انتقلنا من مرحلة "التمثيل المشرف" إلي "الفوز المشرف" 1 - أكتب هذا المقال ظهراً قبل مباراة مصر وغانا، وسوف أقوم بإذن الله بالكتابة عن المباراة في الطبعة الثانية، مع كل دعواتي وتمنياتي أن يكون الفوز حليفنا. - أتمني من الله أن تنطلق الأفراح في مصر كلها، ابتهاجاً بالفوز وتحقيق البطولة للمرة السابعة منذ انطلاقها، وللمرة الثالثة علي التوالي، فنحن الأجدر والأقوي والأحق. - لكن الساحرة المستديرة هي لعبة الاحتمالات المفتوحة، والمباراة لابد أن يكون فيها فائز ومهزوم.. شعب ينام سعيداً وآخر حزيناً، يارب نكون الفائزين والسعداء. 2 - علي أي الأحوال، ومهما كانت النتيجة، فهذا الفريق العملاق أدي ما عليه، وأثبت للعالم كله أننا نستحق الاحترام، لعباً وأخلاقاً، فناً وسلوكاً، جهداً وتوفيقاً. - من "عصام الحضري" السد العالي حتي "جدو" الاحتياطي الهداف، وبقية اللاعبين كلهم تفوقوا علي أنفسهم، بالأداء الجميل و"الفوز المشرف" وليس "التمثيل المشرف" فقط. - بمناسبة "التمثيل المشرف"، فقد شطبنا هذه الجملة التي كنا ندمنها ونجعلها شماعة للفشل، واستبدلناها بانتصارات تلو انتصارات، وتم تحطيم الرقم القياسي في مرات الفوز. 3 - مباراة الجزائر كانت أهم ألف مرة من مباراة غانا، لأنها مباراة إعادة الثقة ورد الاعتبار واستعادة الهيبة، وكان الفوز بها أهم من الفوز بالبطولة الأفريقية نفسها. - أعتب علي الجزائريين، أنهم تركوا أنفسهم للانفعال الكاذب، وإدمان البحث عن مبررات للهزيمة، وإذا كان هذا شأنهم، فليس من حقهم أن يشنوا هجومهم الظالم علي الفوز الساحق. - ربما كانت الصدمة كبيرة ومدوية وأفقدتهم التفكير والسيطرة علي انفعالاتهم، فلم يخسروا المباراة فقط، ولكن خسروا الاحترام الذي كان يستوجب تهنئة الفائز والاعتراف بالهزيمة. 4 - الحكم "كوفي كودجا" يستحق ما يحدث له لأنه لم يبادر علي الفور بطرد حارس المرمي الجزائري "فوزي شاوشي" الذي "نطحه" بالرأس علي مرأي ومسمع الدنيا كلها. - هذا الحارس لم يكن يستحق الطرد بعد أن شاط "جدو"، ولكن قبل ذلك بكثير، لأن "النطحة" صورة غير أخلاقية وعملية مشينة وسلوك همجي وعدواني. - قرار الاتحاد الأفريقي باستبعاد الحكم وعقابه لم يكن بسبب مجاملته للفريق المصري كما يزعم الجزائريون كذباً ولكن لأنه لم يطرد الحارس البلطجي الذي أهان الكرة الافريقية. 5 - لا أفهم حتي الآن، لماذا خرجت المظاهرات في شوارع الجزائر عقب الهزيمة المدوية، رغم أن العالم كله أكد أن هزيمة الأخلاق كانت أفدح من الأهداف الأربعة. - الشعوب تحتفل بانتصاراتها وليس بهزائمها وتستقبل المنتصرين بالورود وليس المهزومين، فإذا أضفنا إلي ذلك الهزيمة الأخلاقية والسلوكية.. فهذه المظاهرات تقليد جديد. - لو فعلت الجماهير قبل ذلك واحتفلت بالهزائم، فالمؤكد أن ذلك يسجل فتحاً جديداً في تاريخ البطولات الدولية، ربما لدعم ومساندة الفرق النامية. 6 - "روراوة" ملك التزييف جن جنونه وأطاحت الهزيمة الثقيلة بعقله، فراح يوزع الاتهامات هنا وهناك، وله العذر لأن الجماهير الجزائرية الغاضبة ستنصب له المشانق. - عدالة السماء أيضا نزلت في مباراة الجزائر ونيجيريا، فكانت الجراح عميقة، ورغم ذلك خرج المعلقون الجزائريون يشيدون بالأداء الرائع والسلوك العظيم، وربما الأهداف الساخنة. - أريد أن أقول إن الحكم البنيني لم يجاملنا، بل كان علينا، ترك لهم الحبل علي الغارب، وكان مستحيلاً حتي لو كان الحكم جزائرياً أن يفعل أسوأ مما فعل الحكم المضروب. 7 - حسن شحاتة الذي ظلمه البعض كثيراً، سره باتع.. أولاً لأنه أحب اللاعبين فأحبوه وأخلصوا له.. لأنه عادل ولا مكان لمدلل أو منفلت أو منحرف. - سره أيضاً أنه يجبر الفرق المنافسة علي أن تلعب بطريقة الفريق المصري، ففرض أسلوبه وسطوته ويده العليا علي البطولة، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية. - ولأنه يسلمها لله، ومن يفعل ذلك يوفقه الله.. وهذا التوفيق الذي أتمني أن يكون حليفنا في المباراة التي أكتب عنها قبل أن تبدأ بثلاث ساعات. E-Mail : [email protected]