رحل الأسبوع الماضي الفنان النحات فاروق إبراهيم -73 عاما- أحد أهم فناني النحت علي مدار الحركة التشكيلية المصرية، الذي وقفت تماثيله لتزيين أهم الميادين المصرية كتمثال: عمر مكرم والشهيد عبد المنعم رياض وغيرها الكثير. ولد فاروق إبراهيم في يوم 27 يوليو 1937، وحصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة من قسم النحت 1962، ثم درجة الماجستير في النحت عام 1972، ثم الدكتوراه ودرجة الأستاذية من أكاديمية سان فرناندو بمدريد. انتدب عبد القادر للعمل كأستاذ للنحت بكلية الفنون الجميلة بدمشق، ورئيس جمعية خريجي كلية الفنون الجميلة لمدة ثلاث دورات، انتخب بعدها نقيبًا للفنانين التشكيليين عام 1989، كما شغل منصب نائب رئيس قطاع الفنون بالمجلس الأعلي بالجامعات 1998 - 2001، واختير بعدها أمينًا لقطاع الفنون بالمجلس الأعلي للجامعات.. مثل مصر في عدد كبير من المعارض العالمية، كما شارك في عضوية العديد من اللجان منها لجنة الفنون بالمجلس الأعلي للثقافة ولجانها المختلفة، ولجنة تحكيم جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، ومقرر للجنة جائزة الدولة التشجيعية 1989، بالإضافة إلي لجان التحكيم لجائزة الدولة التشجيعية والتقديرية 1987 - 1990، وعضوية لجنة تحكيم جائزة التفوق بالمجلس الأعلي للثقافة من 2002 حتي رحيله، كما ترأس لجنة ترقية الأساتذة المساعدين لكليات الفنون الجميلة والتربية الفنية من 2003 حتي وفاته. حصل في شبابه علي الجائزة الأولي (نحت) من صالون القاهرة عام 1960، 1961، 1962، 1963 ، 1974، الجائزة الأولي الفنانين الشباب عام 1969، الجائزة الأولي صالون القاهرة عام 1973، الجائزة الأولي في مسابقة النصب التذكاري لمدينة السادات 1980، ونال جائزة الدولة التشجيعية في الفنون 1983، كما نال وسام الاستحقاق في العلوم والفنون من الطبقة الأولي 1984. للفنان عدة أعمال منفذة في الميادين منها تمثال الشاعر حافظ إبراهيم بحديقة الحرية، تمثالا طلعت حرب بحديقة الحرية وبميدان طلعت حرب بأسيوط، تمثال الأديب عباس محمود العقاد بمدينة أسوان، تمثال عمر مكرم بميدان التحرير، تمثال الزعيم أحمد عرابي بالميدان المسمي باسمه بالتل الكبير. يقول عنه الدكتور أحمد عبد العزيز رئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة: فاروق إبراهيم فنان كبير من الجيل الثالث للحركة التشكيلية، وقد أدي دوره كأستاذ وكفنان علي أكمل وجه، وله تلاميذ كثيرون فقد تخرج علي يديه جيل كبير من خريجي كليات الفنون الجميلة الأربعة وسبق له قيادة نقابة التشكيليين، وكان صاحب عطاء كبير في حياته. أما الناقد محمد حمزة فيقول: استطاع فاروق إبراهيم أن يثبت أقدامه بين مشاهير المثالين المصريين بأعماله النحتية الصغيرة والضخمة، التي استخدم في تسجيلها الطين المصري، بالإضافة إلي الخامات الأخري من فخار وسيراميك وبوليستر وبرونز، وقد أبدع في تلك الأعمال منحوتات ثرية بالتناغم والإيقاع المتوازن خاصة تنفيذه للأردية المتطايرة حول جيد الحسناوات في أعماله الصغيرة، هذا مع تميزه في نحت التماثيل الصرحية الضخمة. أما في أعمال النحت البارز فتشهد محطة مبارك لمترو الأنفاق بقدرته الهائلة في تمثيل صورة الرئيس مبارك غير تمثال الرئيس الشخصي الذي أبدع فيه بكل طاقته الفنية، وبالتالي يعد المثال فاروق إبراهيم من النحاتين المصريين القلائل أصحاب القدرة علي تشكيل التماثيل الواقعية بدون خلل في الملامح أو النسب وذلك بموهبته المبهرة وحرفية بالغة، فقد صاحب في شبابه المبكر النحات فتحي محمود الذي صمم له العديد من التماثيل والنحت البارز، ثم مصاحبته للمثال الكبير أحمد أمين عاصم الذي أثر فيه تأثيرا واضحا، ليصبح بذلك إبراهيم من القلة المبدعين في نحت الوجوه علي مدار الحركة التشكيلية المصرية.