عقد رئيس وزراء لبنان سعد الحريري جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في القصر الحكومي بالعاصمة بيروت.وذكر بيان للمكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة أن المباحثات تناولت التطورات والأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين. وأقام الحريري عقب المباحثات مأدبة غداء تكريما للرئيس الايراني حضرها الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وكبار المسئولين اللبنانيين وأعضاء الوفد الايراني الرسمي المرافق للرئيس نجاد وعدد من الوزراء والنواب اللبنانيين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين في لبنان. واختتم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارته للبنان وتوج يومها الثاني بتفقد مشاريع إعمار مولتها إيران في الجنوب وسط قلق إسرائيلي عبرت عنه تصريحات المسئولين ومظاهرات لأحزاب اليمين علي الجانب الإسرائيلي من الحدود. واجتمع أحمدي نجاد مع ممثلي الطوائف المسيحية والإسلامية ولقاء مع مسئولين سياسيين ثم لقاء ثان مع مجموعة طلاب قبل توجيهه إلي مدينة بنت جبيل. ومعلوم أن هذه المدينة الواقعة علي بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع إسرائيل شهدت أشرس المعارك خلال حرب صيف 2006 بين إسرائيل وحزب الله ودمرت معظم مبانيها وبنيتها التحتية ثم أعيد إعمارها بتمويل قطري. ويتوقع أن يشهد نجاد في الجنوب استقبال الأبطال حيث كان لبلاده إسهام بارز في مشاريع إعادة الإعمار بعد حرب عام 2006 قدره مسئولون مقربون من حزب الله بمليار دولار. وكان نجاد قد ألقي أول أمس خطابا في ضاحية بيروت الجنوبية شن خلاله حملة علي ما وصفه بالدول الاستعمارية، واتهمها بمحاولة إذلال شعوب المنطقة.من جهة أخري طالب الرئيس الإيراني الصليب الأحمر الدولي بالكشف عن مصير أربعة دبلوماسيين إيرانيين اختطفوا في لبنان عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي وقال إنهم علي قيد الحياة وهم أسري بيد الكيان الصهيوني و(الصليب الأحمر) مسئول عن سلامتهم وأرواحهم. وخلال حفل عشاء أقامه علي شرفه رئيس مجلس النواب اللبناني قال نجاد "إننا اليوم وسائر دول المنطقة لدينا أدوار كبيرة بإحلال السلام والأمن والاستقرار في العالم"، وأضاف "لا يمكن لأحد أن يمنعنا من الوصول إلي تلك الأهداف".وأشاد نجاد بالدور المميز و"المنقطع النظير" للمجلس النيابي اللبناني مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء في تعزيز الاستقرار، لافتا إلي أن "رمز النجاح هو وحدة الكلمة والحفاظ علي معنويات المقاومة عبر التآزر والتفاهم وهذا نجاح باهر للبنان".في هذه الأثناء تواصلت في إسرائيل ردود غاضبة علي زيارة نجاد حيث رأي فيها مسئولون استفزازا.واعتبر وزير الدفاع إيهود باراك خلال جولة في هضبة الجولان أن وجود نجاد في لبنان في زيارة يعكس الارتباط الكبير والمتزايد لحزب الله ولبنان بإيران.وأضاف أن "لبنان قد يتوقف عن كونه دولة مستقلة، وعلينا أن نراقب ونعبر عن رأينا حول ما يحدث سواء من الناحية الاستخبارية أو العسكرية.