فرنسوا ميتران، الرئيس ال21 للجمهورية، أطول من جلس علي كرسي الرئاسة الفرنسية، شخصية ثرية تستحق الدراسة ، وهو ما استوعبه الصحفي روبرت شنايدر عندما ألف كتابه "آل ميتران". فهذا الكتاب يتتبع أصول الرئيس الفرنسي وطفولته والعوامل التي أثرت في بناء شخصيته، وقد ذهب المؤلف إلي مدينة شارنت الريفية حيث ولد الطفل فرانسوا، الذي بالرغم من ابتعاده سريعا عن أجواء الريف إلا أنه لم ينقطع كلية عن جذروه. كما جمع المؤلف شهادات من افراد عائلة ميتران ، وعرض أجزاءً من مراسلاته مع عائلته وأصدقائه ليظهر الكتاب كرواية مشوقة وليس مجرد سيرة رئيس سابق. وسواء اختلف الفرنسيون علي هذا الرئيس أو اختلفوا معه، فإنه يبقي شخصية سياسة عظيمة وتستحق الاحترام. ويبدو أن هذه العائلة لم تكف عن إنجاب السياسيين المؤثرين، فقد استعان الرئيس ساركوزي بأحد أفراد عائلة ميتران، فريدريك ميتران، كوزير للثقافة في تعديله الوزاري الأخير.