كل عام وأنتم بخير - شهر رمضان الكريم رقم 1431منذ هجرة "محمد صلي الله عليه وسلم" إلي المدينةالمنورة ، جاء هذا الشهر الكريم علي المسلمين كالعادة مصحوباً باليمن والبركات والخير والسلام (هذا ما نتمناه) !! وهذا أيضاً غير المنطبق علي الواقع الذي يعيشه المسلمون في جميع أرجاء المعمورة، حتي مسلمي الدول الغنية (الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وأستراليا) منذ جاء رمضان هذا العام، ومسلمو أفغانستان والعراق وفلسطين ، تتداول أخبارهم نشرات الأخبار اليومية علي مدار الساعة (قتل، هدم، إغتصاب ، وإهدار حقوقهم الإنسانية ) ولعل في بعض السنوات في التاريخ القديم كانت القوات المعتدية علي المسلمين تتوقف عن القتل والهدم في شهر رمضان ، كما حدث في الحملة الفرنسية علي مصر عام 1798 ، حينما أمر "نابليون بونابرت" قواته بالتوقف، خارج حدود القاهرة، حيث قد حل شهر رمضان علي المسلمين، وأزهرهم الشريف، وخرج بعض الأئمة لكي يطلقوا علي (نابليون)، (الشيخ محمد نابليون بونابرت)، حيث المصريون يتمتعون بأسلمة الغزاة حتي ولو بالاسم، فسمعنا عن الشيخ (محمد هتلر)، النازي الألماني ، (الشيخ محمد كليبر) القائد الفرنسي، وغيرها من أساطير تمصير الغزاة وصبغهم بالديانات المصرية القديمة (ما قبل الإسلام) منذ عصر الإسكندر الأكبر ورحلته لمعبد أمون في واحة "سيوة" وكذلك "داريوس الأول" "وقمبيز" قائد جناحه، وعلاقتهم بمعبد "هيبس" الفرعوني في واحة "الخارجة" هكذا تحوذ مصر علي مستعمريها بإلباسهم لباس الدين المصري،أما رمضان هذا العام وحال المسلمين، فهناك مسلمو "دارفور" وويلات الحرب الأهلية والحكومية والمليشيات وهناك مسلمو "الصومال" وحروبهم علي السلطة وضياع أمان الشهر الكريم ، حيث يقيد فيه الجن بسلاسل من السماء ، أما الجن من الإنس فيحملون السلاح ويقتلون بعضهم بعضاً علي مدار الساعة، ومن هنا وهناك فإن المسلمين هذا العام يعانون عدم الاستقرار والخوف والرعب من مستقبل غير آمن وغير معلوم. بجانب ما نعانيه نحن المسلمون المصريين من تغير في أسعار السلع ونقص شديد في الحد الأدني من الأجور وبالتالي من المعيشة، خاصة في شرائح الفقراء ومحدودي الدخل من المصريين، وهم الأغلبية وليس حسب تصريح الوزير (عثمان عثمان) ولم تنفع قرارات حكومية ولاتنظيمات أهلية في رفع المعاناة عن هذه الشرائح العريضة في المجتمع ، والتي تظهر بزيادة عدد موائد الرحمن في الشوارع والأزقة والقري والنجوع، حيث التكافل بين فئات شعبنا شيء عزيز خص به الله أهل المحروسة،وبالتكافل بيننا ،ومظاهره الإيجابية بين أغنياء الوطن وفقرائه، أرجو أن لا نسمع عن أحد المحافظين رفض الترخيص بإقامة (مائدة رحمن) كيفما حدث في عام ماض من الدكتور "فتحي سعد" الذي كان محافظاً في الجيزة ، وكرم الله وجهه وأصبح محافظاً لستة أكتوبر ، حيث تلك المدينة يعم فيها الخير والبركة وفيها تتجسد روح التكافل في المجتمع المصري، ونرجو من الله أن يعيننا حكومة وشعباً ومجتمعاً مدنياً ، علي أن نجعل من شهر رمضان رقم (1431) شهر بركة وخير وحب ومودة بين أقباط مصر من المسلمين فقرائهم وأغنيائهم وكل عام وأنتم بخير!