الرئيس السيسي: البلد لو اتهدت مش هتقوم... ومحتاجين 50 تريليون جنيه لحل أزماتها    ترامب خلال لقائه ولي العهد السعودي: إيران تريد بشدة التوصل إلى اتفاق معنا وأنا منفتح    ترامب يشكر السعودية علي استثمار 600 مليار دولار بأمريكا| وولي العهد يرفع الاستثمارات ل تريليون دولار    إدارة دونيتسك المحتلة تعلن حالة الطوارئ بعد هجمات أوكرانية على محطتين حراريتين    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    نمو الطلب على السلع المصنعة في أمريكا خلال أغسطس    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    أقرب إلى الخلع، وزير الآثار الأسبق يكشف مفاجآت عن وثيقة الجواز والطلاق في عصر الفراعنة    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    إنهاء تعاقد مُعلم في نجع حمادي بتهمة التعدي على تلميذ    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    وزارة الاتصالات تنفذ برامج تدريبية متخصصة في الأمن السيبراني على مستوى 14 محافظة    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    «مصر العليا للكهرباء»: 4.3 مليار جنيه مشروعات للغير وفائض تشغيل كبير    وزير المالية: مبادرة جديدة لدعم ريادة الأعمال وتوسيع نظام الضريبة المبسطة وحوافز لأول 100 ألف مسجل    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الشيخ رمضان عبد المعز يبرز الجمال القرآني في سورة الأنبياء    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكره الكتابة المتنطعة التي تزايد حتي علي الفرح
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 19 - 03 - 2010

حين تعتبر سؤالك بديهياً تخسر البداهة غالبا ًما تخسر خطر لي ذلك وأنا أسأل يسن، كنا نتحدث عن الأهرام: لماذا لم يعد أحمد بهاء الدين ولويس عوض وزكي نجيب محمود ويوسف إدريس يكتبون في الأهرام؟، قال يسن بسخرية مكتومة: أين هم هؤلاء لقد ماتوا كنت أعرف بالطبع أنهم شبعوا موتاً، وأعدت السؤال،
فبدا يسن مقتنعاً وهو حين يهز رأسه الضخم إلي أسفل وإلي أعلي متظاهراً بالاقتناع، كن واثقا ًمن عكس ذلك. المهم كانت الصحيفة شغفي الأول أذكر القروش الزهيدة التي تشبه الصدقة كنت أحوشها طوال الأسبوع، ثم أركب دراجتي ومن حولي ترفرف الجلابية البيضاء كأنها راية منتصرة وأنا عائد مرة بالأهرام ومرة بالعدد الأسبوعي لأخبار اليوم كان ذلك نحو العام 1986 أو 87 طوال الأسبوع، وبدأب نملة كنت أقرأ فيهما منتقلاً، مع كل صفحة، من عالم إلي عالم آخر كان هؤلاء، إدريس وغيره، يكتبون في الأهرام وفي أخبار اليوم كان يتلقفني صلاح حافظ ومصطفي امين ومحمود السعدني وهيكل حوارات 7 رجالات. كنت في طريقي لأن أمسك القلم. وكان كل واحد من هؤلاء هو القلم الذي أمسكته. كانوا بابي الملكي للعبور إلي الكتاب. والآن علي مبعدة ربع قرن من شغفي، أتساءل ما إذا كان هناك ولد، في الثانوية العامة، ينحي الأفق جانباً، يقطع 10 كم ليذهب إلي صحيفة أتساءل وفي ذهني يسن، طفل الأربعينيات، الذي كان يقرأ لوالده في الأهرام وأخبار اليوم.
لحظة مشتركة، أو قل إن الصحيفة هي الرعشة التي مستنا قبل أي شيء آخر. لا أدري إن كانت هناك صحيفة، الآن، قادرة علي أن تصيب أحداً برعشة!
وأضاف يس:
- هؤلاء، عوض وإدريس وغيرهما، أبناء المرحلة الليبرالية. بعبارة أخري ورثتهم ثورة يوليو. لكنها لم تصنعهم كلهم بلا استثناء حتي يوسف إدريس كان ينشر قصصه القصيرة في المصري أنا اكتشفت هناك قصصه الأولي، كلهم نشروا وعرفوا للقارئ قبل 1952، إنما الثورة أعطتهم مساحة واسعة للإبداع نجيب محفوظ بدأت شهرته الشعبية عندما نشر له يوسف السباعي في الكتاب الذهبي هذه السلسلة أسهمت في تكوين طبقة كبيرة من القراء وهذا جيل عملاق من الصعب أن يتكرر هؤلاء تلامذة طه حسين ولطفي السيد، تشكلوا في عصر مختلف. وبالتالي هذه القامات لم تختف من الأهرام، هي اختفت من الحياة الثقافية. ليس معني هذا أن الجيل الراهن أقل قيمة هؤلاء رواد قامات كبيرة، وفي الجيل الراهن هناك قامات أيضا حسن حنفي بلغ 65 عاما قد لا يكون أبناء هذا الجيل بمثل شهرة الرواد وهذا لأسباب مختلفة
أنا أتحدث عن القيمة!
- هناك قيمة لا حدود لها امسك باب الرواية، هناك إبداعات جيل الستينيات.. الغيطاني، إبراهيم أصلان، محمد البساطي، يوسف القعيد الأمر نفسه بالنسبة للقصة القصيرة، بالنسبة للشعر.. هناك عبدالمعطي حجازي، صلاح عبدالصبور، هؤلاء كان لهم تأثير في الفلسفة، في الفكر هناك أجيال، إنما من الصعب أن يصلوا لشهرة الرواد الذين تكونوا، كما قلت لك، في ظروف مختلفة وكانت لهم مواهب مختلفة.
وما التقاليد التي تري أن الأهرام قد أرستها في الصحافة العربية؟
- تقاليد تتعلق، أولا ً، بالمستوي المهني الرفيع للعمل الصحفي هناك، في الأهرام مدرسة للتحقيقات الصحفية كان لها رواد.. الأستاذ صلاح هلال، رحمه الله، كان رئيس قسم التحقيقات كانت له مدرسة كنت أراه، في قاعة التحرير، وحوله تلامذته، كان يرسم لهم الصفحات بنفسه ويضع المانشيتات، الأستاذ عبد الحميد سرايا في القسم الخارجي، أسماء كبيرة، كانت هناك مدرسة في قسم الأخبار اسمها ممدوح طه هؤلاء علموا أجيالا ًمن الصحفيين معني الخبر كل يوم كان هناك اجتماع.. ما الخبر الذي فات الأهرام، ولماذا. كانت هناك محاسبة وكان هناك ومستوي هذا تقليد مهم. تقليد آخر كانت هناك مسألة القيم الصحفية.. عدم التعرض للشئون الخاصة، الموضوعية في التحليل. ثالثاً: التحليلات العلمية للظواهر السياسية والدولية مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أصبح مدرسة في الصحافة المصرية. رفع مستوي التحليلات الصحفية والإخبارية، كل هذه قيم أرستها الأهرام.
العلاقة بين الكاتب والقارئ هل هي إيجابية، بمعني أن الكاتب.. كل كاتب يريد أن يؤثر، لكن القارئ، الآن، لا يكترث؟
- لا أوافقك الرأي القارئ المهتم يكترث جداً، ويستطيع التمييز بين الكتاب يستطيع أن يدرك الكاتب العميق من الكاتب السطحي الكاتب صاحب المصداقية والكاتب المجرد منها الكاتب الذي يملك قدرة علي النقد أو المبرر الذي يطبل للسلطة القارئ يميز كل هذا لا أتحدث عن القارئ العادي أنا أكلمك عن القارئ المهتم ساعات تنبني علاقات وثيقة بين الكاتب والقارئ أكلمك عن تجربتي، هناك قاريء في الإسكندرية اسمه: أيمن أحمد يونس اعتاد أن يرسل لي ملاحظات نقدية علي ما أكتب لسه باعت لي جواب هذا يدلك علي التفاعل بين القارئ والكاتب أنا أهتم بالنقد مسألة المدح لا تهمني أهتم بالطريقة التي ينظر بها القارئ للموضوع أحد القراء، لم يكن يذكر اسمه، كان مثقفاً ثقافة رفيعة، كان يرسل لي ملاحظاته بالإنجليزية وكانت ملاحظات في الصميم كانت لديه القدرة علي كشف مناطق الضعف الكامن في بعض أجزاء المقال أو بعض الأخطاء التي ارتكبتها في الوقائع والتحليلات كنت أسعد جداً بمراسلاته. مرة جاءني خطاب من طالب ثانوي في كفر الزيات، كان يطلب كتاباً من إصدارات المركز، فأرسلت له عدة كتب هدية ورددت له الربع جنيه الذي أرسله هذا الطالب قال لي: ما فعلته معي شجعني علي الحصول علي الدكتوراه فيما بعد واحد تاني من الصعيد.. إلخ. العلاقة بين الكاتب والقارئ لابد منها.
ألم تفكر في العمل بالصحافة؟
- عندما تخرجت في كلية الحقوق، جامعة الإسكندرية، كان تقديري جيد فقدمت في النيابة، لكني لم أقبل.
ففكرت في العمل بالصحافة. كان والدي، رحمة الله عليه، علي علاقة بالفريق سليمان عزت، رئيس البحرية، كان له قريب يعمل بجريدة الشعب، فكلمه وأبدي حماسة علي أن أعمل سنتين دون راتب هنا في القاهرة ولم يكن هذا بمقدوري، ففشلت المحاولة.
تكتب 4 مقالات أسبوعياً، هل تكتب حسب القارئ، أو توجه الصحيفة من القارئ الذي تخاطبه؟
- حسب كل مقالة.. مقالات الأهرام فكرية. أشتبك من خلالها مع العالم. لأعرف فيم يفكر مقالة الأهرام تنشر في أربع جرايد عربية في نفس اليوم أنا أخاطب القارئ العربي بهذه المقالة. هناك مقالة الأهرام المسائي هذه موجهة للقارئ المصري في الأساس.
أما عمود جريدة القاهرة، ففي الأغلب الأعم أدبي، وأحياناً يكون سياسياً مقالاتي في جريدة الحياة، أعالج فيها العلاقات الدولية.
ما الذي يحرضك علي الكتابة ألم يصبك التكرار؟
- حياتي قراءة وكتابة أنا قارئ قديم محب للمعرفة حريص علي التجدد المعرفي من أجل ذلك تجدني علي الإنترنت 3 أو 4 ساعات يومياً علي ذكر الإنترنت.
البعض يري أنك تسرف في الاعتماد عليه ما وجه الإسراف؟
- ثقافة النت، ليست ثقافة موثقة، قد نحتاج من النت معلومة أو ما شابه، ولكن الاعتماد عليه، كلية، قد يحرف المسار عن اتجاهه، ولا يلبي ما نريده في التحليل من عمق.
- لا، لا أتفق معك أنا لا أبحث في النت عن معلومات أنا أبحث عن التيارات الفكرية الجديدة لو أنني أعمل، مثلا ً، علي موضوع كالعولمة أو الديمقراطية، أفتح النت، هناك مقالات موثقة، هناك كتب، تقارير دولية..إلخ. أنا أبحث عن المعرفة. وبحكم تدريبي كباحث محترف أستطيع أن أميز بين ما أريد وما لا أريد.. دعني أريك كيف أستخدم الإنترنت.
وتحرك يس باتجاه مكتبه المكتظ. قلت سيخرج واحدة من مهاراته.. الاستدعاء فذاكرته أرشيف، أو شبكة عنكبوتية ترضخ بضغطة زر وبالفعل أحضر عدة مقالات مصورة لزوم الشيء أو الكتابة.. وقال: هذه دراسة عن إدارة الأزمة crisis management ، لأنني أعد لكتاب عن مصر بين الأزمة والنهضة، ففكرت أن أمهد له بفصل عن سوسيولوجيا الأزمة وهذه دراسة أخري crisis theory " نظرية الأزمة.. إلخ. هذه فقط أمثلة تريك كيف يفكر العالم في موضوع الأزمة النت يوفر لي المادة وأنا أوفر المنهج.
وعدت أسأل يس.. بعد أربعين عاما ًمن الكتابة، ألم يصبك التكرار؟
- فقال، ولم يكن قد سمع الكلمة جيداً، فرددها مستفهماً.. التكرار لا لسبب أنا أعتبر نفسي خبيرا ًفي التجدد المعرفي أنا verey up to date يا عزيزي أسافر فرنسا، مرة أو مرتين في السنة أشتري أحدث الإصدارات في الفلسفة وعلم الاجتماع والسياسة، أحدث الإصدارات الإنجليزية أحدث ال..، وقاطعت يس، اختصرت ذاكرته، الفهرست الذي يسرد منه احتياجاته قلت: مجارياً إنجليزيته الطلقة طلاقة المطر and so on، إلي آخره ثم سألته: متي تنجح الصحيفة الحزبية؟ - أنا لا أري أن هناك صحيفة حزبية ناجحة الصحف الحزبية ضعيفة، مهنيا ًوفي كل شيء، القدرة علي التغطية، وأغلبها لا يعتمد علي القوالب الصحفية المختلفة هناك مقالات رأي، ولكن لا توجد تحقيقات موثقة مثلا ً.
الأحزاب المصرية أصبحت فقط صحفاً تصدر؟
- حضور الأحزاب ضعيف جداً في الشارع المصري، لأسباب أخري غير التمحك في تعطيل أو تقييد الحكومة لها. الكلام ده غير صحيح. السبب الحقيقي هو ضعف هذه الأحزاب العديد منها ما زال ينشق علي من يرأس الحزب! إلي آخر هذه المنافسات العقيمة.
ثم إن هذه الأحزاب فقدت دورها النقدي، وتعيد إنتاج خطابها القديم دون تجديد، هناك مسافة بينها وبين الجماهير.
هل بلغت صحافتنا سن الرشد؟
- يعني إيه سن الرشد
السن التي تعرف فيها الصحافة مسئولياتها، قبل أي شيء آخر؟
- في الوقت الراهن وفي ضوء حرية التعبير الموجودة، هناك ازدهار صحفي
هناك صحف كثيرة تصدر، أكثر من 20 صحيفة يومية، ليس أكثر ..
- لا يهمني العدد تهمني النوعية هناك صحف أضافت، هناك المصري اليوم، عندنا الشروق، هذه نماذج صحفية جيدة أعتقد أن المجال مفتوح للإبداع الصحفي، إذا خلصت نوايا من ينشئ صحيفة.
أعود إلي الكثرة.. هل هي نتيجة تغير في اقتصاديات السوق، أم تغير مجتمعي أوجد الحاجة لمثل هذا العدد من الصحف؟
- الكم مؤشر علي أن هناك مشكلة عندما يزيد عدد الصحف يصبح دليلا ًعلي أزمة
كيف؟
- أقولك: شوف، إذا أصدرنا 100 صحيفة خالية من المضمون، فقط للربح، هنا تكمن الأزمة
وهل يتناسب، طردياً، عدد الصحف مع عدد السكان الآن؟
- ليس هذا هو المهم، الأهم أن يتناسب هذا مع القدرة الشرائية للقارئ
ما المعادلة التي يمكن أن يوازن بها الصحفي بين حريته ومسئولياته
- تتعلق المسئولية بأشياء عديدة أولا المستوي المهني.. التدريب الذي تلقاه. التدريب ليس معناه معرفة الأشكال الصحفية، الأهم هو القيم عندما ينشر الصحفي خبراً لم يتحقق من صحته هذا إخلال بمسئوليته ومستواه المهني، عندما ينشر أخباراً للإثارة، هذا إخلال بالمهنة وبالأخلاق أيضاً، هناك ميثاق شرف، عليه أن يتمسك به لدينا حرية، المهنية مطلوبة والالتزام مطلوب
ما دمت تتحدث عن ميثاق الشرف، ساعات أشعر، ليس ساعات، دائما اشعر أن كل المواثيق هي، في النهاية، حبر علي ورق.
- بدأ يتفاعل مؤخراً، لما أصبح الخروج علي القيم المهنية والصحفية فاضحا بدأت نقابة الصحفيين في التحرك.
وما رصدك للانتخابات الأخيرة؟
انتخابات النقيب، خاصة أن واحدا ًمن أبنائك، ضياء رشوان، كان مرشحا لموقع النقيب.
- كانت انتخابات نموذجية، كان هناك تنافس شريف بين صحفي مخضرم صاحب خبرة طويلة زي مكرم محمد أحمد، وبين ضياء خليفة ضياء باحث علمي وكاتب صحفي له شهرته كمعلق تليفزيوني، كانت مباراة رائعة، وكون ضياء يحصل علي كل هذه الأصوات هذا شيء يحسب له، لكن خبرة مكرم رجحت الكفة لصالحه.
ألم تفكر في ترشيح نفسك، نقيباً؟
وعاجلني يس بشكل قاطع.. إطلاقاً، فأسعفتني أوراقي بسؤال سريع عن الحد الفاصل بين حرية الصحافة وأخطاء الصحافة؟
- حرية الصحافة تفرض علي الصحفي ألا يقع في أخطاء جسيمة من الممكن أن يقترف أخطاء، مثله مثل أي شخص آخر، لكن عليه ألا يخطئ عن عمد، الأخطاء المتعمدة يجب أن نندد بها، صحافة التشهير مرفوضة وكذلك نشر المانشيتات المثيرة، والتحريض علي الفتنة الطائفية، كل هذا مرفوض للصحافة دور أساسي ولكن هذا الدور ينبغي أن يمارس ما أسميه النقد الاجتماعي المسئول أنا كصحفي ليست مهمتي، عندما أعارض، أن أقول: كل حاجة غلط، علي أن أعترف بالإيجابيات إن وجدت خذ مثلا ًطريق الصعيد الذي افتتحه الرئيس مبارك، لك صحيفة معارضة كتبت عن هذا الطريق! هذا مثال للمشروعات القومية.
التنمية في أمريكا قامت علي إنشاء الطرق والسكك الحديدية عندما تنشئ طريقا ًجديدا ً.
معناه حياة جديدة
- مش كده ولا إيه كام جريدة معارضة قالت ذلك، لكنهم بارعون في إهالة الغبار علي كل شيء، هذا هو الفارق بين الحرية والمسئولية.
الصحافة الصفراء هل تلبي حاجة غريزية للمجتمع، أي مجتمع، نحو النميمة والتشهير والفضائح؟
- هي تفتعل الفضائح. صحافة رخيصة. أصحابها عديمو الموهبة والأخلاق، وتمارس الابتزاز
لماذا لا تتخذ إجراءات إذا ضدها؟
- ليس من سلطة أحد ذلك
لا النقابة ولا المجلس الأعلي للصحافة
- لا أنا رأيي أن الجرايد التي تثير الفتنة ينبغي إيقافها، قد لا يعجب هذا الكلام كثيرا ًمن الصحفيين صحيفة الدستور، أغلقت مرة، في الإصدار الأول، بسبب شيء مشابه أنا ضد هذا النوع من النشر وأعتقد أن هناك مشروعية لإيقاف مثل هذه الصحف حتي إن لم تكن المسألة قانونية 100٪. لماذا، لأن هناك اعتبارات منها الاستقرار وصالح المجتمع. ليس باسم حرية الصحافة أحدث فتنة. لا يجوز هذا خصوصا إذا كان هناك تعمد في نشر أشياء من شأنها إثارة الفتنة، بأي حق أترك مثل هذه الصحيفة تصدر.
علي أي أساس هذا تقصير من الحكومة في مراقبة الأوضاع، يجب أن تمنع الوسائل الإعلامية التي تضر بسلامة المجتمع.
وما رأيك في انتخاب رؤساء التحرير ومجالس الإدارة، بدلا ًمن تعيينهم، علي غرار ما حدث في ال لوموند؟
- طب هو رئيس تحرير المصري اليوم منتخب أم معين؟
عينه رأس المال
- في تجربة ال لوموند، وقد تابعتها عن كثب، حدثت أزمة في انتخاب رئيس التحرير ظلوا عامين دون أن يحصل أحد المرشحين علي الأغلبية، في هذه الحالة ذاتها قد لا تكون الانتخابات خيراً خالصاً، من الممكن أن تفرز الانتخابات نوايا سيئة ولا يعني هذا أن التعيين أفضل بالضرورة، المسألة تحتاج إلي صيغة ما، تتلافي عيوب الانتخاب وعيوب التعيين بالمعني التقليدي للكلمة
يقال إن المرأة أكثر إخلاصاً للجريدة من الرجل؟
- لا أوافق علي هذه الصيغة
بالنسبة لك، ممن تأتيك ردود أفعال علي ما تكتب، أكثر؟
- لا فرق
كلمني عن الضمانات الواجب اتخاذها، لدعم حرية الرأي والتعبير؟
- هذا سؤال مهم أولا ًهناك جانب تشريعي الدستور يسمح بحرية التعبير ويضمنها، ولكن هناك جانبا تشريعياً أن القوانين لا تكون معوقة المجتمع المدني نفسه، أحياناً، يعوق حرية التعبير
كيف؟
أخذ حالات الحسبة التي كان يرفعها أي عابر سبيل، القانون منع هذا، إنما، للأسف الشديد، هناك بلاغات تقدم للنيابة والنيابة تقدم صاحبها للمحكمة، أنا ضد هذا إذا كان المشرع قد منع دعاوي الحسبة، فليس من حق أحد أن يمارس الحسبة، خاصة إذا كان رافع الدعوة غير ذي صفة.
أعتقد أن الصحافة قطعت شوطا ًفي حرية الكلام، لا حرية الرأي؟
- حرية الكلام مكفولة للجميع. مسألة الرأي فيها قولان. هناك آراء قيمة للغاية تطرح من الكتاب والمفكرين في الصحف كافة، وهناك آراء سطحية بلا معني، خاصة كتاب الأعمدة في صحافة المعارضة، الواحد منهم، إلا فيما ندر، لا يبذل مجهودا ً. يقعد ينقد كل شيء كأنه يتملك الحقيقة المطلقة من النادر أن تجد عمودا ًرصينا ًفي الصحافة المصرية الأعمدة خاصة نتعامل معها بخفة، من أجل ذلك لا تقرأ وهناك كتاب تحب أن تتابعهم، حتي إن كنت مختلفا ًمعهم.
هناك شعار مسكوت عنه في الصحافة القومية أن الدولة تحتاج لمن يبرر سلوكها، وفي المقابل عليها أن تدفع ثمن هذه الخدمة؟
- ليس هذا صحيحاً والهجوم علي المؤسسات القومية خرج من الصحف الخاصة أحدهم يدعو لأن يتملك رجال الأعمال المؤسسات القومية هذه دعوة تخريبية، من الخطر أن يهيمن رأس المال علي الصحافة القومية فهي تؤدي دورا ًخطيرا ًفي التعبير عن المجتمع بكل أطيافه هناك نقد مسئول تمارسه هذه الصحف ضد الحكومة وسلبيات النظام اقرأ الأهرام، تحقيقات الأهرام خاصة ما ينشر في هذه الصحف، ضد الحكومة، يفوق ما تنشره الصحافة الحزبية والمستقلة.
هل أصبحت الصحف الجديدة قومية أكثر من الصحف القومية؟
- بمعني؟
إنها ملكية أكثر من الملك؟
- هذا يتوقف علي الموضوعات، لا أستطيع تصنيف الصحف وفق هذا المنظور
الإعلانات مشكلة، وغالبا ًما تحل هذه المشكلة علي حساب الصفحات الثقافية؟
- الإعلانات هي المصدر الأساسي لتمويل الصحف، الحكومة لا تساعد الصحف القومية الأهرام يعوض مساحة الإعلانات بزيادة عدد الصفحات. والخلاصة أنه دون إعلان تتوقف الصحيفة، في العالم كله.
أنت تدافع عن الأهرام، لأنك مستشار لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ثم إنني لا أتكلم عن صحيفة بعينها.
- لا، أنا رجل موضوعي، ولكن لي موقفا نقديا عنيفا ضد الغوغائية أحد الكتاب رجل أكاديمي وكاتب معروف، قرأت له مقالة سخيفة بجريدة الشروق يستنكر فيها فرحة المصريين بحصولهم علي كأس أفريقيا، سخافة هذه كتابة متنطعة. وأنا لا أحب الكتابة المتنطعة التي تزايد حتي علي الفرح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.