كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلي أمة الإسلام بالخير والبركة. وفي وسط هذا الجو الرمضاني المفعم بالإيمان ومظاهرة من عبادة وتقوي وورع، خطر عليذهنه سؤال يتردد علي بإلحاح شديد ألا وهو لماذا يتناقض المسلمون مع أنفسهم؟!! فعندما يأتي شهر رمضان ينقلب حال المسلمين من الحرص الشديد علي أداء العبادات والصوم والتصدق وخلافه وعندما ينقضي رمضان تعود الروح لسابق عهدها. مع أن الثواب والحساب في كل الشهور واحد، وإن كان شهر رمضان مفضل عند الله عن سائر الشهور، هل المسلمين يعبدون رمضان أم رب رمضان!! فنحن نردد دائما مقولة الدين معاملة وقد مدح المولي عز وجل نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بقوله تعالي "أنك لعل خلق عظم" وقال تعالي "لو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك". ولما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي محمد صلي الله عليه وسلم أجابت كان خلقه القرآن. ويقول المصطفي صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه". وقال أيضا والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل من يا رسول الله، قال من لا يأمن جاره بوائقه". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله إن فلانة تصلي بالليل وتصوم بالنهار وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال لا خير فيها هي في النار". وقال أيضا عليه الصلاة والسلام "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". "سباب المسلم فسوق وقتلة كفر". "كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه". هكذا هو الإسلام وهكذا تكون الأخلاق والفضيلة وما يتميز به الإسلام حقا إنه لا انفصام بين الدين كعبادة وبين سلوك أفراده المستمدة من ثوابت الدين فهل أصبح المسلمين اليوم اسم بلا روح، مسمي بلا مضمون؟! فاقدين للهوية والطريق الصحيح!! وأخيرا اللهم عاملنا بلطفك وتداركنا بعفوك يا أرحم الراحمين