كشفت منظمة «بتسليم» الاسرائيلية لحقوق الانسان في تقرير لها أمس حمل عنوان «جميع الوسائل مشروعة» عن أن المستوطنين الاسرائيليين والمنظمات التابعة لهم يسيطرون علي 42% من أراضي الضفة الغربية ويقدمون باستمرار علي مصادرة أراضي الفلسطينيين. وأكدت المنظمة أن المسئولين عن المستوطنات يتعاملون مع القوانين الدولية والتشريع المحلي والأوامر العسكرية الاسرائيلية بأسلوب إجرامي للاستيلاء علي الاراضي الفلسطينية. وقدرت عدد المستوطنين في الضفة بحوالي 301 ألف و200 مستوطن بما يعادل ثلاثة أضعاف اعدادهم في عام 1993 وقت توقيع اتفاقية أوسلو بينما وصل عدد المستوطنات الي 121 مستوطنة و100 بؤرة استيطانية غير مرخص لها من قبل الحكومة الاسرائيلية. وفي القدس أوضحت المنظمة أن إسرائيل قامت ببناء حوالي 12 حيا سكنيا في المدينة تستوعب قرابة 200 ألف مستوطن، وفي تحد واضح أكدت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ليمور ليفنات عضو حزب الليكود أن بلادها ستستأنف الاستيطان في الضفة الغربية في 26 سبتمبر المقبل موعد انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان الذي اتخذه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لتخفيف الضغط الامريكي عليه. وشددت علي أن حكومة نتانياهو لن تقدم أي تنازلات لاقناع الفلسطينيين ببدء مفاوضات مباشرة، كما استبعد الوزير الليكودي بيني بيجين التوصل لأي حل دائم مع الفلسطينيين ودعا الي تطوير المستوطنات في الضفة. وأفادت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أمس أن الجانب الفلسطيني حدد ثلاثة شروط للانتقال الي المفاوضات المباشرة علي أن يختار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أحد هذه الشروط. وينص الشرط الاول علي استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة إيهود أولمرت بينما يدعو الثاني إلي الاعتراف بالمبدأ الاقليمي القاضي بإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود 1967 مع إجراء تبادل الأراضي، أما الشرط الثالث فينص علي استمرار تجميد الاستيطان. ووفقا للصحيفة الاسرائيلية فإن الشرطين الاولين لايمكن أن يقبل بهما نتانياهو إذ من المستحيل أن يستأنف نتانياهو المفاوضات من النطقة التي توقفت عندها كما لايقدر نتانياهو علي طرح الرقمين 67 حتي علي طرف لسانه بينما يعتبر الشرط الثالث اسهل الشروط الثلاثة، غير أن نتانياهو لن يمكنه التعايش بسهولة مع هذا الشرط في ظل ضغوط جناح الصقور في الليكود ورفض وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن زعماء الائتلاف الحاكم في تل أبيب عقدوا اجتماعا طارئا قبل محادثات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما، شددوا خلاله علي أهمية استئناف الاستيطان في الضفة بمجرد أن ينتهي سريان قرا التعليق المؤقت في سبتمبر المقبل. وقال زعماء الائتلاف الحاكم في بيان مشترك: «نحن زعماء حزب ليكود وإسرائيل بيتنا وشاس وحزب التوراة اليهودي المتحد والبيت اليهودي وكذلك أعضاء جماعة الضغط - أرض إسرائيل - بالكنيست تعارض بقوة تمديد تجميد البناء بعد 28 سبتمبر». واعتبروا «أن إنهاء هذا التجميد هو الحد الأدني المطلوب للحفاظ علي إسرائيل كدولة مستقلة ولحماية مصالحها الحيوية».