في إطار المواقف التي لا تنسجم مع عملية التفاوض التي انطلقت مؤخرا والتي تؤكد أن إسرائيل لا تريد السلام، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أنه من غير المحتمل أن يستمر تباطؤ إسرائيل في البناء بالمستوطنات بالطريقة الحالية بعد انتهاء مدة تجميد الاستيطان التي تنتهي نهاية الشهر الحالي إلا أنه عبر عن اعتقاده بأن إسرائيل تلغي بالكامل تجميد الاستيطان تاركا المجال للمساومة وأوضح باراك أن إسرائيل سمحت ببناء محدود في المستوطنات خلال فترة التجميد ويتوقع أن بعض البناء سيستمر بعد انتهاء هذه الفترة. وفي سياق المواقف الإسرائيلية المتعنتة أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان أمس أنه سيمنع أي تمديد لقرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. وأوضح للإذاعة الإسرائيلية العسكرية «لا يوجد ادني سبب لتمديد هذا التجميد ولدي «حزب» إسرائيل بيتنا ما يكفي من النفوذ والسلطة داخل الحكومة والبرلمان لمنع تمرير أي مقترح بتجميد الاستيطان. واستبعد ليبرمان التوصل إلي اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين خلال العام القادم، أو حتي الجيل القادم. وقال ليبرمان خلال اجتماع لأعضاء كتلة حزبه «إسرائيل بيتنا»، إن السلام ليس في متناول اليد وأضاف «أي شيء لن يفيد بما في ذلك الحلول الوسطية التاريخية أو التنازلات المؤلمة». ورجح ليبرمان ألا يوقع «رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتفاق سلام مع إسرائيل، وألا يستقبل من منصبه، كما يهدد بذلك»، مضيفا أن الحل الوحيد هو اتفاق مرحلي طويل الأمد. في المقابل أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة «ستكون لمدة هذا الشهر فإذا مددت الحكومة الإسرائيلية قرار وقف الاستيطان فإننا سنستمر في المفاوضات، وإذا لم تمدد فنحن سنخرج من هذه المفاوضات». ومن جانبه أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن يوم 26 سبتمبر الجاري سيكون أول الاختبارات لجدية إسرائيل في التوصل إلي تسوية مع الفلسطينيين. وقال في تصريحات أمس الأول، ان يوم 26 سبتمبر يوافق نهاية قرار تجميد الاستيطان وسيكون أول الاختبارات لجدية إسرائيل في الوصول إلي تسوية، ومن الممكن أن يهدد هذا اليوم بنسف المفاوضات. وأضاف من الممكن أيضا أن يتوقف الفلسطينيون عن المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين في حال عدم تمديد قرار تجميد الاستيطان، والاستمرار في عمليات البناء بالمستوطنات. وحول وجود جدية لدي إسرائيل لإنجاح المفاوضات المباشرة وإقامة دولة فلسطينية، قال وزير الخارجية استمعت إلي الكثير من النوايا الطيبة سواء من الرئيس شيمون بيريز أو رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أو الكثير من الوزراء الإسرائيليين باستثناء وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان لأنني لا اتصل به ولا أتحدث معه. وتابع لقد رصدت أحاديث وكلامًا يجعلني أتساءل حول مصداقية هؤلاء الناس، وجديتهم ورغبتهم في التسوية الفلسطينية، لكن إجابتي دائمًا: لقد استمعنا لمواقف جديدة. ويجب أن نراها علي الأرض وأن تترجم لمواقف تفاوضية، لكن من المبكر أن نقول إن هناك تطورا لأننا لابد أن نراه علي الأرض. وشدد أبوالغيط علي أن تسوية الأزمة الفلسطينية سوف تكلف العالم من 40 إلي 50 مليار دولار.. مضيفا حتي نضع الدولة الفلسطينية في وضع تكون فيه جارة لإسرائيل، وقادرة علي أن تشبع نفسها وله خدماتها وتعويضاتها علي الأراضي التي فقدتها. وأضاف أن الوصول إلي تسوية فلسطينية إسرائيلية ستكون في صالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أولاً، كما أنها ستصب مؤخرًا في صالح المنطقة ككل. ورأي أبوالغيط أن انفراد الولاياتالمتحدة في الفترة الأخيرة بالتحرك بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإبعاد الاتحاد الأوروبي يضعف الموقف. مشيرا إلي أن 70% من الدعم للسلطة الفلسطينية يأتي من الاتحاد الأوروبي، فضلا عن أن التجارة الأساسية لإسرائيل مع العالم الأوروبي. وأوضح أن هناك غضبا أوروبيا لعدم حضور إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن فرنسا تحدثت علي الملأ بشأن هذا الأمر.. مشيرا إلي أن كل المعلومات التي تصل من الدول الأوروبية أعضاء الاتحاد الأوروبي تؤكد غضبهم بشدة، خاصة أنهم ينفقون مئات الملايين من الدولارات في دعم السلطة الفلسطينية وإعاشة الشعب الفلسطيني. وحول شكل دور مصر في الاجتماع المباشر الذي سيعقد في شرم الشيخ، قال وزير الخارجية المتصور إن الرئيس مبارك سيلتقي بالقادة، وسيوجه لهم النصيحة والرؤية، وسوف يضع لهما ما تراه مصر من ضروريات للمسألة، وبالتأكيد سيكون لنا دورنا في السعي لدي الجانب الإسرائيلي لإقناعه ودفعه لتطوير مواقفه، ومع الجانب الأمريكي لنحثه علي التمسك بموقف صارم في تجميد الاستيطان. وأكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن الرؤية المصرية للمفاوضات تستهدف الوصول إلي اتفاق لإقامة دولة فلسطينية متكاملة الأراضي، وأن تكون دولة فاعلة وقادرة تقام علي خطوط عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وتشمل تسوية عادلة لقضية اللاجئين. وعن طبيعة الدور المتوقع من مصر في هذه المرحلة، قال وزير الخارجية «أتصور أن نستمر في تشجيع الجانب الإسرائيلي علي تطوير مواقفه وإظهار المرونة، وأن نبقي علي الحوار مع الجانب الأمريكي للتمسك بالعناصر الأساسية للتسوية، وأن نسعي لإشراك أكبر قدر من الأخوة العرب في تأييد هذه العملية، ولا نترك الرباعية الدولية بمعزل عن هذا الموضوع.