تبدأ اليوم رسمياً الفترة القانونية للحملات الانتخابية لمرشحي انتخابات مجلس الشوري علي مستوي أغلبية الدوائر الانتخابية بمحافظات الجمهورية.. وللأسف الشديد لا نزال نحتاج إلي توعية انتخابية بقدر أهمية انتخابات مجلس الشوري. بالطبع، لن يكون هناك أي تطور سياسي في المجتمع المصري إلا من خلال الانتخابات التي تعد أحد المداخل الرئيسية لهذا التطور المنشود. ولا نزال نحتاج إلي الترويج الإعلامي للمشاركة الانتخابية لكي يعرف كل مواطن أهمية صوته الانتخابي في صناعة ملامح الحياة السياسية المصرية. أعتقد أنه من المفيد التركيز في التوعية الانتخابية خلال الفترة المقبلة علي أهمية مشاركة الناخب في الإدلاء بصوته. وهو وعي يرتبط بثلاثة عناصر رئيسية، هي: اقتناع الناخب من الأصل بأهمية الذهاب للتصويت، واختياره للمرشح الذي تتوافر فيه الشروط المطلوبة للقيام بدوره كعضو مجلس شوري، وإعداد وتنفيذ مراحل العملية الانتخابية بدقة شديدة طبقاً للقانون بدون أي استثناء أو تجاوز. إن التوعية الانتخابية هنا هي مسئولية جماعية تشترك فيها الدولة بشكل عام، وتشترك فيها الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، والإعلام المسموع والمقروء. وذلك تحت إشراف من اللجنة العليا للانتخابات. وربما يكون نموذج ذلك الدال نشاط التليفزيون المصري خلال الفترة المقبلة في التوعية بمجلس الشوري وأهميته ودوره واختصاصاته كتوعية عامة غير حزبية.. ترتبط بالتوعية أكثر مما ترتبط بالبرنامج الانتخابي لحزب معين.. بخلاف البرامج المتخصصة التي تقدم الأحزاب المشاركة بالفعل في الانتخابات فيها رؤيتها في العديد من القضايا التي تهم المجتمع المصري. وذلك مع الأخذ في الاعتبار، أن هناك ثلاثة شركاء أساسيين في العملية الانتخابية يجب أن يشتركوا جميعاً بأشكال متعددة في صياغة شكل تلك التوعية الانتخابية التي أتحدث عنها، وهم: اللجنة العليا للإشراف علي الانتخابات من خلال تنسيقها مع جميع الجهات المعنية سواء كانت وزارة العدل أو وزارة الداخلية أو وزارة الإعلام. والشريك الثاني، هم المرشحون والمتنافسون أنفسهم سواء كانوا حزبيين أو مستقلين. ومدي إدراكهم بأهمية عمل برنامج توعية انتخابية لأهالي دائرتهم ضمن حملاتهم للتعريف بأنفسهم وببرامجهم. أما الشريك الثالث، فهم الناخبون أنفسهم، ومعرفة تركيبتهم العددية علي مستوي كل دائرة سواء كانوا من الناخبات أو من الشباب الذي سيدلي بصوته للمرة الأولي. وهي الفئة التي تحتاج للتركيز معها، أما الناخبون الآخرون فيكفي لهم إعادة تنشيط ليشتركوا في الانتخابات. لقد أصبحنا كمواطنين مصريين في أشد الحاجة للتأكيد علي أهمية صوتنا الانتخابي وقيمته السياسية.. لأن أصواتنا هي العامل الأهم في العملية الانتخابية.. لأنها ترجح الأجدر من بين المرشحين للتعبير عن المجتمع وطموحاته وآماله ومشاكله. إن عدم الإدلاء بأصواتنا الانتخابية يعتبر نوعاً من التنازل عن حق أساسي.. يجب التمسك به؛ لكي لا نترك أنفسنا للشائعات حول تزوير الانتخابات.. فالمشاركة الانتخابية هذه أكبر ضمان في مواجهة جميع أشكال التزوير.