في الضاحية الجنوبية بيروت من تنظيم حركة أمس وحزب الله الشيعيين ستشمل جولة نجاد أيضا اليوم محطة في مدينة بنت جبيل يلقي خلالها كلمة في ملعب المدينة الذي يتسع لآلاف الأشخاص ومشاركة أخري في بلدة قانا. ومن المنتظر أن يلقي نصر الله خطابا لاستقبال نجاد في زيارته الأولي للبنان منذ انتخابه رئيسا عام 2005 والثانية لرئيس إيراني بعد زيارة محمد خاتمي عام 2003 . وأثارت الزيارة انتقادات عديدة حيث كررت الولاياتالمتحدة قلقها من زيارة الرئيس الإيراني للبنان وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي «لا نزال نشعر بالقلق لأن إيران تواصل اتخاذ خطوات من شأنها تقويض سيادة لبنان وأمنه وبالتالي فإننا نأمل أن يأخذ المسئولون اللبنانيون هذا الأمر في الاعتبار. كما وقع نحو 250 سياسيا وناشطا وإعلاميا ومهنيا لبنانيا رسالة مفتوحة إلي نجاد حذروا فيها من أن تشكل الزيارة تدخلا في شئون لبنان ومحاولة لتغليب فئة علي أخري. ودعا الموقعون علي الرسالة التي نشرتها صحيفة النهار أمس الرئيس الإيراني إلي إقناع المقاومة بالدخول في كنف الدولة اللبنانية، معربين عن أملهم في أن تكون هذه الزيارة دعما للدولة اللبنانية والسيادة المستقلة ولصيغة العيش المشترك، أن هناك فريقا من اللبنانيين يستقوي بإيران منذ مدة طويلة علي الفريق الآخر وعلي الدولة. وقبل زيارة نجاد بساعات أرجأ مجلس الوزراء اللبناني مسألة البحث في ملف بشهود الزور المرتبط بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري إلي يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل. وأثناء الجلسة التي عقدت أول أمس قدم وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار عرضا لتقريره حول «شهود الزور»، مشددا علي المهمة التي كلف بها وهي توفير المعلومات حسب الأصول. وأكد المسئول اللبناني أن التقرير قانوني وليس سياسيا وأن محتواه هو الإجابة عن الأسئلة التي طرحت. ميدانيا ذكرت مصادر أمنية أن قنبلة يدوية انفجرت أمس في مدينة طرابلس بشمال لبنان استهدفت سيارة عضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ مصطفي ملص المنتمي إلي فريق المعارضة في لبنان والذي نجا من الانفجار. في غضون ذلك ادعي مفوض الحكومة لدي المحكمة العسكرية في لبنان القاضي قصر صقر أمس علي ثلاثة موقوفين لبنانيين بتهمة التعامل مع إسرائيل. وقال في بيان قضائي إن الموقوفين محمد حمية وبروسك عبدالقادر إبراهيم ومحمد وليد كلش أقدموا علي التعامل مع العدو الإسرائيلي وإعطائه معلومات.