فقدت الساحة التشكيلية الأسبوع الماضي النحات الشاب شعبان عباس عن عمر يناهز 41 عاما، قدم خلال اثنين وعشرين عاما من حياته أعمالا نحتية تميزت بالمعاصرة. ولد عباس بالفيوم في 7 نوفمبر عام 1969 ، ومنذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام 1994، ويشارك في الحركة التشكيلية المصرية بأعماله النحتية في معارض محلية ودولية كثيرة، كما حصل علي العديد من الجوائز، أهمها جائزة لجنة التحكيم في بينالي القاهرة الدولي التاسع، والجائزة الثانية والأولي في صالون الشباب الثالث عشر والخامس عشر. استخدم الفنان في أعماله العديد من الخامات من بينها البوليستر، والجرانيت، والجبس، والطين الأسواني، كما أضاف لبعض أعماله خرسانه مسلحة، وقدم نحتا مباشر بالأسمنت. نحت شعبان البورتريه بشكله الواقعي في عدد من أعماله، ثم أتخذت شخوصه شكلا مجردا من التفاصيل، واستغني عن أجزاء من الجسد، ومن أبرز أعماله مجموعة نحتية تتميز بكتلتين يربطهما بحبل؛ حيث تظهر إحداهما تمسك بالأخري أو ترفعها وكأنها تساهم في توازنها، أو مجموعة نحتية تتجه كتلتها ضد الجاذبية الأرضية وقد أطلق عليه الفنان الدكتور أحمد نوار في إحدي كتاباته "نجم الجاذبية العليا"، فتجربته تعتمد علي الخداع البصري وتبديل الواقع، وجعل الجاذبية علوية بعكس الجاذبية الأرضية. بجانب أعماله الفنية أنتج الفنان أعمالا نحتية خاصة بالتليفزيون المصري منها برنامج "اللي فات سات"، كما أن له أعمالا نحتية ببعض المحافظات. قال عنه النحات إيهاب الطوخي: كان عباس نحاتًا متواضعًا وعلي خلق نبيل، وعن منحوتاته فهو إنسان واقعي ومصري جدا في أعماله، حتي الأعمال التي حصل منها علي جوائز كانت مصرية مستلهمة من بيئته الفيوم التي نشأ فيها. أما النحات محمد عباس ابن اخيه فقال: كان دائم السؤال علي جميع الأشخاص من حوله؛ لأنه أهتم بأمورهم بشكل حقيقي وصادق، وكان يسعي لحل مشاكلهم، وكان شديد الاخلاص لفنه حيث رفض وظائف كثيرة كي يتفرغ له، وهذا كلفه الكثير كي يستطيع تحقيق ذلك.