«مالقوش في الورد عيب قالوا عليه أحمر الخدين».. هذا المثل المصري الصميم يقال للذين لا يعجبهم العجب أو الذين يعارضون علي الفاضي وعلي المليان.. وهي ظاهرة للأسف باتت شائعة في مصر خاصة لدي التيارات المعارضة التي أصبح كل همها المعارضة من أجل المعارضة تغذيها صحف خاصة تزعم أنها مستقلة وهي في الواقع مستقلة عن الإجماع! وأبسط وأقرب مثال علي ما أقول ردود أفعال تلك التيارات والصحف التابعة لها حول تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخا وإماما أكبر للأزهر الشريف خلفا للراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي.. فرغم أن اختياره كان شبه متوقع نظرًا لمكانته العلمية حيث يتولي رئاسة جامعة الأزهر أقدم وأعرق الجامعات في مصر بل وفي العالم الإسلامي إلا أن ذلك لم يشفع له عند الذين اعتادوا المعارضة من أجل المعارضة فعابوا علي الرجل انتماءه للحزب الوطني رغم أنهم هم أول من يعلمون أن الأزهر هيئة مستقلة لا علاقة لها بالأحزاب أو الطوائف. كنت أتوقع من العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ألا ينساق وراء هواة المعارضة حيث أكد في أول مؤتمر صحفي له أنه لا علاقة بين كونه شيخًا للأزهر وعضويته في الحزب الوطني لأن الأزهر ليس له أجندة حزبية أو طائفية وإنه لا تعارض مطلقا بين المنصبين لأن المطلوب ممن يتولي منصب شيخ الأزهر أن يعمل لمصلحة الأزهر لافتًا إلي أنه أزهري حتي النخاع وكل ما يتفق مع الأزهر فهو معه وما يتعارض معه سيقف له بالمرصاد. لقد أجاب المفكر الإسلامي المعروف وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد عمارة علي ما يثار من انتماء الدكتور أحمد الطيب للحزب الوطني بقوله «وهل مهمة شيخ الأزهر أن يعارض الحكومة؟!» وهو رد بليغ في صورة تساؤل.. لافتًا إلي أن شيخ الأزهر له استقلاليته فلا يحال للمعاش ولا يعزل رغم علاقته بالحكومة.. فالأزهر مؤسسة مصرية عالمية تساعد الدولة في اتخاذ القرارات التي تتوافق مع الشريعة وتعمل علي نشر الوسطية والاعتدال والارتقاء بالدعوة داخليًا وخارجيًا. إن الدكتور أحمد الطيب شخص له مكانته يتمتع بقدر عال من العلم والاستنارة والافتاء حيث كان مفتيًا من قبل.. ودوره كشيخ للأزهر يتخطي حدود مصر ليشمل المسلمين في جميع أنحاء العالم.. ولأنه لا يوجد في الرجل عيب يحول دون توليه هذا المنصب الإسلامي الرفيع قالوا عنه إنه عضو في الحزب الوطني وكأن انتماءه الحزبي وصمة يجب أن نوصمه بها رغم أن الإمام الأكبر لم يقل بأنه سيمارس نشاطه الحزبي داخل مكتبه في المشيخة.. أو أنه ينوي مثلاً الترشح في انتخابات الشوري أو الشعب المقبلة.. أقول لكل هؤلاء «اتقوا اللَّه»! كلام في الهوا هل القادة العرب الذين سيعقدون قمتهم العربية في مدينة سرت الليبية السبت المقبل لديهم القدرة والجرأة والشجاعة لإعلانهم سحب مبادرة السلام العربية التي طرحوها منذ سنوات ورفضت إسرائيل التعامل معها؟!.. أعتقد لو فعلوا ذلك سيكون رغم رمزيته أبلغ رد علي الموقف الإسرائيلي المتعنت الرافض للسلام والذي يبتلع الآثار الإسلامية والأراضي الفلسطينية يومًا وراء يوم.