عرض - هالة عبد التواب في الثامن من يناير 2011 تحل الذكري ال15 لرحيل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، الذي دامت مدة رئاسته 14 عاما. وبما أن الاحتفاءات ونصب التماثيل لشخصيات الأدب والسياسة والفن طقس عريق في فرنسا، فإن الرئيس الراحل سيعرف بهذه المناسبة حياة أخري عبر الإصدارات الجديدة، البرامج التليفزيونية، الشهادات، الندوات في مفكرة الناشرين الفرنسيين صدرت وتصدر مجموعة شهادات، أبحاث ودراسات في مدح الرجل، مساره، منجزاته أو علي النقيض، انتقاد وتعرية سياسته إذ يعتبر الرئيس السابق فرانسوا ميتران من أهم رجال السياسة الفرنسيين الذين أثروا بلا شك في تاريخ الجمهورية الفرنسية سواء في مجال السياسة أو الأدب. تأتي هذه الإصدارات كذلك للإجابة علي طلبات العديد من القراء الذين يقرؤون ميتران كاتبا بكل المقومات الفنية، الأسلوبية والبلاغية، قبل قراءته كرجل سياسة فقد ولد فرانسوا في مدينة جارناك ، ونشأ في بيئة برجوازية وكاثوليكية. كان أبوه من الوجهاء، اضطر لمسايرة قيم عائلته واتبع المسلك الذي رسمته له بيئته. درس الآداب والحقوق في باريس وتخرّج في المدرسة الحرة للعلوم السياسية وأصبح متطوعًا في حركة الكولونيل لاروك للشبّان، التي تدعو إلي تقوية السلطة التنفيذية وتميل إلي أقصي اليمين.وعلي خلاف الأسطورة التي ساهم في ترويجها، كان طالبًا مسيساً لا يربأ بنفسه عن المشاركة في المظاهرات ضدّ الأجانب. إلا أنه لم يكن فاشيا ولا معادٍ للسامية ، بل كان هاجسه الأدب كما تبرهن عليه نصوصه عن فرنسوا مورياك وأندريه جيد وهنري دو مونترلان، بالإضافة إلي عشرات المؤلفات الأدبية والسياسية. ويرسم الكتاب الذي ألفه أستاذ العلوم السياسية فرانسوا هورمان تحت عنوان "السلطة والقلم" رسم صورة الرئيس الأديب وتحليل لمكانة الكتاب والثقافة في فترة حكم ميتران الذي تعتبر رحلة صعوده السياسي جزءًا لا يتجزأ من مسيرته الأدبية . ، كما يساهم في دراسة مؤسسة الرئاسة في فرنسا أثناء حقبة الجمهورية الخامسة.