إذا كان أهل الشمال في الهند يعرفون ال«كباب» أو اللحم المشوي الذي انتشر مع انتشار الإسلام في البلاد. فإن شرق الهند ومناطقه معروفة بحلوياتها ومعظم الوصفات من أصول بنغالية. ومن هذه الحلويات المعروفة جيدا حلوي «راسجولا» (Rasgulla)، وهي عبارة عن عجينة من الجبن والعسل وال«سانديش» (Sandesh) المصنوع من السكر وجوز الهند وال «كاهير» (Kheer) الذي يشبه الأرز بالحليب وال «رازابالي» (Rasabali) الذي يعتمد علي الجبن أيضا. وفي المناطق الشمالية الشرقية التي تشمل شمال البنغال، يختلف المطبخ هناك عن المطابخ الهندية الأخري تماما، كما هو الحال مع طبيعة السكان والأقليات العرقية والتراث الشعبي والتقاليد واللغات المستخدمة. فهذه المناطق من المناطق التي ضمت إلي الهند أيام الإمبراطورية البريطانية وهي قريبة جدا من مينمار والصين ونيبال وبوتان وبنجلاديش أيضا. وهذا يعني أن المطبخ في هذه المناطق أكثر ارتباطا بهذه الجذور من الجذور الهندية، وعلي سبيل المثال لا يستخدم السكان الفلفل الحار بنفس النسب وبنفس القوة التي تستخدمها المناطق الأخري في شتي الأطباق وخصوصا الكاري، كما يفضل أهل هذه المناطق علي العكس من غيرها لحم العجل المعروف ب «ياك». ومهما يكن، فإن توابل الهند كما يؤكد المؤرخون غيرت مجري التاريخ بطريقة أو بأخري، إذ كانت من أهم المواد التجارية لقرون طويلة مع العالم الخارجي، وأدت التجارة مع أوروبا قديما إلي سيطرة التجار العرب علي هذا القطاع المهم، الأمر الذي أزعج الأوروبيين ودفعهم إلي إرسال الإسباني كريستوفر كولومبوس والبرتغالي فوسكا دا جاما لإيجاد طرق بحرية وبرية جديدة للاتجار مع الهند بشكل مباشر ومن دون تدخل العرب. وكما هو معروف أدت رحلات كولومبوس الكثيرة إلي اكتشاف ما يعرف بالعالم الجديد، أي أميركا، نهاية حكم المسلمين في غرناطة عام 1492 .