شدد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية علي أهمية استمرار العمل الدبلوماسي لإيجاد حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني، بشكل يتيح للمجتمع الدولي التأكد بلا أي لبس من سلمية نوايا إيران في هذا المجال في الوقت الذي لا يمس فيه بالحق الأصيل لأية دولة في تطوير برامجها النووية السلمية وفقا لحقوقها المنصوص عليها في المعاهدات الدولية المنضمة إليها. وقال أبوالغيط تعليقا علي اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار 1929 الذي يفرض عقوبات جديدة علي إيران إن العقوبات لا يجب أن تكون الخيار الوحيد وأن التجارب السابقة للعقوبات انتهت دائما إلي تصعيد التوتر والمواجهة. وأكد وزير الخارجية علي ضرورة قيام إيران والأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية وجميع الأطراف الدولية المعنية الأخري بالعودة فورا إلي التفاوض الجاد والبناء لحل الأزمة سلميا. وأشار أبوالغيط في هذا السياق إلي المبادرة المصرية بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والقرار الصادر عن مؤتمر المراجعة الأخير لمعاهدة منع الانتشار النووي بعقد مؤتمر دولي في عام 2012 لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، معتبرا أن إنجاح هذا المؤتمر هو المدخل الرئيسي للحفاظ علي الاستقرار الإقليمي والقضاء علي شبح التهديد النووي من أي طرف إقليمي في الشرق الأوسط. من جانبه اعتبر الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الامن علي ايران علي خلفية برنامجها النووي "وهي الاكثر حزما حتي يومنا هذا" توجه "رسالة لا لبس فيها" الي السلطات الايرانية بأن المجتمع الدولي مصمم علي وضع حد لانتشار الاسلحة النووية. وكلفت واشنطن الدبلوماسية روبري أنهون المستشارة الخاصة لعدم انتشار الاسلحة النووية ومراقبة الاسلحة بتولي مهمة مراقبة تنفيذ قرار مجلس الامن الصادر ضد ايران. وفي طهران، قللت ايران من تأثير العقوبات الدولية الجديدة واعتبرتها "لا قيمة لها"، متعهدة بمواصلة نشاطها النووي محذرة من انها قد تخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها صدر أمس أن علي العالم أن ينتظر الرد. وشبه الرئيس الايراني العقوبات ب «الذباب المزعج» وقال محمود أحمدي نجاد انه يتعين علي من أصدر قرار العقوبات ضد بلاده ان يعلموا أنهم غير قادرين علي الاضرار بالشعب الايراني. أما المعارضة الايرانية في الخارج فرحبت بالعقوبات، مطالبة بأن تكون العقوبات شاملة. وقال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية إن الحل النهائي لمنع حصول "المتطرفين الارهابيين" في طهران علي القنبلة النووية يكمن في احداث تغيير ديمقراطي في ايران. تعرض منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني للمقاطعة مرتين خلال مؤتمر صحفي علي هامش مؤتمر لمعهد دبلن للشئون الدولية والأوروبية في أيرلندا، وذلك من قبل معارضين إيرانيين وصفوه بممثل الديكتاتورية والإرهاب، ووقف شخص خلال المؤتمر وصاح وهو يشير إلي متقي قائلاً :"هذا الرجل ديكتاتور، هذا الرجل إرهابي، أنا إيراني، هذا الرجل إرهابي." وبعده بقليل هتف شخص آخر قائلاً "عار عليك، أنت قاتل, لماذا أعدمتم خمسة سجناء سياسين أكراد".. وقد تدخل حراس متقي وأخرجوا الرجلين من القاعة بالقوة. وخلال مغادرة متقي القاعة، قام متظاهرون في الخارج برشقه بالبيض, وترديد عبارات تدين متقي والنظام في إيران، وتدخل الحرس لينشر مظلة فوق الوزير الإيراني لصد البيض عن متقي وحالوا دون وصول المتظاهرين إليه، وقامت الشرطة الأيرلندية باعتقال ثلاثة متظاهرين.