ردا علي الورقة التي كتبها حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسي للحزب ، التي طالب خلالها بالتصدي جديا لحديث "الصفقة الانتخابية" ، كتب القيادي المفصول من الحزب ابو العز الحريري مذكرة يفند فيها أوضاع الحزب خلال الفترة الأخيرة بعنوان «إعادة بناء جادة للحزب أم نهاية مأساوية» ويرد فيها علي مذكرة عبد الرازق. حصلت "روزاليوسف" علي نسخة منها.. وجاء فيها: "عن التجمع .. وتباكي حسين عبد الرازق" .. هذه كلمات أكتبها عن أشخاص التقينا معهم في مواقع الرفاق المناضلين ولأنهم انتقلوا من معسكر الشعب الي المعسكر النقيض بالتحول والمهادنة والفشل أصبحنا في مواقع التعارض ولأنني لم أتعود الحزن علي أشخاص يرتكبون الخطيئة عن عمد وهم مدركون لها وكانوا في الموقف المفترض تناقض معها.. فإن هذا الموقف الرافض بعداء انصب علي رفعت السعيد وحسين وفريدة ومجدي وآخرين التقينا معهم في حزب يفترض أنه ثوري "الشيوعي المصري".. وانتهوا به الي التحلل والسقوط فيما أسقطوا "التجمع" فيه. مواقف رفعت في التحول بالحزب الي نقيض ما أنشئ اليه.. معروفة.. وموقفنا منه أيضا.. لكنه ليس وحده فقد تحول معه حسين عبد الرازق ، وقد بلغ 74 عاماً، ويحاول أن يبدي بعضا من القلق المصطنع .. وكذلك فريدة النقاش .. والجمع بين حسين وفريدة لا يرتبط بكونهما زوجين لكن بمواقفهما المتحولة عن الخط الاشتراكي المحدد البارز في "المصري".. و وقعت مسئوليتها الأولي عن "الأهالي" ، الي المشاركة في هدم التجمع والأهالي التي لم يعد يقرأها من يكتبها. وتحولت أفكار التجمع الي النقيض .. هذا التحول الذي استلزم - عن قصد - إضعاف التجمع " سياسياً وتنظيمياً " .. ليصبح مجرد هيكل يزج به عن الموقع المعد لما انشئ من أجله وما أراده له شعبنا وطلائعه اليسارية التقدمية. وثائق الحزب و ليس هذا موقفًا أو رؤية شخصية لأبو العز الحريري أو غيره.. إنها الواقع المؤيد ووثائق الحزب التي ذكرت هذا التراجع والتحول والهدم المتواصل للحزب.. وتقارير المؤتمرات العامة واللجان المركزية موثقة.. وموقع عليها من رفعت السعيد وحسين عبدالعزيز. وقال الحريري: يتباكون وهم الجناة في ذروة صراعنا وغيرنا مع رفعت وجماعته وفي مقدمتهم حسين وما يسمي بالتجمع الموحد، إذ قدم حسين ومجموعة من نفس المعسكر ما ادعوا أنه تقرير ال31. ورغم هذا التقرير وفبركته وهروبه من المسئولية عن أوضاع الحزب، كأنه قد هوجم بلابسي طاقية الإخفاء فخربوه ، سرعان ما سحب هذا التقرير .. وفي 14/8 قدم حسين ورقة الي رفعت السعيد عن البنيان القيادي التجمعي.. ولم يذكر انه صاحب مقولة ياريت يعملوا صفقة بين المنافقين! دفع رفعت الحزب الي الشوري رغم الاعتراضات والتجاوزات التي شهدتها.. ويدفعه الي تكرار نفس التجربة مع "الشعب".. وكان أن صمت حسين عن موافقة الحزب علي قانون مشاركة القطاع الخاص في مشاريع البنية التحتية الذي يمنع مشاركة أي شركة "قطاع أعمال" يزيد المال العام فيها عن 20% في هذا الأمر.. مستهدفين إبعاد هذه المشاريع عن رقابة الجهاز المركزي للمحاسبات لصالح الشركات الأجنبية.. و حسين عضو المجلس الرئاسي "المخترع" بلا أي أساس لائحي - فقط- لملمة عدد من سواقط الانتخابات في المجلس حول رفعت ، يتباكي علي أن الأمانة العامة لم تعقد سوي اجتماعين بدلا من عشرة هذه العام. عدة ساعات في السنة وكذلك المكتب السياسي.. والمجلس الاستشاري.. أي أن رفعت استبعد اللجنة المركزية التي لا تجمتع أصلا إلا لعدة ساعات مرة واحدة في السنة.. مثل المؤتمر العام الذي يجتمع عدة ساعات مرة كل 5 سنوات .. والأمانة العامة .. وإن اجتمعوا قليلا فلا فاعلية .. والقرار بيد رفعت السعيد.. فأين الحزب؟! ولعل ضمير "حسين" قد استيقظ للحظات.. خاصة أنه يدرك مدي المأساة وصناعها، وهو واحد منهم، إذ كان المسئول عن الإعداد للمؤتمر العام السادس الذي جاءوا فيه بأناس لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالحزب وفبركوا عضوية تتجاوز 120% ، مما كان مسجلا في تقرير التنظيم 18/7/2007 وكذلك اتحادي الشباب التقدمي والنساء التقدمي. حسين والصمت الجنائي: ما بين المؤتمر الخامس للحزب 2003 والمؤتمر السادس 2008 طرحنا مطالبنا.. وتنبيهات وتحذيرات أخري عن أوضاع الحزب مستعينين بالتقارير الرسمية وبالواقع الفعلي بالمحافظات.. حذرنا من خطورة انعقاد مؤتمر "هزلي" في لحظة فارقة في حياة الوطن والشعب والحزب. طالبنا بسلامة إجراءات انعقاد المؤتمر وبتوافق مجمل قيادات الحزب المركزية علي إعادة بناء التجمع نضاليا بما يمكنه من أداء دوره التاريخي.. طالبنا بالحوار حين صمت حسين والآخرون ضمن مخطط مغرض.. ووزعت دائرة الحوار علي باعة اللب بدلا من الأعضاء بالمحافظات واللجنة المركزية.. صارحنا المكتب السياسي والأمانة العامة بأن استمرار رفعت علي رأس الحزب يمثل كارثة تنهي البقية الباقية منه. الحزب ملك للناس ووقتها عرضنا تقارير في اجتماع المكتب السياسي 13/8/2007 وأثني الجميع علي كل ما عرضنا وأخذ حسين مضبطة الاجتماع من زهدي الشامي ..ولم توزع علي أعضاء الامانة العامة واللجنة المركزية. قلنا إن الحزب ملك الناس.. يجب إطلاعهم علي أموره سلبا وإيجابا ، ومشاركتهم في النهوض بحزبهم.. وحذرنا من الزج بالعضوية الجديدة إلي المؤتمر العام.. وبأن يتم القيد والانتخابات بالحروف الابجدية ، فأسرع رفعت وجماعته بإحالتنا الي لجنة الانضباط رغم رفض اللجنة المركزية لذلك 22/11/2008. وفي الاجتماع الأخير للأمانة العامة قبل المؤتمر قدمنا تقريرنا إلي رفعت السعيد ضد رفعت السعيد وحسين وأغلبية الأمانة المنعقدة لمسئوليتها عن الانتكاس بالحزب والإساءة إليه وإضعاف موقفه السياسي.. وطالبنا بتقديم التقرير الي المؤتمر العام ليشكل لجنة سياسة تنظيمية لدراسته، وتحديد المسئوليات والحلول التي وضع معظمها مؤتمرات الحزب ولجانه المركزية. كل ذلك وحسين عبد الرازق في مقدمة من ارتكبوا الجريمة في حق التجمع .. فأي أغلبية لا يشترط أن تكون علي صواب أو أن تنجح في أداء مهمتها والأدلة الدولية مدوية في الدول الاشتراكية ، حيث أصبحت الأغلبية والأقلية مجرد أداة يتم التلاعب بها وتحريكها.. وهذه هي حالة حزب التجمع الذي تتوالي خسائره سنين عديدة.. وقيادات المركزية، كما هي لا تغير إلا لمزيد من التراجع . إن مناقشة سلبيات القيادة ليست تعكيرا لمياه الحزب ، لذلك سجلنا أن النادي السياسي والإعلامي للحزب في بعض القضايا السياسية والاجتماعية لا يتلاءم مع توجهات الحزب.. وأن تقارير المؤتمرات العامة لم يتم الاستفادة منها.. فهناك قصور في المتابعة الميدانية والمركزية للمحافظات من حيث حجمها ومضمونها.. مما يعني ان الحزب بلا قيادة أو متابعة.. إذ تلاشت العديد من الأقسام ولجان المحافظات.. لأن جهودا فكرية وتنظيمية لم تبذل لبناء الحزب كقوة سياسية وجماهيرية مؤثرة في السجال الدائر حول مستقبل مصر. والآن يستمر التجمع في ائتلاف مع الوفد والناصري ، بقصد المشاركة في التضليل العام بعد أن أفقدوا الحزب ثقة الناس.. وإن المكاتب النوعية "عمالية- فلاحية - تثقيفية وتنظيمية " لا تعمل.. والعضوية مجرد كم هزيل العدد والفاعلية ، ولا يتم توظيفها نضاليا.. ولا يتم زيادة العضوية بها.. ولا يتم تثقيفها لتصبح قيادات وكوادر سياسية. ومعهد إعداد القادة لم يتم إنشاؤه منذ ان تقرر هذا الأمر في العام 2003 .. ولم يتم الاهتمام بالمتابعة الشاملة وتطويرها.. ولم يبين لاتحاد الشباب أو اتحاد النساء التقدمي أن فبركة زيادة العضوية 20% خلال 3 شهور، يعني إمكانية زيادة العضوية إلي الملايين منذ 1976 حتي الآن! نشكو من التزوير نشكو من التزوير ونمارسه.. فتقرير التنظيم سجل قصورا فادحا في وجود وفاعلية ومستقبل العمل الحزبي بالعاصمة "القاهرة".. مع أن القاهرة الكبري تتطلب بنيانا مركزيا مكتملاً ضمن البنيان الحزبي العام. وعدم وجود برامج تثقيف وتدريب .. ونقص الامكانيات.. وأن التقرير السياسي للمؤتمر السادس لم يعبر عن حالة الحزب والسلبيات والإيجابيات والدروس المستفادة والمسئوليات.. وأن قيادة الحزب تتقرب إلي الدولة بقدر يبعدها عن الشعب.. بدلا من الندية التي هي أهم أسس الأداء الحزبي.. حتي أن برنامج التجمع لا تواجد منه نسخ بمقرات الحزب والعديد من مستوياته القيادية لم تقرأ برنامجه أساساً. لم تحقق القيادة للحزب جماهيرية.. فهل يمكن حل التناقضات الطبقية في المجتمع التي ينادي بها التجمع دون امتلاك مقدمات وإدارة تحريك وقيادة القوي الطبقية التي يعبر عنها مثل " العمال - الفلاحين - البرجوازية الصغيرة والمتوسطة- وأشباه المعدمين".. هل يتفق الموقف الداعم للوحدة الوطنية مع السياسات الحالية؟.. هل لدينا ممارسة حقيقية للديمقراطية الداخلية؟ لم يصبح الحزب في جانب ورئيسه وجماعته في جانب مناقض؟.. هل انفتحنا علي قوي اليسار والمثقفين واستفدنا ووظفنا وسائل الإعلام والمعلومات المتاحة أمامنا لصالح الشعب؟.. هل برنامجنا لايزال صالحا؟.. وكيف نضع برنامجًا يقوم علي النقيض والقيادة تمارس شيئا آخر؟.. هل قدمنا رؤيتنا الحضارية للدين وأبرزنا التلازم وعدم التعارض بين صحيح الدين والتقدم العلمي "العلمانية"؟ .. هل لدينا بديل شبابي لقيادة تجاوزت مرحلة الشيخوخة الي ما بعد ذلك؟ هناك عدم مبالاة بالحوار الداخلي في كل المستويات وسيادة حالة من السلبية والركود والاصابة بالأمراض الاجتماعية والسياسية.. وعدم التواصل مع الناس.. وعدم وضوح الرؤية واستمرار الخطاب السياسي لرئيس الحزب والأهالي في عدم الالتفات لبرنامج الحزب وتوجهاته كحزب نقيض للسلطة.. فأصبح الخطاب السياسي "شعارات بلا مضمون" أو موقف حقيقي. وأصبحت هيئاته القيادية مجرد تكوين "خوائي" خلا من الثقافة العامة.. وأهدرت خبرات وتقاليد اليسار وسادت أساليب غير ديمقراطية أقرب الي الشللية، يقودها رفعت وحسين تحديداً وجماعة "الموحد المصري".. والموظفين والضعفاء. عجز الحزب وعجز الحزب عن تقديم مرشحين اكفاء للانتخابات .. فخرج منها جميعا ، بينما هي أرضية لأي تكوين يساري اجتماعي .. ومن ثم تآكلت وانفضت العضوية القديمة وجف نهر العضوية الجديدة وحوصر الحزب بانصراف عام من العضوية والاصدقاء.. وحرم التجمع التعاون مع ممثلي قطاعات اجتماعية مؤثرة وأوزان وكفاءات جماهيرية وثقافية. هذه القيادة التي منها حسين عبد الرازق ورفعت.. أصبحت معادية في حقيقة الامر للمبادرات الفردية والجماهيرية ولا تهتم بتطويرها وتعميم خبراتها.. وقصرت التعامل مع المكتب السياسي والأمانة العامة واللجنة المركزية علي اجتماعات شكلية وأصبح الوضع القيادي معكوساً. فالمكتب السياسي ينوب عن اللجنة المركزية والأمانة العامة وأصبح رئيس الحزب رفعت وأمينه الدائم حسين عبد الرازق ينوبان عن المكتب السياسي والأمانة العامة واللجنة المركزية والحزب نفسه.. فأعضاء المكتب السياسي بعيدون عن النشاط القيادي الفعلي.. وأصبحوا ممثلين لأي جهة الا حزب التجمع.. وأصبح المناضلون منهم غرباء، اذ لفت هذه المجموعة حولها عناصر تفتقد مقومات القيادة لمنع التطور. ووضع رفعت وحسين "لجتني الحزب" ، 23 لجنة بالمحافظات تحت رقابة "معجزة" يمارسها رئيس الحزب والأمين العام الدائم.. وتلاشي دور معظم وجوه الحزب، الاعضاء بالوحدات والاقسام ولجان المحافظات المختلفة. وإن وجدت بعض الاعمال فهي جزر منفصلة.. وإذا تجمع المهمومون بالحزب حرمت الكوادر من التلاقي والتفكير الجماعي في أمور الحزب!