وصف الدكتور حسام عقل رواية "الوباء"، للأديب شريف حتاتة، بأنها شهادة من اليسار علي المرحلة التي نعيشها، عبرت برمزية عن حلم اليسار والقوي العسكرية، والعولمة.. وأكمل عقل متحدثا عن الرواية، في الندوة التي شهدها "المقهي الثقافي" وشارك فيها صادق الطائي، وعمر شهريار، وأدارها الناقد عبد الناصر حسن قائلا: رغم أن عنوانها "الوباء" إلا أن الراوي تعمد تعمية الفكرة، في كل مرة يحاول القارئ التعرف فيها علي هذا الوباء الغامض، ولعل أكثر ما تميز به حتاتة هي تلك البراعة في توظيف الصورة القصصية بفنية شديدة الرقي والتجسيد للصورة المطلوبة.. ومن جانبه قال الناقد عبد الناصر حسن: الرواية تطرح أسئلة أكثر مما تعطي إجابات، وتطرح العديد من الأفكار والقضايا أهمها الضعف الذي أصاب ارتباط الفلاح المصري بأرضه، لذا جاء البطل في الرواية وداخله تلك الرغبة الدفينة للقيام برحلة معاكسة من المدينة إلي الريف، وتأويل هذا في رأيي أن الصواب يبدأ من الأصول.. وأكمل: زاوج الكاتب بنجاح بين اللغة الفصحي، واللغة الريفية، فضلا عن ذلك الدور الفعال للمرأة التي، الذي مثلته هنا "السيدة أم مبروك" الحكيمة القادرة علي فهم أشياء كثيرة في منظومة الحياة الريفية، ولا تخلو الرواية من عناصر أسطورية تم فيها مزج الواقع بالخيال.. أما الناقد العراقي صادق الطائي فأكد علي حالة الصراع في الرواية، والإشارات الواضحة فيها للتجربة الصينية التي تسير تحولاتها وفق خطط التنمية والاستقرار، قائلا: الملفت في أعمال حتاتة الأخيرة، قدرته علي اجتذاب واقع الحدث عبر انفلاته في عوالم يستخدم فيها الفانتازيا للتعبير بين السطور عن المسكوت عنه، وتخليص الواقع من فجاجة المباشرة، والحق أن رفع أي صفحة من صفحات الرواية ال120 يصيب السرد بخلل، لأنه ورغم تدفقه وهدوئه في السرد، إلا أن لغته لا تخلو من الشفرات البوح عنها لا يتم إلا للمتأني.. أما الدكتور شريف حتاتة فتحدث عن روايته قائلا: ختمت الرواية بطفل يناقش جده ويعارضه، لأؤكد أن الأجيال القادمة لا تزال تحمل الأمل، وقد قيل أن الوباء لم يكن معروف، ولكني أقول أنه نتيجة للتجارب التي تقوم بها الشركات متعددة الجنسيات، والتي تتلاعب بالجينات فتنتج أمراضا لا نعرف شيئًا وأنا في ذلك أنبه إلي تلك المسألة الخطيرة.