اليوم.. بداية دورة برلمانية لمجلسي الشعب والشوري.. دورة خالية من المعارضة.. لكن هل سوف تخرج المعارضة من نواب الأغلبية.. أو من المستقلين.. لا أدري.. كيف سيكون هذا المجلس الجديد.. بدون معارضة حقيقية أو جادة.. لابد ان تخرج المعارضة هذه المرة من داخل نواب الحزب الوطني.. بعد انسحاب المعارضة الحقيقية من المرحلة الثانية للانتخابات.. فلا يعقل ان يمارس البرلمان عمله بدون معارضة. لا نريد ان نعود للوراء.. أيام الحزب الواحد.. والمجلس الواحد.. لا نريد مجلسا مستأنسا.. ولا نريد ان تتردد كلمة "موافقة".. "عمال علي بطال".. علي كل مشروع قانون تقدمه الحكومة للمجلس. غياب المعارضة.. يتطلب من نواب الأغلبية ان تخرج من بينهم معارضة.. وهذا أكبر نجاح لهم.. فما أفضل من ان تكون المعارضة من الداخل.. وان يتسع صدر المنصة لهذه المعارضة.. وأيضا قيادات الحزب الوطني. نريد معارضة لصالح الشعب.. معارضة تقدم لنا أفكارا بديلة وقوانين لا يطلق عليها "سيئة السمعة".. نريد معارضة من داخل الحزب الوطني.. معارضة وطنية.. لا تنقاد.. ولا تعارض من أجل المعارضة.. تعارض عندما يتطلب الأمر معارضة.. نريد معارضة لا تعترف بالتوجيهات.. ولا بالإشارات أو النظرات.. انما معارضة تتحرك طبقا لضميرها وواجبها الوطني.. نريد ان تخرج معارضة من الحزب الحاكم.. معارضة لصالح الحزب نفسه.. معارضة تقول للحكومة "لا".. معارضة ترفض تمرير أي قانون جائر.. يفرض معاناة جديدة علي الناس. أمام حزب الأغلبية.. فرصة العمر.. ان يقدم لنا نموذجا مختلفا عما تعودنا عليه.. نموذجا لديه الشجاعة ان يقول ما في داخله بكل حرية.. وأمان.. نموذجا يردد نفس الكلام الذي يقوله في الغرف المغلقة.. علانية.. وان يكون رأيه عن قناعة شخصية.. نريد ان يتغير مفهوم وتقاليد عانينا منها لفترات طويلة ليس عيباً ان نتخلص من "عيب" الموافقة الجماعية الكاملة.. وليس عيبا.. ان يخرج من بين صفوف الأغلبية.. من يعارض لصالح التشريع نفسه.. ولصالح الشعب.. وان يتقبل الجميع هذه المعارضة بدون زعل أو اتخاذ مواقف عنترية.. ولابد ان يعرف الجميع ان المعارضة للصالح العام.. فليس من مصلحة أحد.. ان نصفق دائما للحكومة.. وان يعاني المجلس من ظاهرة غياب الوزراء.. وأيضا النواب.. خاصة نواب الحزب الوطني. نريد ان يحرص نواب الأغلبية علي حضور الجلسات المسائية مثل الصباحية.. فان الحكومة عادة ما تلجأ اليها لتمرير مشروعات القوانين الصعبة.. نريد ان تفكر الحكومة ألف مرة.. قبل ان تتقدم بأي قانون جديد لمجلس الشعب.. وان تعمل ألف حساب للمعارضة من داخل الأغلبية.. وان نسمع استجوابات أكثر سخونة وموضوعية عما كنا نسمعه أيام المعارضة.. هل يتحقق هذا المطلب.. ويصبح لدينا مجلس شعب يعارض الحكومة.. ويراقبها بجدية.. هذا يتوقف علي أداء نواب الحزب الوطني.. وسلوكهم داخل البرلمان!!